السيمر/ فيينا / السبت 15 . 08 . 2020 — أشادت وسائل الإعلام والناس في الإمارات باتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، باعتباره نصرا دبلوماسيا يساعد الفلسطينيين، فيما خيّم الصمت في السعودية، اللاعب الأبرز في السياسة الإقليمية إزاء إسرائيل منذ زمن طويل.
ويرى محللون في الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي المفاجئ الذي أُعلن عنه، يوم الخميس، دفعة استراتيجية تعزز مكانة الإمارات في المنطقة والعالم، ويمكن أن تضعها في مرتبة متقدمة على السعودية جارتها وحليفتها صاحبة النفوذ، لا سيما فيما يتعلق بالعلاقات الحاسمة مع واشنطن، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال نيل كويليام، الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية والمدير الإداري في أزور استراتيجي: “إن هذه الخطوة تجعل الإمارات في وضع مريح في حالة فوز بايدن، لأنها ستساعد في تلطيف الأجواء مع الكونغرس (الأمريكي)، وبهذا تترك السعودية محاصرة وأكثر انكشافا من أي وقت مضى”.
وأضاف: “من المؤكد أن هذا هو الشاغل الحقيقي للقيادة السعودية في الوقت الراهن، وعملية الحساب الأساسية حول طريقة الرد على الخطوة الإماراتية الإسرائيلية”.
من جهته قال الكاتب والصحافي سليمان العقيلي إن السعودية تنظر للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما كشأن سيادي إماراتي لا دخل لأحد به.
واعتبر في مقابلة مع “فرنسا 24” أن الاتفاق يمكن أن يسفر عن نتائج جيدة بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، عبر وقف ضم أراضي الضفة الغربية وغور الأردن لإسرائيل.
واستبعد العقيلي أن تحذو الرياض حذو أبوظبي في تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من السعوديين على الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل حتى الآن، نشر مستخدمو تويتر في المملكة صورا للعاهل السعودي الراحل الملك فيصل، الذي قاد خلال الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر 1973 حظرا نفطيا لمعاقبة الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب دعمها لإسرائيل.
ونشر المستخدمون اقتباسا من إحدى خطبه عندما قال: “لو أجمع العرب جميعا على أن يرضوا بوجود إسرائيل وبتقسيم فلسطين فلن ندخل معهم في هذا الاتفاق”.
فيما قال محلل الشؤون العالمية لدى CNN آرون ديفيد ميلر، إن العديد من الدول العربية ستحذو حذو الإمارات، مضيفا أن التطبيع مع المملكة العربية السعودية سيكون الجائزة الكبرى.
وبحسب “رويترز”، فإنه من الصعب أن يتخذ الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، نفس الخطوة التي اتخذتها الإمارات بينما لا يزال وضع القدس دون حل، كما لا يزال التوصل لاتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني أمرا بعيد المنال.
وقال كويليام: “القيام بذلك سيثير مخاطر خسارة الدعم الشعبي في وقت أزمة اقتصادية كبيرة وسيقدم هدية لإيران في مثل هذا الوقت الحساس”.
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة على أراض تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، عاصمتها القدس الشرقية التي استولت عليها إسرائيل أيضا في ذلك الوقت. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم.
المصدر / سبوتنيك