الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / ترامب يحرض ميليشياته على مهاجمة المساجد في أمريكا !!!

ترامب يحرض ميليشياته على مهاجمة المساجد في أمريكا !!!

السيمر / فيينا / الاثنين 20 . 04 . 2020 — من الطبيعي ان تتخذ الحكومات في العالم اجراءات استثنائية للتصدي لوباء كورونا والحد من خسائره واضراره مثل منع التجمعات وتشجيع المواطنين على البقاء في منازلهم واغلاق الاماكن التي تشهد عادة تجمعات مثل دور العبادة والجامعات والمدارس و..، ولكن ان تستغل حكومة وبإصرار غريب هذا الوباء القاتل لضرب الامن والسلم المجتمعي عبر خطاب عنصري سافر يحرض على الكراهية والعنف ، فهذا هو الشاذ وغير الطبيعي وغير المعقول.

هذا الامر الشاذ وغير الطبيعي وغير المعقول، شهدته امريكا من دون ان يثير اي هتمام لدى الراي العام العالمي، وذلك عندما اعلن الرئيس الامريكي وبصريح العبارة ان المسيحيين لا يعاملون معاملة المسلمين في امريكا!!، فالمسيحيون يعاملون بشكل غير عادل، حيث يتم ملاحقة الكنائس على خلفية تفشي وباء كورونا بينما لا يتم ملاحقة المساجد!!.

تصريحات ترامب العنصرية والتحريضية اطلقها في مؤتمره الصحفي الذي عقد في البيت الابيض يوم السبت الماضي 18 نيسان/ ابريل، عندما طُلب منه الرد على تغريدة أعاد نشرها معلق متطرف تساءل “عما إذا كان المسلمون سيُعاملون بنفس الصرامة!( في شهر رمضان المبارك) التي عومل بها المسيحيون الذين خالفوا قواعد التباعد الاجتماعي ( في أعياد الفصح )”، فرد ترامب: “أعتقد أنه قد يكون هناك فرق.. وسنرى ما سيحدث، لأنني رأيت الكثير من التفاوت في هذا البلد.. يلاحقون الكنائس المسيحية لكنهم لا يميلون لملاحقة المساجد .. يبدو أن السياسيين هنا يعاملون الأديان المختلفة بشكل مختلف تماما”.

اليست تصريحات ترامب هي دعوة صريحة وواضحة لميليشياته اليمينية العنصرية المتطرفة التي بدأت تطفو على سطح المشهد السياسي الامريكي بعد الاجراءات التي اتخذت لعزله، ، لتأخذ زمام المبادرة من السياسيين الذين لم “ينتصروا للمسيحية”! ، ولتحقق من خلال فوهات بنادقها “العدالة للمسيحيين” عبر مهاجمة المسلمين ومساجد المسلمين؟!!.

لم تلق تصريحات ترامب العنصرية والداعية للكراهية والعنف اي ادانة في داخل امريكا او خارجها، رغم خطورتها على المجتمعات الغربية، فكلنا يتذكر مجزرة المسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزلندا التي نفذها المتطرف اليميني برينتون تارانت في 15 اذا مارس 2019 واسفرت عن مقتل 50 مصلّيا، وكذلك رسالته المؤلفة من اكثر من سبعين صفحة والتي ضمنها افكاره والاسباب التي دعته الى تنفيذ جريمته البشعة وتاكيده على تأثره بالخطاب العنصري للرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي اعتبره تارانت قدوته، واللافت ان ترامب لم يدن تارانت ولم يصفه بالارهابي عندما علق على جريمة المسجدين.

قد يرى البعض ان ما يتفوه به ترامب من كلام عنصري واضح يحرض على الكراهية والعنف هو ضرب من الجنون وان صاحبها معتوه ولا وزن لما يقوله، ولكن على هذا البعض ان يأخذ بالاعتبار وجود اعداد هائلة من المجانين والمعتوهين في المجتمع الامريكي والمجتمعات الغربية من الذين يؤمنون بتفوق العرق الابيض ويرون بترامب فيلسوفهم وملهمهم وقدوتهم وزعيمهم ، كما كان يرى الارهابي اليميني النيوزلندي برينتون تارانت، فنظرة سريعة الى عدد الاشخاص المدججين بالسلاح من ميليشيا ترامب التي نزلت الى شوارع بعض الولايات الامريكية وهم يحتجون على قرار اغلاق الولايات على خليفة تفشي وباء كورونا، ويرفعون شعارات ولافتات تشيد بترامب وبقراره برفع الاغلاق، وكذلك الى تهديدات ترامب المتكررة بدفع امريكا نحو الحرب الاهلية في حال تم عزله على خلفية فضيحة اوكرانيا، وكذلك الى مواقفه المناهضة للمسلمين ومنعهم من دخول امريكا ودعمه ومناصرته للجماعات اليمينية المتطرفة والعنصرية في امريكا وخارجها، كل ذلك يؤكد ان امريكا على وشك الولوج في نفق مظلم لن يحول دونه الا بوقف ترامب وميليشياته عند حدها قبل فوات الاوان.

المصدر / العالم

اترك تعليقاً