أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / السعودية: اجتماع جدة يدعو إلى “دور قيادي عربي” لإنهاء الأزمة السورية
تستضيف المملكة العربية السعودية اجتماعا لوزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. جدة في 14 أبريل/نيسان 2023. © رويترز.

السعودية: اجتماع جدة يدعو إلى “دور قيادي عربي” لإنهاء الأزمة السورية

السيمر / فيينا / السبت 15 . 04 . 2023 

اتفق الوزراء العرب المشاركون في اجتماع جدة الجمعة المخصص لبحث إعادة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على إبعادها، على ضرورة لعب “دور قيادي عربي” في جهود إنهاء الأزمة في سوريا، حسبما أفادت وزارة الخارجية السعودية السبت في بيان، مضيفة بأن الوزراء أكدوا أيضا على أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية”.

قال الوزراء العرب المشاركون في اجتماع جدة الجمعة المخصص لبحث إعادة دمشق إلى الحاضنة العربية، إن من الضروري تأدية “دور قيادي عربي” في جهود إنهاء الأزمة السورية. 

في السياق، أعلنت وزارة الخارجية السعودية السبت في بيان بأن الوزراء المجتمعين أكدوا أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية”، مشددين على “أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود”.

وأضاف البيان أنه تم خلال اجتماع الوزراء أيضا “التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.

كما جاء في بيان الوزارة: “اتفق الوزراء على أهمية حل الأزمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية”.

وكانت دول عربية عدة على رأسها السعودية أقفلت سفاراتها وسحبت سفراءها من سوريا، احتجاجا على قمع النظام السوري في 2011 الانتفاضة الشعبية التي تطورت إلى نزاع دام مسلح دعمت خلاله السعودية وغيرها من الدول العربية فصائل المعارضة.

وعلّقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. لكن في السنتين الماضيتين تتالت مؤشرات التقارب بين دمشق وعواصم عدة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.

وانعقد اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في جدة وشارك فيه أيضا مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، قبل نحو شهر من انعقاد قمة عربية في السعودية. ولم يفصح المسؤولون السعوديون عن أي معلومات تتعلق بالاجتماع باستثناء وصول وزراء خارجية وممثلي الدول المشاركة الواحد تلو الآخر إلى جدة على البحر الأحمر. ونشرت قناة “الإخبارية” الحكومية لقطات مصورة من الاجتماع.

وقالت الخارجية السعودية في بيان سابق إن وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ونظيره السوري ناقشا “الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتساهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي”.

وأكد مصدر دبلوماسي أن “السعودية هي التي تقود هذه الجهود بالكامل لكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي”. وصرّح بأن “السعوديين يحاولون على الأقل ضمان عدم اعتراض قطر على عودة سوريا إلى الجامعة العربية إذا طُرح الموضوع على التصويت”، مشيرا إلى أنه لا يتوقع اتخاذ موقف موحّد في هذه المسألة.

وفي معرض إعلانه مشاركة الدوحة في الاجتماع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء إن تغير الموقف القطري من سوريا “مرتبط أساسا بالإجماع العربي وبتغير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري”. إلا أن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اعتبر في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس، بأن الحديث عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية “تكهنات”، وشدد على أن أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة إلى بلاده.

واستضافت السعودية الجمعة هذا الاجتماع المخصص للبحث في عودة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على إبعادها، وذلك في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

كما استقبلت الرياض الأربعاء وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لأول مرة منذ تفجر النزاع في بلده. في الوقت ذاته، كان وفد إيراني موجودا أيضا في السعودية للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية.

ويصعب فصل الجهود الدبلوماسية تجاه سوريا عن التقارب الحاصل بين طهران والرياض اللتين أعلنتا في 10 مارس/آذار التوصل لاتفاق بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران على خلفية إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي نمر النمر.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً