السيمر / فيينا / الخميس 06 . 08 . 2020
أياد السماوي
في تعليق له يوم أمس الأربعاء الخامس من آب 2020 , قال القيادي في دولة القانون سعد المطلبي ( أنّ منصب أمين العاصمة دسم وهذا ما يجعل الكتل السياسية تتصارع من أجل الحصول عليه ) .. في حين أشار النائب عن سائرون رياض المسعودي ( أنّ الترشيح لمنصب أمين العاصمة عبارة عن مزاد , وهنالك خلافات على هذا المنصب بين القوى السياسية ) .. وهذه سابقة أن تحصل خلافات على منصب تافه بين ملائكة الحكم القادمين لحكم العراق من السماء بعد نظام صدّام اللعين .. فالدعاة إلى الله والسائرون على طريق الإصلاح وأصحاب الفضيلة والتقوى وأصحاب الحكمة والعاكفون في مجالس الله , جميعهم ربّانيون وزاهدون لا شأن لهم بحطام الدنيا ومغرياتها , جاؤوا لحكم العراق ليعكسوا للعراقيين قيم السماء وأخلاق الملائكة التي ترّبوا عليها في أحزابهم , ليخلفوا نظام صدّام الدموي .. نعود إلى موضوع التصارع بين الكتل السياسية على منصب أمين العاصمة الذي شار إليه المطلبي في تعليقه , حيث يوحي هذا التعليق أنّ المناصب الأخرى في الدولة العراقية غير كاملة الدسم ولم يتصارع عليها المتنافسون من الكتل السياسية والظفر بها , ودسومة منصب أمين العاصمة استوجبت هذا الصراع والتنافس من أجل الظفر به .. أمّا المزاد الذي اشار إليه النائب المسعودي من تيّار السائرون فهذا تطوّر ينبغي الوقوف عنده , لأن مزاد بيع المناصب الوزارية والمناصب العليا في الدولة منهج سنيّ دأبت عليه القوى السياسية السنيّة , أما منهجنا في الفساد نحن الشيعة فمختلف عن منهج المزاد المفتوح لشركائنا السنّة , والأثنين يختلفون في منهجهم عن منهج شريكنا الكردي في الحكم .. كلّ له منهجه الخاص به في الفساد ..
الحقيقة الساطعة أنّ كل المناصب في الدولة العراقية دسمة وكاملة الدسم , من الرئاسات إلى الوزارات إلى كافة المناصب العليا في الدولة .. أصلا لا يوجد في العراق منصب من درجة مدير عام فما فوق نصف دسم .. فالمناصب جميعها دسمة وغير منزوعة الدسم لكنّ الفارق بين هذا المنصب الدسم وذاك المنصب هو في حجم الموارد المالية التي تقع ضمن صلاحيات المنصب , فمنصب وزير النفط أو الكهرباء أو الدفاع ليس كباقي المناصب الوزارية الأخرى , ومنصب مدير عام شركة سومو أو المدير التنفيذي لهيئة الإعلام والاتصالات أو منصب أمين العاصمة أو مدير عام المنافذ الحدودية أو رئيس صندوق إعمار المناطق المحرّرة , كلها مناصب دسمة وتستحق الصراع والتنافس من أجل الظفر بها .. ومن حق رئيس الوزراء أن يساوم الكتل السياسية عليها .. كلّ المؤشرات تشير إلى أن تحالف عراقيون الذي تشّكلّ لدعم حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي هو الأقرب للظفر بهذا المنصب الدسم .. فوزارة النفط لوحدها غير كافية ولا يمكن مقارنتها بما استحوذ عليه السائرون إلى الله من مناصب دسمة .. فهنيئا مقدّما لمن يظفر بهذا المنصب .. وليضرب الحانقون والحاقدون أمثالي رأسم بالجدار …
في 06 / 08 / 2020