السيمر / فيينا / الأربعاء 13 . 07 . 2022 ——-توجّه سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله إلى اللبنانيين، بكلمة حول آخر المستجدات في لبنان والمنطقة لا سيما في ملف ترسيم الحدود البحرية للبنان.
وفي بداية الكلمة بارك السيد نصرالله للبنانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك وقدّم العزاء بوفاة أمين عام رابطة علماء اليمن.
وتابع سماحة السيد نصرالله: “هذه الأيام فيها مناسبة عملية الوعد الصادق والتي بدأت بعدها مواجهة الحرب العدوانية على لبنان وانتهت بالانتصار الكبير في 14 آب 2006″، لافتًا إلى “أنّنا نخطط لاحتفال واحد في شهر آب نجمع فيه ختم الأربعين ربيعًا وذكرى الانتصار في 14 آب وذكرى التحرير الثاني”.
السيد نصرالله أشار إلى أنّه “كان هناك مشروع أميركي للسيطرة على المنطقة من خلال القوات العسكرية المباشرة، إلا أنّ صمود المقـاومة ولبنان وفشل أهداف حرب تموز وجه ضربة قاسية جدا لمشروع الشرق الأوسط الجديد”.
وحول زيارة بايدن الى المنطقة، قال السيد نصرالله: “كثرت التحليلات والتوقعات وكثيرون تحدثوا عن تشكيل ناتو عربي أو شرق أوسطي”، مشيرًا إلى أنّ ” أميركا اليوم هي غير أميركا عام 2003 وعام 2006، أميركا الآن في وضع مختلف تمامًا، وأعتقد أن ما جاء بالرئيس الأميركي الى المنطقة هو أمران، الأول من أجل اقناع دول الخليج بانتاج وتصدير المزيد من النفط والغاز، والهدف الثاني من الزيارة الالتزام بأمن “إسرائيل” والتركيز على التطبيع”.
وتعليقًا على تهديد وزير حرب العدو بالسير الى بيروت وصيدا وصور، قال السيد نصرالله: “غانتس يعلم أنه يضحك على نفسه وشعبه والاسرائيليون يعرفون أن هذا كلام فارغ لا قيمة له على الاطلاق”، مضيفًا، “فغزّة المحاصرة والتي ظروفها صعبة لا تجروء على التقدم خطوات فيها فكيف تهدد بالوصول الى صيدا وبيروت؟”
وأردف سماحته، “من جملة نتائج حرب تموز ايجاد قواعد ردع بمواجهة العدو الاسرائيلي، فعلى مدى 16 عامًا ينعم لبنان بوضع أمني ممتاز أدى لمنع العــدو عن الدخول باستراتيجية معركة ضمن الحروب”.
وشدّد السيد نصر الله على أنّ المقاومة هي القوة الوحيدة التي يملكها لبنان للحصول على حقه بالنفط والغاز، مشيرًا إلى أنّ “امكانات المقاومة اليوم لم يسبق لها مثيل وروح القتال أعلى من أي زمن مضى”.
وأشار سماحته أنّ: الفرصة الذهبية أمامنا لمدة شهرين وهي المدة التي تحتاجها شركة الاستخراج لسحب الغاز من حقل كاريش، فاستخراج النفط والغاز من حقل كاريش سيبدأ في أيلول ولهذا فإن الوقت أمام لبنان ضيق للحصول على فرصته الذهبية، لأنّه اذا ذهبنا لتحصيل حقوقنا بعد استخراج النفط والغز من كاريش ستكون الكلفة أكبر”.
وردّ السيد نصر الله على القول إن اطلاق المسيرات كان خارج الاتفاق: “أي اتفاق؟ نحن لم نتفق مع أحد ولم نقل لأحد اننا لن نقدم على خطوة وننتظر المفاوضات ومن يعد الأميركيين أن المقـاومة لن تقوم بأي فعل يخدعهم”.
وإلى المسؤولين اللبنانيين قال السيد نصرالله: “سبّونا عندما تجلسون مع الأميركيين (لكن لا تتبرأوا منا) قولوا لهم هؤلاء لا يسمعون من أحد ويريدون ادخال المنطقة في حرب.. لدى المفاوض اللبناني ورقة قوة حقيقية وحيدة هي المقاومة وفعل المقاومة”.
وأردف السيد نصر الله: “من جاء بهوكشتاين في الزيارة الاخيرة؟ أمران: الأول، حاجة أميركا للنفط والغاز لأجل أوروبا والثاني، تهديد المقاومة”
وتابع، “الفرصة الذهبية المتاحة هي الآن في هذين الشهرين ولبنان يستطيع اعاقة بيع النفط والغاز لأوروبا التي تحتاجه خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا”، مضيفًا، “قلنا نحن خلف الدولة في الترسيم أي انها هي التي تفاوض وليس نحن من نفاوض.. لكن قلنا اننا لن نقف مكتوفي الأيدي..”.
ولفت السيد نصر الله أنّه “لأول مرة في تاريخ الكيان تُطلَق باتجاهه ثلاث مسيّرات في آن وزمان واحد وعلى هدف واحد، والرسالة واضحة ورسالة المسيرات كانت تقول نحن جديون ولا نقوم بحرب نفسية، وخياراتنا مفتوحة جوًا بحرًا برًا”.
وأكد أنّ “هناك من يريد لهذا الشعب أن يموت جوعًا وأن نقتل بعضنا على أبواب الأفران ومحطات البنزين، فإذا كان الخيار أن لا يُساعَد لبنان ويُدفع باتجاه الجوع فالحرب أشرف بكثير.. واذا بقينا على ما نحن عليه فلبنان ذاهب الى ما هو أسوأ من الحرب.. فلنكن لمرة واحدة على قلب رجل واحد”.
وتوجه السيد نصرالله للعـدو والصديق بالقول: “نحن هنا لا نمارس حربًا نفسية والسلام.. بل نحن جديون وهذه طريق الانقاذ والوحيدة للبنان”.
وبيّن السيد نصرالله أنّ المسألة ليست فقط بالاعتراف بالحدود البحرية بل بالاذن للشركات بالقدوم واستخراج النفط والغاز.. فلبنان يستند الى قوة حقيقية رادعة ومانعة ويجب الاستفادة من تهديدها وفعلها.
وقال السيد نصرالله “من حيث القدرة على العدو أن يعرف أن قدراتنا متنوعة ومتعددة في الجو والبحر والبر وهي خيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة واللعب بالوقت غير مفيد”، ختم السيد نصرالله.
موقع العهد الاخباري اللبناني