السيمر / فيينا / الخميس 26 . 08 . 2021
إبتدأ السباق الانتخابي وابتدات معه الحملات الدعائية للمرشحين.
يتساءل احد المثقفين (أين تكمن المشكلة؟ في المرشح الذي يسلك في دعايتِه أساليب رخيصة؟ أم في الشعب الذي يقبل ذلك الرُخصَ ولا يستهجنه؟).
➖ تكمن المشكلة في أساسها فيمن صمّموا طريق الإنتخابات والديمقراطية بطريقةٍ مستعجلة لا تتناسب مطلقا مع بلد خرج للتو من حروب طويلة ومقابر جماعية وتهجير واعدامات أفنت النخب الواعية وأخلّت بالتوازن النوعي للمجتمع وفككت عُراه.
– ذلك المجتمع الذي بقي مصدوما وهو ينتقل بين ليلة وضحاها من سطوة الدولة البوليسية التي تحصي عليه انفاسه . . الى الحرية المطلقة
– دون ان يحظى بمرحلة انتقالية يستوعب فيها الانتقالة تلك.
– ودون ان تمنحه أي جهة ما يحتاجه من ثقافة ديمقراطية كي يفهم وظيفته الوطنية وليكون مؤهلا لعملية انتخابية حقيقية .
➖ الذين دفعوا بنا للديمقراطية الصورية واستعملوا لأجلها انتخابات ورقية، كانوا يريدون ان يلقوا الحجة على الشعب نفسه وهم يعلمون مسبقا ان العراق لم يكن مستعدا لإنتاج انتخابات حرة نزيهة ودستور دائم .
– تم توجيه الشعب العراقي صوب الإنتخاب واستفتى على الدستور بقوة الاعلام الموجه والفتاوى الدينية – لا بقوة الثقافة الديمقراطية والارادة الحرة المستقلة.
➖ لقد صُمِمت العملية السياسية والنظام الانتخابي بأسلوب ماكر يستعمل الشعب وسيلة وسلّماً لبلوغ المناصب وتقاسم مساحات النفوذ والسلطة بين المراكز القوية في البلاد .
– فانتعش اقتصاد الأحزاب بصورة خيالية وامتلكت فسحة واسعة للنمو والحركة.
– بدورها عاشت المراكز الدينية عصرها الذهبي ، ونالت حصتها من الرخاء والوجاهة والتوسع وامتلكت نفوذاً لا سابقة له بتاريخ شيعة العراق.
– كلتا الجهتين للأسف لم تُعطيا الشعب إهتماما كافيا – لتثقيفه وتوجيهه والارتقاء بوعيه.
– جُلّ اهتمامها كان منصبا على بناء قواعد نفوذهم وانشغلوا بالخصومات والتنافس.
➖ وكلما حصل اخفاق كانت شماعة (الشعب الجاهل) جاهزة كي يتهرب المقصرون من المسؤولية، ويتملص الصنّاع الحقيقيون للفشل ، والمتسترون الاصليون عن الفساد.
➖ اما الإحتلال فقد برأه الجميع من الخطايا، فلم يذكر مساوئه سياسي، ولم تتذمر من مفاسده منابر الجمعة والخطابة . بل كانت جميعها تتبع منهجية ذم السياسيين ليل نهار وكانت حريصة على تسقيط الإسلاميين أشد من حرصها على انهاء حالة الإحتلال ونقص السيادة.
➖ أقرّوا جميعاً بسلطة السفارة الأمريكية، وقبلوا شراكتها في إدارة البلاد
– كانوا يستشيرونها في الصغيرة والكبيرة ، يتراسلون معها بالمباشر (أو وسطاء) لاختيار المرشحين والقرارات المهمة.
– كانوا حريصين على رضاها ، يتحاشون غضبها.
– تقاسموا السلطة معها بتناغمٍ تام.
– لم يعترضوا على جرائمها
– ولم يؤيدوا إخراج قواتها وانهاء الوضع الشاذ للاحتلال وسفارته وتدخلاته وقتله العراقيين.
– أغلب الجهات (حتى الدينية) لم تدعُ الى إخراج المحتل، ولم تستنهض الشعب لتفعيل تلك المطالبة.
– وحين تصاعدت جرائمه وصولاً لإغتيال القادة – لجأت بعض القوى الفاعلة إلى الإنقطاع التام عن الساحة كي لا تُطالَب بإتخاذ موقف من الإحتلال والفشل الجديد.
➖ ينبغي إنصاف الشعب فهو ضحية التوافقات. وهو واقعٌ تحتَ رحمة قوىً تتحكّم في إرادته وتوجّهه نحو مصالحها.
٢٥ -٨ – ٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي