الرئيسية / ثقافة وادب / أشياءٌ في الحب ..

أشياءٌ في الحب ..

السيمر / فيينا / الخميس 24 . 11 . 2022

هاتف بشبوش

 أحيانا يكون الواقع مثل الأفلام فحالما تدخل في صميم الحب تجد نفسك قد أوجعت روحك وقلبك في التورط دون دراية ولاتخطيط من كليكما، حتى ترى مشاهداً سينمائية رومانسية مرحة لكنها مصنوعة من أعذب السموم.الحب يختلف من شخص الى آخر فهو مثل بصمة الإصبع فهناك من يتألم ويبكي خصوصا في أول الشغف وأنا كاتب المقال من يشمله هذا النوع الموجع من الحب . بعض الناس خلقوا من أجل الحب المؤلم والوفي المخلص وبعض الناس يبحثون عن شخص يحبهم بالطريقة التي تريحهم ولايهمه صميم العلاقة بل أطرافها وهذه أحيانا وليس غالبا تتبع الجينات ولادخل للمحب بها وهذا النوع من الحبيب خطير جدا يتوجب الإبتعاد عنه. عموم العلاقات بين البشر فيها تبادل للربح وحتى الحب لايمكن أن ينجح إذا كان دون توافقٍ للشروط بين الطرفين وماهي المنفعة لكليهما.لذلك لايتوجب الدخول في الحب بثقةٍ عمياء أو غير مشروطة . لايمكن للحب ان ينجح اذا كان بلا ميثاق إنساني ولا أعني هنا بالميثاق الورقي أو الشرعي . الحب بلا شروط يتجلى عند الطفل الرضيع فهو هنا لايحب بل يريد الحب المطلق الكائن في الرضاعة من الثدي والحنان دون قيد أو شرط . لذلك نسمع أنّ في داخل كل إمرأة ورجل طفل وبالتالي نراهم يريدون العودة للطفولة فهناك رجل يرى في حبيبته أمه وإمرأة ترى في حبيبها أباها فتراهم يبحثون عن الحب اللامتناهي دون شرط وهذا من أحد أسباب إنهيار الحب لآنه لم يكن منضبطاً منذ البدء على تبادل المنفعة . وهنا حتى في الرغبة وإشباع الجنس يجب أن يتوافق عليها الطرفان بتبادل منفعة وربح لأجسادهم الصادية . أضف الى ذلك على الرجل أن يحب المرأة بكامل كيانها وليس لأجل الجنس والمتعة بسائر أجزاء الجسد وهذه العلاقة ستنتهي آجلا أم آجلا وهذا ينطبق على المرأة أيضا. في بلداننا المتخلّفة في الحب نرى الرجل والمرأة أمام الناس وكإنهم سعداء للغاية لكنهم في البيوت يعيشون الجحيم بعينه مستمرين بهكذا علاقة قميئة لعدم الجرأة على الطلاق لآسباب دينية أو تقاليد إجتماعية مدمرة تعيق الطلاق فيبقوا على هكذا حالٍ مزوّقٍ أمام الناس بينما هما قناعان مختلفان يكرهان بعضهما. وهناك نقطة مهمة للغاية وهي أنّ بحراً من الحب من طرفٍ واحد تعني ثقة بلاعيونٍ تنظر وهذا خطأ فادح . كما أنّ السلطة المطلقة في الحب من طرفٍ واحد كما السلطة السياسية المطلقة التي نراها فاسدة في كل شيء فتؤدي بشعوبها الى الهلاك والإنهيار. وفي الأخير أقول لايكفي أن نحب بشغف وألم وحسرةٍ وآهات وسيل الدمع إذا لم تقرأ محبوبتك ماتكتبه لها من رسائل فيصيبك الدوار والقلق الممرِض ، بل علينا المثول الى العقل ومراقبة أنفسنا بين الحين والآخر لكي نبقى سابحين حبيبياً الى حبيب ، نهرب دون استراحات نحو جنة أحلامنا.  ومن بين كل هذا العرض أعلاه يبقى الحب هو السعادة التي لاتضاهى مهما كانت مآسيه فـ ( الحزن يأتي من عزلة القلوب.. مونتسيكو) .

اترك تعليقاً