الرئيسية / مقالات / شبح الحزب الشيوعي يثير الرعب لدى عبد الحسين شعبان

شبح الحزب الشيوعي يثير الرعب لدى عبد الحسين شعبان

السيمر / فيينا / الخميس 06 . 08 . 2020

عادل حبه

دائماً مايثير عبد الحسين في كتاباته انتقادات الى الحزب الشيوعي العراقي وهي تكرار لــ”القوانة المخدوشة ” التي يصر على ترديدها حول مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في العملية السياسية بعد سقوط النظام،

معتبراً ذلك ضرباً من الإثم متناسياً أن العراق قد تحول بفضل طيش النظام السابق ورعونته إلى بضاعة دولية رخيصة خاضعة لردود فعل سلبية دولية وعقوبات صارمة كتلك التي تعرض لها النظام النازي في ألمانيا والفاشي في أيطاليا والعسكري في اليابان. وفي ظل هذه الأوضاع الملتبسة، لا يمكن لأية جهة وطنية سياسية إلا أن تتعامل مع هذا الواقع المرير الذي خلفه لنا النظام السابق لعلاجه دون اللجوء إلى الحرب التي لم يعد للعراقيين طاقة على الاستمرار بها.

علماً إن الحزب عبّر عن رأيه برفض الحرب والتدخل الأجنبي، كما أنه لم يشارك لوحده في العملية السياسية التي تلت انهيار الطاغية، بل شاركت غالبية قوى المعارضة العراقية، والتي تضافرت جهودها في النهاية وفي عام 2010 لتمهيد الطريق لخروج القوات الاميركية من العراق سلمياً وبدون جعجعة بعض المسلحين والمشبوهين والقتلة الذين كان يتعاطف معهم شعبان.

ومن المفارقة التي لا بد أن نلفت نظر القارئ إليها، أن شعبان كان من ضمن طاقم المروجين للتدخل الأميركي في العراق بدليل إنه قدم كل خدماته للدكتور أحمد عبد الهادي الجلبي وشارك بفعالية في نشاط المؤتمر الوطني العراقي الذي رعته الولايات المتحدة بدرجة رئيسة. فقد انتخب شعبان أميناً عاماً للمؤتمر الوطني الموحد في اجتماعه الذي عقد في مدينة صلاح الدين، الذي عقد برعاية وأموال أميركية في نهاية عام 1992. وكان عبدالحسين يستلم راتباً مصدره التمويل الأميركي وليس غيره. ولم يخفِ أقطاب المؤتمر آنذاك على لسان الجلبي وعلاوي وغيرهم من بعض أقطاب أطراف المعارضة عن علاقاتهم بالولايات المتحدة والتعويل عليها مادياً وسياسياً وطلبهم منها في إحداث تغيير في العراق ودافعوا عنه. وهو أمر يعرفه الجميع ويدركه كل الإدراك بالطبع شعبان، ويعرف الكثير من تفاصيله وأسراره باعتباره شغل منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي الموحد. ويبدو أن من ضمن مهام عبد الحسين في المشاركة في نشاط المؤتمر هو تقديم المعلومات الى المخابرات العراقية، وهو ما شعر به أحمد الجلبي لاحقاً بسبب تسرب هذه المعلومات وكثرة الزيارات المشبوهة لعبد الحسين إلى قبرص آنذاك وبجوازات متنوعة. وهذا ما قصم ظهر البعير وانتهت العلاقة مع المؤتمر الوطني الموحد، وشرع شعبان بالعمل المشترك صراحة مع فلول البعث والمنظمات الارهابية، وكثر تردده على السفارة العراقية في براغ وحضور الاجتماعات مع السفير العراقي منذر المطلك، إلى جانب تشديد هجومه على الحزب الشيوعي. وفي النهاية قام ضمن وفد من شلة البعث وحارث الضاري وأضرابهم بزيارة إلى ليبيا لاستجداء القذافي، وقدم شعبان “مؤلفاته” إليه قبل أسابيع من أندلاع انتفاضة الشعب الليبي التي وضعت نهاية لهذا الحكم الغريب في ليبيا. إن استجداء البعض هي خصلة من خصال عبد الحسين التي جربها مع بعض قادة الحزب وطلب من بعضهم أن يتحول إلى “عضيد” لهم، ولكن فشل في مسعاه ولهذا توجه إلى القذافي وبعض المتنفذين السورين والبعث العراقي ليشفي غروره.

كما يعزف شعبان من جديد على وتر معزوفة اليمن، وكأن كارثة وطنية قد حلت هناك. إن شعبان يعلم علم اليقين ما جرى هناك، ولكنه يسعى على الدوام إلى تزوير الأحداث وبث سمومه ضد الحزب والتأليب ضده. فبعد اضطرار الكثير من العراقيين إلى الهجرة خارج العراق بعد الهجوم الوحشي ضد الشيوعيين في عام 1978، برزت بعض الممارسات من قبل بعض أعضاء الحزب جراء أجواء الاحباط التي عمت كل منظماته، وتتمثل في التخلي عن الضوابط والقواعد التي حددها النظام الداخلي في ذلك الوقت. هذه المعايير التي قبل بها كل من انخرط في صفوف الحزب آنذاك، وبضمنهم عبد الحسين. وحدث ذلك في منظمة سوريا واليمن على وجه الخصوص. وقد بدأت هذه الممارسات في اليمن الديمقراطية منذ أن تولى السيد عدنان عباس مسؤولية المنظمة في اليمن، واتُخذت بعض الاجراءآت الانضباطية ضد البعض، ثم تصاعد هذا الميل عند تسلم الفقيد رحيم عجينة مسؤولية المنظمة لاحقاً، حيث تم اتخاذ إجراءات انضباطية ضد عدد من أعضاء الحزب استناداً إلى ضوابط ومعايير النظام الداخلي المعمول به آنذاك. أما طلب المنظمة من السلطات اليمنية طرد هؤلاء من اليمن فهو كذب وتزوير لا يليق بالكاتب وبالدرجة العلمية التي حصل عليها. فهذا التزوير يضع ظلالاً من الشك حتى على الشهادة التي حصل عليها. وحبذا لو قام شعبان بتسمية هؤلاء المطرودين وعددهم ومتى حدث ذلك، بدلاً من الإشارة العابرة والاتهام الفارغ. نعم لقد غادر البعض من هؤلاء اليمن الديمقراطية بإرادتهم، وبمساعدة مسؤول “المنبر” الذي انتمى إليه شعبان، حيث اتصل بالسفارة العراقية في عدن والتي قامت بتسهيل سفرهم إلى العراق. وبقي البعض الآخر في اليمن الديمقراطية وقطعوا صلتهم بالحزب، ولكن رفضوا العودة الى العراق، وحصل البعض منهم على زمالات دراسية خارج اليمن وفي أحد البلدان الاشتراكية دون أن تقوم السلطات اليمنية بأبعادهم عن اليمن على حد زعم وتزوير عبد الحسين. إن كل هؤلاء الشخوص أحياء يرزقون، وكان على شعبان أن يلتقي بهم، لا أن يزور الحقائق، وينطبق نفس الأمر على عودة آخرين مثل خليل الجزائري وماجد عبد الرضا وحسين سلطان وعبد الوهاب طاهر وناصر عبود وآخرون، حيث تعاون البعض مع الحكم في العراق بقناعة سياسية منهم حول ضرورة عودة “التحالف” مع حزب البعث والتبشير بدعوات النظام حول الأخذ بالديمقراطية في إدارة البلاد. ولكن ما حدث هو أنه تم إعدام خليل الجزائري بدعوى تورطه في العلاقة مع فاضل البراك. إن خيار هؤلاء هو خيار ذاتي وموقف سياسي مسبق منذ أن بدأ الحزب التفكير في تعديل سياسته عام 1978، والانتقال إلى معارضة حكم البعث بسبب التحول الجذري في سياسة الحكم. وهو موقف ليس له علاقة بـ”الأجواء الإرهابية” التي سادت الحزب كما يحلو وصفه من قبل عبد الحسين، أو أنه على حد وصفه” أقرب إلى مجزرة قاعة الخلد، حين اقتاد صدام حسين 22 قيادياً بمن فيهم ثلث أعضاء القيادة القطرية، إلى ساحة الإعدام، و33 كادراً قيادياً،…”. وهناك من اتخذ موقفاً مخالفاً للحزب، ولكنه ظل على معارضته لحكم البعث، ولم يرتمِ في أحضانه أو دعى إلى التحالف معه من جديد. وابتعد آخرون عن النشاط السياسي والتزموا بيوتهم كما هو الحال بالنسبة للمرحوم عبد الوهاب طاهر وناصر عبود.

لا نريد أن نستطرد في تناول كل ما يكتبه عبد الحسين شعبان كي لا نزعج القارئ الكريم ونثير الملل عنده. ونكتفي بإشارة عبد الحسين إلى أن ” الإقرار بالخطأ أمرٌ حميدٌ”، وأن “الشيوعية سلوك وقيم وأداة تعبير عن الحق والجمال والخير”!!!. فلو كان الإقرار بالخطأ فضيلة، فلماذا لم ينتقد عبد الحسين نفسه عندما توجه مع فلول البعث والارهابيين إلى ليبيا لتقديم الولاء إلى الديكتاتور معمر القذافي واستجداء تأليبه ضد بلادهم، وهو الذي قد تلطخت أياديه بدماء الكخيا والآلاف من الليبيين وحتى غير الليبيين؟؟ فهل إن ذلك جزء من مسؤوليته في “اللجنة العربية للدفاع عن حقوق الإنسان” التي كان يرأسها لفترة ؟؟؟. إن عبد الحسين خلال كل فترة علاقته بالحزب الشيوعي، يختار الموقف الذي يتعارض مع موقف الحزب صحيحاً كان أم خطأ. فقد عارض موقف الحزب أثناء عقد الجبهة مع البعث، ولكن ما إن انفرط عقد الجبهة حتى وقف ضد سياسة الحزب عندما انتقل الحزب إلى صفوف المعارضة وليمد الجسور مع البعث. وظل ينتظر أي موقف للحزب كي يعلن تبنيه لموقف يتعارض معه !!!. فهل هذا التحول في الموقف له علاقة بحادث القبض عليه من قبل حكم البعث عام 1978 عندما كان يؤدي الخدمة الإلزامية في الجيش، وإطلاق سراحه بشكل يثير الشكوك وتسلمه جواز سفر عراقي غير مزور وتوجهه إلى دمشق؟؟. وهل هذا التبدل في المواقف واللعب على الحبال هو جزء من صفات الشيوعي الذي يرنو إلى الحق والقيم؟؟؟؟ حسب تعبيره.. إنه لأمرعجيب فعلاً

نصيحة إلى عبد الحسين أن يتخلى عن دربه الوعر وطريقه المسدود، ويعود إلى العقل السليم وكتابة بحوث موضوعية بعيدة عن التشفي والنكايات والأحقاد والأكاذيب. فطريق فبركة الاتهامات والأكاذيب ضد الحزب الشيوعي العراقي جرّبها البعض من “مالك سيف” إلى “الرفيق رائد” و” الراصد” وأمثالهم وعلى صفحات الجرائد العراقية الصفراء، ولكن جميعها وجدت طريقها الى مزبلة التاريخ.

اترك تعليقاً