السيمر / فيينا / الاثنين 20 . 04 . 2020
أياد السماوي
مقال سليم الحسني ( الشيعة الأغلبية الخاسرة في العراق ) المنشور يوم أمس , يمكن تصنيفه كنوع من التراجيديا السوداء .. في هذا المقال استعرض الحسني نتائج خطيئة اختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء , لكنّه تناسى دور طهران وبغداد والنجف وبيروت في دفع عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء , وما آلت إليه هذه الخطيئة من نتائج مدّمرة بحق الشعب العراقي عامة وشيعة العراق خاصة .. والشيء الذي يؤاخذ عليه السيد الحسني أنّه أعتبر الهزيل والفاسد والخائن عبد المهدي هو المسؤول الأول والأخير عن هذا الوهن والفساد والانحطاط والخسائر الفادحة التي منيت بها الأغلبية الشعية .. وهذا لا يؤشر خطأ في التقييم فحسب , بل هو سيبرئ ساحة الآخرين من دورهم في هذه الخطيئة والجريمة التي اقترفوها بحق شعبهم ومكوّنهم .. وعادل عبد المهدي لم يصل لرئاسة الوزراء من خلال صناديق الاقتراع , بل جاء بصفقة سياسية اشتركت بها طهران وبغداد والنجف وبيروت .. وشيعة السلطة مقتدى الصدر وهادي العامري ونوري المالكي ومعهم ابطال التحرير هم من جاء بعبد المهدي إلى رئاسة الوزراء .. وكلّ هؤلاء كانوا مدعومين بتأييد النجف وطهران والضاحية .. وجزى الله الشيخ الكوثراني خير الجزاء لما قام به من دور فاعل في تحقيق الإجماع لعبد المهدي ..
كان هدف طهران وبغداد ينصّب في الدرجة الأساس في إبعاد وعدم تمكين حيدر العبادي الذي انساق مع المشروع الأمريكي من العودة إلى رئاسة الوزراء مجددا , بغض النظر عن النتائج التي ستترّتب على هذا الاختيار .. ولعمري يا سليم لم أحزن يوما في حياتي كاليوم الذي تمّ فيه اختيار عبد المهدي رئيسا للوزراء .. كانت الصورة واضحة تماما أمامي , وكنت واثقا أنّه سيسير بالبلد لهذه المهلكة , وسيكون الشيعة تحديدا هم الخاسر الأكبر من تولية عبد المهدي لرئاسة الوزراء .. وما ذكرته يا سيد سليم من أسماء لهذه الفئة الفاسدة من الشيعة , ما هم إلا لصوص صغار قياسا باللصوص الكبار أصحاب القرار .. فكلّ من ساهم بإيصال عبد المهدي إلى موقع رئاسة الوزراء واشترك في حكومته , يتحمّلون شرعا وقانونا المسؤولية كاملة أمام الله والشعب عن جريمة اختيارهم واشتراكهم في حكومة عبد المهدي الأسوأ في تأريخ الوزارات العراقية .. وإذا ما أراد شيعة السلطة مقتدى الصدر وهادي العامري ونوري المالكي الذين جاؤوا بعبد المهدي , من التكفير عن خطيئتهم في اختيار عبد المهدي , فعليهم دعم رئيس الوزراء المكلّف السيد مصطفى الكاظمي في عدم العودة للمحاصصات البغيضة ومساعدته بالفعل لا بالقول في التصدّي للضغط والإبتزاز الذي يمارس عليه من بعض القوى والأحزاب السياسية , والكّف عن مطالبته بالمناصب الوزارية باعتبارها استحقاقات لهم ولأحزابهم الفاسدة واللصوصية , ومساعدته في عدم عودة وزارة المالية إلى الإقليم المنفلت على القانون والدستور .. عسى أن يغفر الله لهم بعض من خطيئتهم وجريمتهم .. هذه هي الحقيقة التي تردّد الحسني من قولها .. كن شجاعا وجريئا أيها الحسني ولا تأخذك في الحق لومة لائم … فليس في العمر من متّسع لنصمت عن الخائبين والفاسدين …
في 20 / 04 / 2020