السيمر / فيينا / السبت 18 . 09 . 2021 —— تحولت تصريحات “مسؤول امني إسرائيلي”، وصفته القناة الـ12 في التلفزيون “الاسرائيلي” بـ”الكبير”، الى مادة للتندر والسخرية من قبل المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما قال:”إن تل أبيب اتخذت قرارا مبدئيا بالسماح للصهاريج التي انطلقت من سورية إلى لبنان محملة بالمازوت بالعبور، ولم تقُمْ باعتراضها عن طريق ضربات عسكرية، وذلك من منطلقات إنسانية.. كما ان المجتمع الدولي كان سيشجب ويستنكر العملية الإسرائيلية”!.
المعلقون توقفوا كثيرا امام عبارة “المنطلقات الانسانية” التي ذكرها “المسؤول الامني الاسرائيلي الكبير”، فهذه العبارة هي عبارة مُستحدثة لا أثر لها في “القاموس الاسرائيلي” ، ولم ترد على لسان اي “مسؤول إسرائيلي” سياسي او عسكري او امني، خلال الـ70 عاما الماضية، منذ ان كانت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين لطردهم من قراهم ومدنهم ومن بلدهم ، ومرورا بجرائم صبرا وشاتيلا وقتلهم للاطفال في جنوب لبنان، وانتهاء بتلذذهم السادي في الحصار لمفروض على الشعب الفلسطيني في غزة منذ 15 عاما.
أحد المعلقين الظرفاء قال:” ان اسرائيل ظلت محتبسة الأنفاس طيلة الايام التي قضتها السفينة في البحر مخافة أن يلحقها عطب في محركاتها و يُنسب إليها الأمر” وهو خوف كان في محله بعد اعتبار سماحة السيد نصرلله ، السفينة ارضا لبنانية منذ مغادرتها الموانىء الايرانية. بينما برر آخر “المنطلقات الانسانية الاسرائيلية” بقوله انه “لا فائدة من نكران الحقيقة فصواريخ المقاومة الرابضة بمحطات الإنطلاق هي التي دغدغت فيكم مشاعر “المنطلقات الإنسانية” الممزوجة بشيء من الهلع والرعب ، فمن هنا وصاعدا سوف تتحركون وفق “منطلقات إنسانية” لأنكم ستكونون مجبرين على ذلك ولا خيار آخر لكم”.
أجمل تلك التعلقيات، هو التعليق القائل: “ان لا وجود لـ”الانسانية” في “القاموس الاسرائيلي” وكان يجب عليه ان يقول لاسباب “صاروخيه” وليس “انسانيه”، ربما كان ذلك بسبب خطأ مطبعي”!.
اللافت ان المعلقين تجاهلوا جانبا من تصريح “المسؤول الامني الاسرائيلي الكبير”، وهو جانب اكثر ظُرفا من عبارة “المنطلقات الانسانية” ، وهو قوله ان كيانه امتنع عن ضرب الصهاريج ، لان “المجتمع الدولي كان سيشجب ويستنكر العملية الإسرائيلية”!. ولا ندري متى اقام الكيان الاسرائيلي وزنا لـ”المجتمع الدولي”، ليقيم له وزنا الان، وهل حقا مثل هذا المجتمع الدولي موجود اصلا، بفضل استفراد امريكا، “عراب اسرائيل”، بالقرار الدولي وهيمنتها على المنظمة الدولية، متى خشيت “اسرائيل” من المجتمع الدولي وهي تقصف سوريا وتعتدي على العراق وتهدد لبنان وتحاصر غزة، وتقتل الفلسطينيين بدم بارد.
اخيرا، على “اسرائيل” ان تعترف وبصريح العبارة، بإنتصار حزب الله، للشعب اللبناني، الذي ارادت امريكا و”اسرائيل” واذيالهما من العرب، اذلاله واخضاعه، وهو هدف مستحيل، لن يتحقق، مادام في لبنان رجال نصرالله المؤمنين، الذين نذروا ارواحهم لشعبهم، ويخدموه بأشفار عيونهم.. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.
المصدر / العالم