الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / حريق مستشفى الناصرية:هل فقدت تصريحات المسؤولين بعد كل كارثة صداها لدى العراقيين؟
أقارب إحد ضحايا مستشفى الحسين بالناصرية لدى تشييعهم لجثمانه

حريق مستشفى الناصرية:هل فقدت تصريحات المسؤولين بعد كل كارثة صداها لدى العراقيين؟

السيمر / فيينا / الخميس 15 . 07 . 2021 —– “الحادث هو مس بالأمن القومي العراقي، وهو نكسة بكل ما للكلمة من معنى، ويجب أن لا نترك مثل هذه الأحداث تمر مرور الكرام. مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير، لهذا وجهت بفتح تحقيق فوري، والتحفظ على مدير المستشفى، ومدير الأمن والصيانة وكل المعنيين إلى حين التوصل إلى المقصرين ومحاسبتهم”. هذا جانب من تصريحات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بعد فاجعة حريق مستشفى ابن الخطيب ببغداد، في 24 نيسان/ إبريل الماضي والذي أودى بحياة 82 شخصا وأصاب العشرات بجروح.

“التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين، هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم”. من تغريدة للرئيس العراقي برهم صالح، في معرض رد فعله على حريق مستشفى الحسين بالناصرية، الذي اندلع مساء الإثنين 12 تموز/يوليو وتشير التقارير إلى أنه أودى بحياة مايزيد عن سبعين شخصا كما أدى إلى جرح العشرات حتى كتابة هذه السطور.

بين التصريحين والكارثتين، اللتين شهدهما العراق، أقل من ثلاثة أشهر فقط، وفي كل مرة تكاد التصريحات تتشابه، وكأن تصريحات المسؤولين بشأن كل كارثة،هي نسخة طبق الأصل من تصريحاتهم عن الكارثة التي سبقتها ولا شئ يتغير.

نفس الإجراءات.. نفس السيناريو

في كل مرة، تتخذ نفس الإجراءات، وتجرى نفس التحقيقات، لكنها من وجهة نظر ناشطين عراقيين، لا توقف حرائق المستشفيات، حتى باتت من وجهة نظرهم لا تتمتع بأي مصداقية في الشارع العراقي.

في كارثة مستشفى ابن الخطيب ببغداد، قبل ثلاثة أشهر، أوقف رئيس الوزراء العراقي، وزير صحته حسن التميمي عن العمل، ليستقيل الوزير لاحقا، كما أوقف أيضا محافظ بغداد ومسؤولين آخرين، وهي إجراءات تشبه إلى حد كبير، تلك التي اتخذها في أعقاب كارثة حريق مستشفى الحسين بالناصرية، فهل أسفرت الإجراءات والتحقيقات في المرة الماضية عن نتائج؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين هذه النتائج؟ ولماذا تتكرر الكارثة؟

لكن المفجع من وجهة نظر كثير من العراقيين، ليس هو تكرار نفس الخطاب من قبل المسؤولين، والقيام بنفس الإجراءات مع كل كارثة، إنما المفجع، هو أن مسببات الكارثة في حريقي المستشفيين الأخيرين، ووفق تقارير المختصين كانت هي ذاتها، الإهمال في إجراءات الأمان من الحريق، وتكديس اسطوانات الأكسيجين بالمستشفيات، بطريقة غير صحيحة مما يسهم في قوة الحريق كل مرة.

ويبدو أن العدد المعلن حتى الآن، لضحايا حريق مركز عزل وعلاج مرضى كورونا، في مستشفى الحسين الجامعي، بمدينة الناصرية العراقية، ليس نهائيا حتى الآن، إذ يؤكد مسؤولون صحيون في المدينة، على أن عدد الضحايا، قد يتزايد خلال الساعات القادمة، كما يتحدثون عن زيادة محتملة في عدد المفقودين.

وفي ظل تلك الأجواء المشحونة، شهدت مدينة الناصرية احتجاجات غاضبة، من قبل السكان الذين خرجوا ليل الإثنين/الثلاثاء، منددين بالفساد الحكومي، كما أغلقوا 3 مستشفيات بالمدينة، مؤكدين على أنها تمثل أذرعا للفساد، بوزارة الصحة العراقية.

منظومة منهارة وفساد

وكان حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد، في نيسان/ إبريل الماضي، قد فتح نقاشا واسعا بين العراقيين، بشأن انهيار المنظومة الصحية في البلاد، في وقت يرى فيه ناشطون، أن الفساد الحكومي، والشبهات التي تحوم دوما، حول منح العقود الحكومية لبناء المستشفيات، وتجهيزها بأنظمة مكافحة الحريق، هو المسؤول مسؤولية أساسية، عن توالي الحرائق في المستشفيات، بجانب إهمال القطاع الإداري، وحالة التسيب الواضحة، في أروقة معظم المستشفيات العراقية.

وألقت جائحة كورونا، بمزيد من الضغوط على القطاع الصحي المتردي بالفعل في العراق، في وقت يقول فيه مختصون، إن هناك مشكلة جوهرية في المستشفيات الميدانية، التي أعدت لاستقبال وعزل مرضى كورونا، كونها بنيت من غرف متنقلة، صنعت من مواد سريعة الاشتعال، وغير مزودة بأي أجهزة للسلامة.

وفي مؤشر الفساد العالمي لعام 2020، احتل العراق المركز المئة وستين، ليظل بهذا المركز داخل دائرة الدول الأكثر فسادا في العالم، وتقول منظمة الشفافية الدولية، إن الفساد المترسخ في النظام يحرم الناس من حقوقهم الأساسية، وسط اتهامات بنهب المال العام، بأكثر من 250 مليار دولار منذ عام 2003، وفي ظل غياب تام للمساءلة.

المصدر / بي بي سي

اترك تعليقاً