السيمر / فيينا / الأربعاء 14 . 09 . 2022 ——- غادر نعش الملكة إليزابيث الثانية قصر باكنغهام ووصل إلى قاعة ويستمنستر، في موكب مهيب اصطف لرؤيته عشرات الآلاف من المواطنين تحية للملكة.
ومشى خلف النعش سيرا على الأقدام الملك تشارلز الثالث، ونجلاه الأميران ويليام وهاري، من قصر باكنغهام إلى القاعة الكبرى (قاعة ويستمنستر) وهي أقدم جزء من مبنى قصر ويستمنستر، الذي يضمّ البرلمان البريطاني حيث سيوضع النعش أربعة أيام تمهيدا لمراسم الجنازة في 19 سبتمبر/أيلول.
كما انضم إلى الملك، سيرا على الأقدام خلف النعش أشقاء الملك الثلاثة، الأميرة آن والأمير أندرو والأمير إدوارد.
بينما غادرت الملكة القرينة، كاميلا، وأميرة ويلز وكونتيسة ويسيكس ودوقة ساسكس إلى القاعة بالسيارة.
وسُمعت دقات أجراس ساعة بيغ بن، وتصفيق من الجمهور المشارك، فضلا عن طلقات المدفعية تحية للملكة.
وتحدد مسار الموكب في لندن على طول جادّة “المال”، مرورا بشارع خيالة الحرس الملكي، ثم عبر طريق “وايتهول” حتى يصل النعش إلى كنيسة ويستمنستر.
واصطف عشرات الآلاف من المواطنين لمتابعة موكب نعش الملكة من قصر باكنغهام إلى ويستمنستر في طوابير أغلقت جسري لامبث وويستمنستر، مما دفع المسؤولين إلى عدم السماح بانضمام المزيد من الأشخاص إلى القسم الأمامي من طابور الانتظار.
وشارك في المراسم نحو ألف من أفراد القوات المسلحة يرتدون الزي التشريفي.
وقال مسؤولو التنظيم إنهم وزعوا بالفعل نحو 1000 سوار للدخول المواطنين، بما يسمح لهم بالذهاب والإياب من طابور الانتظار.
وقال مسؤولون إن الطابور أعيد توجيهه خلف مبنى “كونتي هول”، الأمر الذي ساهم في منع الازدحام في مناطق مختلفة.
وفي ويستمنستر، استمرت حشود المواطنين في النمو، مع عدم قدرة العديد من الأشخاص على العثور على مكان لمشاهدة الموكب، كما لوحظ تفاوت حقيقي من أعمار المشاركين، إذ حضر كثير من الأشخاص ومعهم أطفالهم.
وعند دخول نعش الملكة رتلت جوقة كنيسة وستمنستر والجوقة الملكية المزمور 139، وأقيمت صلاة مدتها 20 دقيقة في قاعة ويستمنستر بحضور أفراد العائلة الملكية، فضلا عن مسؤولين آخرين، من بينهم أعضاء مجلس العموم ومجلس اللوردات.
وترأس الصلاة رئيس أساقفة كانتربري، جوستين ويلبي، الذي تلى صلاة الافتتاح ومقتطفا من إنجيل يوحنا.
وقبل بداية موكب النعش الملكي بدأ طابور الانتظار من منطقة “ألبيرت إمبانكمينت” بالقرب من جسر لامبث، وقد يمتد على طول الطريق إلى “ساوثوورك بارك” في جنوب شرقي لندن.
وكانت وزيرة وزيرة الثقافة البريطانية، ميتشيل دونيلان، قد صرحت في وقت سابق بأن الحكومة تتوقع “طوابير انتظار طويلة جدا، وقد تصل ساعات الانتظار إلى ثلاثين ساعة”، لإلقاء الجمهور النظرة الأخيرة على نعش الملكة في ويستمنستر، وأضافت أنه قد يحضر “الآلاف” من المواطنين وينتظرون للإعراب عن تعزيتهم.
وقالت إنه بينما “لن يستغرق الأمر 30 ساعة للجميع”، فمن المهم أن يكون الجمهور “مستعدا جدا” للانتظار، آخذا في الاعتبار مدة الوقوف والطقس.
وردا على سؤال يتعلق بترتيبات الحكومة فيما يتعلق بمشاركة مواطنين قادمين إلى لندن، قالت دونيلان “من المهم حقا” أن تكون “منفتحا وصريحا (قدر الإمكان) مع عامة المواطنين حتى يتمكنوا من اتخاذ خيارات صحيحة”، وأضافت أن الحكومة ستبذل قصارى جهودها كي تجعل المواطنين “يشعرون بالراحة قدر الإمكان”.
وأضافت أن ما يزيد على ألف شخص سيكونون على أتم الاستعداد لمساعدة المواطنين الذين يصطفون في الطابور، مشيرة إلى أنه سيجري تخصيص طابور لذوي الإحتياجات الخاصة وأولئك الذين يجدون صعوبة في الوقوف فترات طويلة.
وقالت دونيلان إن بعض المؤسسات مثل “تيت مودرن” و “شيكسبير غلوب” سوف “تضيء مبانيها بصور الملكة”، بينما ستقدم المقاهي والحانات المشروبات مع تسهيل الوصول إليها، فضلا عن توفير 500 دورة مياه على طول الطريق.
قيود على المجال الجوي
أعلن مطار هيثرو فرض قيود على الحركة الجوية فوق لندن يوم الأربعاء بسبب موكب نعش الملكة إليزابيث الثانية، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وأضاف المطار في بيان أن عددا من الرحلات الجوية “ستتعطل لضمان الصمت” أثناء سير الموكب.
وقال مسؤولون في هيثرو: “نتوقع المزيد من التغييرات في نشاط مطار هيثرو … عندما يحين موعد جنازة صاحبة الجلالة، وسوف نعلن مزيدا من التفاصيل خلال الأيام المقبلة”.
وأضافوا: “نعتذر عن هذا التعطيل بسبب هذه التغييرات، إذ نبذل قصارى الجهود للحد من تأثير ذلك على على الأحداث القادمة”.
كما أكدت شركة الخطوط الجوية البريطانية أنها ألغت بالفعل ثماني رحلات أوروبية كانت مقررة الأربعاء.
وكانت هيئة الطيران المدني قد فرضت قيودا على المجال الجوي في وسط لندن، وحظرت الطائرات غير القياسية بما في ذلك الطائرات المسيّرة التي تحلق على ارتفاع أقل من 760 مترا خلال الفترة بين 9 و 19 سبتمبر/أيلول
سوف يستقر نعش الملكة المغلق على منصة مرتفعة، تُعرف باسم كاتافالك، أسفل سقف القاعة الخشبي الذي يعود إلى العصور الوسطى في القرن الحادي عشر .وسيُغطى النعش بالراية الملكية، وبمجرد وصوله إلى قاعة وستمنستر، سيتم تغطيته بتاج الإمبراطورية والكرة الملكية والصولجان.
وقد بدأ المعزون من عامة الناس بالفعل في الوقوف في طوابير لحضور مراسم استقبال الملكة في قاعة ويستمنستر.وسيسمح للمواطنين بإلقاء نظرة على النعش ابتداء من الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء وحتى الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش من يوم الاثنين 19 سبتمبر/ أيلول، صباح اليوم المحدد لجنازة الملكة.
وسوف يخضع الزوار لإجراءات أمنية وللتفتيش بمجرد وصولهم إلى مقدمة طابور الانتظار، مشابهة لتلك الموجودة في المطارات، قبل دخول البرلمان.
وكان نعش الملكة إليزابيث الثانية قد وصل إلى العاصمة لندن، قادما من اسكتلندا، مساء الثلاثاء، استعدادا لمراسم تشييع الجنازة.
واصطف آلاف المواطنين في الشوارع لتشييع الجثمان إبان نقله من المطار إلى ويستمنستر.
ونقل النعش إلى قصر باكنغهام، حيث كان في استقباله الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا، وأعضاء آخرون من العائلة الملكية.
وكان نعش الملكة قد غادر، الثلاثاء، مطار العاصمة الإسكتلندية إدنبرة، بينما اصطف المواطنون في شوارع المدينة، لوداعها.
وتابع المواطنون مغادرة النعش، محمولا على سيارة جنائزية، في طريقه إلى المطار.
ووضع النعش على متن الطائرة أمام أفراد حرس الشرف التابعين للفيلق الملكي في اسكتلندا في طريقه إلى لندن.
وودع المواطنون النعش بالتصفيق عند نقله من كاتدرائية القديس جايلز في إدنبرة منذ الاثنين.
واصطف المواطنون لساعات طويلة لكي يحظوا بفرصة توديع جثمان الملكة، حيث تقاطر الآلاف إلى الموقع منذ ساعات المساء.
وقالت الحكومة الاسكتلندية إن ما يزيد على 26 ألف شخص شاركوا في تشييع النعش إلى المطار.
وكانت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن بين جمع من المواطنين، الذين شاركوا في صلاة لتشييع الملكة في كاتدرائية سانت جيلز.
واصطف حرس الشرف ورامو السهام الملكيون، في الشارع المؤدي للكاتدرائية قبل إخراج النعش.
وتقول بيثاني ووكر، 21 عاما، إنها جاءت مباشرة بعد نهاية عملها خلال الفترة الليلية، لتقف في الصف، وتودع جثمان الملكة.
وأضافت “إنه حدث تاريخي، وأريد أن أكون موجودة، لأتابعه، سيكون جزءا من كتب التاريخ”.
المصدر / بي بي سي