السيمر / فيينا / الاحد 20 . 06 . 2021 —— نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قللت بشكل حاد عدد الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط ضمن خطة لإعادة تنظيم تواجدها العسكري في المنطقة، تحت ذريعة التركيز على التحديات المرتبطة بالصين وروسيا.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسؤولين قولهم، انه سيتم سحب ما يقارب من ثماني بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من دول من بينها العراق والكويت والأردن والسعودية، ومنظومة (ثاد) من السعودية، وكذلك مئات الجنود في الوحدات التي تشغل أو تدعم تلك الأنظمة.
وفقا للصحيفة، فان التخفيضات الأخيرة التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، عقب مكالمة هاتفية في الـ2 من يونيو/ حزيران، أبلغ فيها وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتغييرات، نظرا الى أن “معظم المعدات العسكرية التي يتم إزالتها تأتي من السعودية”.
من الواضح ان القرار الامريكي هذا لم يات من دوافع انسانية لوقف الجرائم التي ترتكبها القوات الامريكية في كل بلد حلت به رغما عن ارادة الشعوب، ولا لمواجهة التحديات الصينية او الروسية التي كما تزعم امريكا، فهذه التحديات كانت ومازالت موجودة، ولم تؤثر يوما في التواجد الامريكي المكثف في المنطقة، حتى خلال الحرب الباردة، بل جاء تحت ضغط محور المقاومة، ورفض الشعوب للهيمنة والبلطجة الامريكية، كما تجلى ذلك وبكل وضوح في اليمن ولبنان والعراق وافغانستان والعديد من دول العالم الاخرى.
لو كانت بصدد الخروج من المنطقة او تقليص قواتها، لما اغتالت القائد سليماني، فهي كانت تعتقد انه باغتيالها للشهيدين سليماني وابو مهدي المهندس، تكون قد ازاحت اكبر الموانع امام تواجدها في العراق والمنطقة، الا ان الذي حدث كان العكس تماما، فقد اصدر البرلمان العراقي قرارا ملزما باخراج القوات الامريكية من العراق ، كما تعرضت هذه القوات لهجمات تكاد تكون يومية هناك، لاجبار القوات الامريكية على تنفيذ قرر الشعب العراقي.
تُرى كيف يمكن ان تبرر امريكا هذا الانسحاب من السعودية، وفي هذه الظروف التي تتعرض فيه المملكة، يوميا لهجمات يمنية، ردا على عدوانها على الشعب اليمني، طالت اهم مرافقها الحيوية، مثل المطارت والقواعد العسكرية والمنشات النفطية، بوجود تحديات صينية و روسية؟!!.
من الواضح ان مقاومة الشعب اليمني للعدوان كانت سببا وراء هذا القرار الامريكي بعد ان كشفت الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية عن “عورة” الانظمة الامريكية للدفاع الجوي، مثل “ثاد” و “باتريوت”، التي كلفت السعودية مئات المليارات من الدولارات، دون ان تتمكن من وقف الانتقام اليمني لقتل اطفال ونساء وشيوخ اليمن.
لا تملك امريكا من خيار الا الانسحاب الكامل من المنطقة، عاجلا ام آجلا، بعد ان قررت شعوبها مقاومة امريكا، وهذه المقاومة، هو قرار استراتيجي لهذه الشعوب، التي ازداد تمسكها به ، بعد ان أراقت امريكا واذنابها دماء زكية طاهرة، لخيرة ابناء هذه الشعوب وفي مقدمتهم الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.
المصدر / العالم