الرئيسية / مقالاتي / خروج التيار الصدري من العملية السياسية لا يخدم اي طرف سياسي عراقي

خروج التيار الصدري من العملية السياسية لا يخدم اي طرف سياسي عراقي

السيمر / فيينا / الثلاثاء 14 . 06 . 2022  

وداد عبد الزهرة فاخر *

 لا نريد ان نأت باي جديد حول مفهوم الوحدة الوطنية ، التي يجب ان تكون هدفا سياسيا لاي طرف يمارس السياسة ويخوض معتركها . لان اي خروج عن الاجماع الوطني لاي سبب كان لا يخدم اي طرف سياسي يشترك بالعملية السياسية ، كون المفهوم العام لخدمة الشعب لا يتعلق بطرف معين ، او اطراف تدعي تمثيله ، بل وفق المفهوم العراقي البسيط ” گوم التعاونت ما ذلت” ، وهو مفهوم عراقي قديم يثبت اهمية الوحدة الوطنية وترسيخ مفهومها الحقيقي على ارض الواقع . ومن هذا المفهوم الشعبي الديمقراطي نبدأ مقالتنا .

وخروج التيار الصدري من جزء مهم من العملية السياسية ، وهو المشاركة بالبرلمان ، لا يفرح احدا قط ، ولا يخدم اي توجه وطني، لا بل يحزن الجميع ، لان تعدد الآراء المطروحة باي تشكيل ديمقراطي كالبرلمان يؤدي لانعكاسات كبيرة ومهمة لخدمة مجموع الشعب ، وفق الممارسة الديمقراطية داخل البرلمان المتعدد الاتجاهات.ويساعد ايضا على الحد من اي توجهات فردية ، او مطامع حزبية بوجود الجميع داخل هذه المؤسسة الديمقراطية ، وعدم استغلالها من طرف ، او اطراف معينة اي كانت .

وما نريد قوله ان هناك تسرعا ، جرى وفق التبرم من الانسداد السياسي الذي هيمن على العملية السياسية ، وأخر تشكيل الحكومة العراقية ، مع تراكمات قديمة بين الاطراف السياسية ، وفتاوى كل طرف من الاطراف وفق اجتهاده الحزبي ومواقعه السياسية ، ودوره الجماهيري، وادى لاتخاذ قرار الخروج من البرلمان بطلب من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.

ونحن لا نريد هنا ان نتفلسف ، او نقف مع طرف وطني ضد طرف وطني آخر ، لان مجموع القوى السياسية مجتمعة هي بنظرنا من تخدم التوجه العراقي وتوصله عند حسن النوايا لبر الامان ، وتثبت له قوته ومكانته بالاقليم والعالم .

وما نتمناه ان تعيد جميع القوى السياسية بما فيها التيار الصدري ،النظر بكافة طروحاتها النظرية ، وممارساتها السياسية والخروج بآراء وخطط تخدم الجماهير العراقية ، بعيدا عن التنافس والمصالح الحزبية الضيقة . كوننا وكاي عراقي آخر لا يهمنا غير أمر واحد وهو مصلحة جميع العراقيين وما يقدم لهم من خدمات من جميع الاطراف ، بعيدا عن التهليل والتكبير لهذا الطرف السياسي او ذاك .

وما نتحدث به ليست عظة يوم احد ، او خطبة ليوم الجمعة ، بل مشاعر عراقية لجمع الجميع من ممثلي الشعب العراقي ، واعادة رسم خطوط وحدتهم التي بها يجتمع شمل الشعب العراقي بعيدا عن كل تفرد ، او تحزب جهوي ، او مناطقي ، او مذهبي ، او قومي ، بل هو امنيات عراقية صرفة لوحدة الجميع ، منطلقين من مبدأ مهم ، وهو زوال الاشخاص كما يحدث بكل العهود ، وبقاء الارض والشعب .

*شروكي من حملة مكعب الشين وبقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

www.saymar.org

othman_omran44@yahoo.com

فيينا / 13 . 06 . 2022

اترك تعليقاً