السيمر / فيينا / الاربعاء 15 . 07 . 2020
رحمن الفياض
تعرض الحمار لهجمة شرسة من البشر، ولاقى أصنافاً لا تعد ولا تحصى من الاهانات والتهم الباطلة، والافتراءات التي القيت عليه زورا وبهتانا، رغم اعتمادهم الدائم عليه في كل المهام الصعبةوفي أحلك الظروف ، حتى زعموا أن حليب الحمارة يورث الغباء.. فإن كان هناك شخص غبي يقال له هل انت شارب حليب حمارة!
العلم الحديث رفع هذه التهمة عن هذا “المسكين الصبور” حين أثبت التحليل المختبرية أن نسبة المواد الغذائية في حليبها هي نفسها في حليب البقر، بل وتزيد عنها في الاغنام والماعز إن لم تزد عليها في نسبة الدهون والبروتينات..
الأعجب أن إختبارات الذكاء أثبتت أن الحمار أكثر ذكاء من الأبقار والأغنام، ولولا سوء الحظ الذي يمتاز به الحمار، فلربما حصل على درجات علمية في العلوم السياسية أو الاجتماعية او كان أستلم أحد الملفات المهمة لقيادة العالم ، كما حصل عليها أشخاص عده وفي كثير من الدول.. من يدري؟!
في البلدان العربية والعراق وحتى وقتنا القريب كانت تهمة الغبي بأنه شارب من حليب الأتان.. فيما العلماء اليوم يوصون بمنتجات الحمير لزيادة الذكاء عند الأطفال، والادهى من ذالك انها صارت من أغلى المنتجات في العالم ، فيالها من مصادفة كبيرة وجميلة رفعت التهم التي التصقت به لقرون من الزمن وأعطت الحمير حقهم الذي حرموا منه وأنصفتهم ، ولكن نحن لدينا كثيرا ممن استحمروا بدون شرب ذلك الحليب، فياليتهم تنعموا بتلك المنتجات النادرة عسى أن يكتسبوا شيئا من ذكائها!
في زمن النظام السابق كان جلاوزته يقومون بطحن النوى وقشور الشعير والتبن والذرة وهي أعلاف الحمير، ويقدمونها للناس المظلومين، ولازال قسم كبير من المستحمريين يسمونها بأيام الزمن الجميل.. فالأستحمار وصل بنا أن شاركنا الحمير أعلافهم ولازالوا يذكرون زمنهم الجميل بخير وينهقون على أيام الخير.. فتأمل.
الحكومات المتعاقبة منذ عقدين تقوم بتجديد تراخيص شركات الهاتف النقال، وهي التي سرقت مليارات الدولارات من جيوبنا، ومشكلة الطاقة الكهربائية الازلية مع كل صيف لاهب اثقلت جيوبنا وأرهقت قلوب العراقيين، ومفردات البطاقة التموينية التي تبخرت بقدرة قادر، وسعات الانترنيت التي هي أسوء خدمة في العالم ، ولجان مكافحة كورونا التي خلطت الحابل بالنابل هل هي مشاريع صهيو أستحمارية ام هناك عقول مستحمرة تقود البلد؟!
مسكين ايها الحمار لازلت تتلقى السهام حتى بعد رفع التهمة عنك.. فالتبريرات الحكومية ترفضها حتى الحمير جملة وتفصيلا، ولكن أغلب المتصدين يرددونها جهارا نهارا وهناك من يصدقها ويرددها ويدافع عنها بكل ما اوتي من قوة حميرية لا بل ويعتبرها مشروعه السياسي الذي ينطلق به لبناء البلد، فهل يأتي زمان يكون شعارنا الحمار.. كرمز للصبر والقوة كما هو معمول به لدى الحزب الجمهوري الأمريكي؟
من يدري.. فقد تاهت الأمور علينا بين حمار ومستحمر.. وحمار يصر على أن يستغبينا ويجعلنا نقبل إستحماره..