السيمر / فيينا / الأربعاء 03. 05 . 2023
• رواء الجصاني
صدر قبل فترة وجيزة كتاب بستمئة صفحة من القطع الكبير، للكاتب العراقي مجيد الراضي، المقيم في براغ منذ عام 1970، اي منذ اكثر من ثلاثة وخمسين عاما، ضمنه بعض سيرته الذاتية (الطفولة والشباب) ثم تفاصيل عن نشاطاته الثقافية والسياسية، ومقالات وكتابات منشورة، وغير منشورة، وغير ذلك . وقد وجدت من المهم، ولمزيد من الفائدة له، اذ ربما لم يستطع ان يتذكر وهو في سن التسعين (اطال الله من عمره) عددا من الاحداث والوقائع، او انه لم يقدر اهميتها، فلم يتوقف عندها، او مــر عليها بشكل عجول. ومن الطبيعي ان تلك الاضافات والتصحيحات ستفيد القارئ والمتلقي ايضا، بهدف ان تكون الامور اكثر وضوحا ومنفعة، للجميع، وخاصة للذين لا يعرفون الكاتب عن قرب، وكذلك عن بعد ، ولافرق ..
ولا بد قبل الخوض بنقاط محددة ان اقول باهتمامي – حقا- بالكاتب والمكتوب، خاصة وان بيننا معرفة وتواصل لنحو 43 عاما، باشكال واسباب ومواقع عديدة، كما سيرد ذلك في سياق هذه القراءة وهوامشها. واضيف: اننا اليوم قادرون على الادلاء بمراجعات ربما مهمة في تأرخة بعض الشؤون الوطنية والثقافية العامة، ومن يدري ما ستأتي به الايام والسنون، فتذهب الشهادات طي الكتمان، مأسوفا – او غير مأسوف- عليها .. وهكذا نسجل في السطور التاليات شهادات ووقائع وبعض تفاصيل احببت – لتسهيل مراجعتها على القارئ والمتابع – ان ادرجها على شكل نقاط، محاولا الايجاز، والتوثيق الادق جهد ما استطعت، ساعيا للموضوعية، وللغة الحوار الحضاري، بعيدا عن الاثارة واشاعة البغضاء، في ظروف ما أشد الحاجة فيها للتسامح والمحبة، ونبذ الفرقة والاتهامات، بل والافتراءات، والتشنج الشخصي والذاتي، وبذلك الهدف سأسعى لان تكون الشهادات والمراجعات بابسط لغة ممكنة:
1/ لم اكن اعرف السيد مجيد، ولم اسمع عنه في بغداد حتى خروجي منها، اضطرارا الى براغ، اواخر عام 1978 بعد ان كشرت السلطة البعثية الحاكمة عن انيابها.. ولربما كان عدم المعرفة، او السماع بالكاتب قصورا، عذرنا فيه انغمارنا لاكثر من عشرة اعوام قبل ذلك، على الاقل، في مهام ونشاطات سياسية وجماهيرية واعلامية، ميدانية، بينما اتيحت للسيد مجيد ظروف الاختفاء، والاختباء منذ الانقلاب الدموي في شباط 1963 ولنحو خمسة اعوام بعد ذلك – بحسب ما جاءت به السيرة في كتابه المعني- ثم ارتحـل بطمأنينة بعدها الى براغ، حاصلا على منحة دراسية، وعمل واقامة فيها، وفرها له الحزب الشيوعي العراقي عام 1970 (1) .
2/ ولكي نعطي للقاريء لمحة سريعة، بهدف التوثيق، اضيف هنا بان اول التعارف بيننا حصل في براغ اوائل عام 1979 في لقاء عام، وكان سلامه عابرا، ثم عاد بعد دقائق مرحباً بحرارة بعد ان اعلمه المسؤولون والاصدقاء بأني قادم تــوا من بغداد، ومكلف في براغ بمهمات ومسؤوليات سياسية وتنظيمية عديدة . ثم وطد العلاقة اكثر فأكثر حين عرف بأني ابن اخت الجواهري الكبير..
3/ اما اول العلاقة الرسمية – التنظيمية مع السيد مجيد فكانت مهمتي في متابعة الجانب الاعلامي(المركزي) للحزب الشيوعي العراقي في الخارج، والتنسيق في شؤونه الاجرائية، باشراف المسؤول السياسي الشيوعي ثابت حبيب العاني، ولنحو عام ونصف، والى حين انتقال تلك المهمات الى بيروت، فدمشق.. ويبدو ان السيد مجيد قد نسي- وهو يتحدث عن تلكم الشؤون- انه كان ضمن فريق كفء- وليس لوحده كما جاء في كتابه – ضم: فالح عبد الجبار وشمران الياسري وسعاد خيري، ثم عبد الاله النعيمي لاحقا، بينما كنت – كما سبقت الاشارة – منسقا لذلك الفريق، تنظيميا واجرائيا ..
4/ وحول عمله الوظيفي في المجلة النظرية للاحزاب الشيوعية في العالم، ومقرها براغ، المعروفة باسم “قضايا السلم والاشتراكية” والتي تم تصفيتها، ثم اغلقت عام 1991، اؤكد ومن خلال مشاهداتي وعنايتي بشؤون ذات صلة، انه – السيد مجيد – كان خلال فترة عمله التي دامت لأكثر من 20 عاما شخصا ودوداً مع مسؤوليه السياسيين والاداريين، والمشرفين على عمله من العراقيين والعرب والاجانب، والسوفيت خصوصا.. مع بعض المناكفات الاضطرارية، المحسوبة او المطلوبة طبعا. وبالمناسبة تجدر الاشارة الى ان نظام العمل في المجلة وفرّ ضمانات معاشية ومعيشية متميزة، للموظفين والفنيين، بشرط التزامهم بالتوجيهات، والضوابط المطلوبة منهم بجميع الاتجاهات. ولا يشمل ذلك الوضع، المندوبين السياسيين الممثلين لقيادات احزابهم، ولا مساعديهم، والسيد مجيد لم يكن من ضمنهم، قطعا.. واضيف هنا ان الامور – لــو – كانت كما جاء في صفحات الكتاب الذي نعنى به، اي تعرضه – مجيــد- لضغوطات وصعوبات ومتاعب، لما كان قد أبقيّ في العمل، خاصة وان هناك مستعدين كثيرين، قديرين، كانوا جاهزين للعمل – بل وطموحين- للحلول، او الاحلال، مكانه ..
5/ وفي سياق الفقرة اعلاه، كان مما سيعزز قيمة الكتاب اكثر فأكثر “لــــو” تحدث االسيد المؤلف ليس فقط عن خلافات هنا وهناك مع المسؤلين السياسيين العراقيين عنه، في براغ – دعوا عنكم في العراق- فتحدث بتفاصيل اكثرعن تقدير اولئك المسؤولين لمطاولته والتزاماته الصحفية امامهم، وتنفيذه لهم ما يحتاجونه من كتابات، وتنفيذ ما يكلفونه به. وهنا تجدر الاشاره الى ان السيد مجيد قد تطرق فعلا في صفحات كتابه بشكل غير قليل عن ذلك. بل كان جريئا حين نشر ووثق بالنص مايلي، على الصفحة (501) فكتب ما نصه ” لم أعد الى التقاء الأصدقاء في إتحاد الادباء ونقابة الصحفيين (ببغداد) الا بعد غلق الجريدة ( جريدة “اتحاد الشعب” التي صدرت بعد ثورة تموز 1958 – ر.ج) ومن الطريف أنني دخلت غرفة سكرتير التحرير عدنان البراك ذات مرة واذا بالراحل زكي خيري (المشرف الحزبي على الجريدة – ر.ج) يقول بلهجة قاطعة: لا نريد أحدا للعمل في الجريدة وفق الشروط المألوفة. نريد من يعمل مثل “الزمال”، كما يعمل مجيد. وعندما انتبه الى وجودي قال لي: “أرجو المعذرة يا رفيق على هذا التعبير البغدادي، فقد كنت امتدحك، وأضرب المثل بصبرك على العمل”. قلت لا بأس عليك يا رفيق فقد وصفوا مروان الثاني آخر خلفاء بني أمية، بالحمار لصبره على المكاره وجلده فقالوا “مروان الحمار”.. انتهى النص.
6/ واذ يتحدث السيد مجيد في كتابه عن سيرة وذكريات، حول بعض اشتغالاته السياسية، في صفوف بعض الاحزاب الوطنية، ولبضعة سنوات، اشهد باني ومن خلال مسؤوليتي ضمن لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي العراقي، خلال الثمانينات الماضية، بان الموضوع يتطلب تفاصيل اوضح، وادق عن التزاماته التنظيمية التي تفيد القاريء والمتابع، وكل من يهتم بهذه الشؤون. ومن بين ذلك “لـو” توقف عند التزاماته ما بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963 اذ لم يكن في الكتاب وضوح كاف- بتقديري على الاقل- واعني تركه العمل ( استقالته / اقالته) في، ومن، صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وكيف ولماذا؟ ومتى؟، وغيرها، وحتى خروجه من بغداد الى براغ عام 1970 للدراسة والعمل .. كما اظن بان المفيد ايضا لو تحدث الكاتب – وبوضوح اوسع – عن تلك العلاقه الحزبية، وصفته التنظيمية (في براغ) حتى اوائل الثمانينات، ولحين ظهوره كأحد القياديين الابرز في تنظيم “التجمع الديمقراطي العراقي” المعارض، ثم استقالته منه بعد سنوات بسبب خلافات شخصية كما اعرف، ويعرف المعنيون. وهنا اشهد ان التساؤلات التي كنا نبحث عن اجابة لها – تنظيميا – بهذا الخصوص لم تكن واضحة من المسؤولين، بل ان الامر تطلب السكوت، للمصلحة العامة، والحركة الوطنية.
7/ كما لا بد لي كشاهد ومعني، ان انبه الى ان الكتاب حوى العديد من لمحات وحكايات السيد مجيد وتأشيره، ولقطاته لعدد غير قليل من علاقاته مع المثقفين الذين عمل وتعامل معهم خلال عقود، معهم، وانتقاداته لهم صراحة او تورية، ومن بينها خصوصا المبالغة بدوره في تاسيس ونشاطات رابطة الكتاب والصحفين والفنانين العراقيين في الخارج، ولكنه تغافل عن التشنجات، والتعقيدات التي اثارها خلال نشاطاته في تلك الرابطة .
وهنا اظن انه كان من المناسب لو اشار ايضا الى عدد من مواقف المثقفين والادباء والشعراء منه، وتقيماتهم له، لكي تتكامل الصورة، الواقعية، لدى القاريء والمتلقي. وربما كان يكفي – ايجازا – الحديث عما كتبه عنه الشاعر والكاتب المعروف فاضل العزاوي في دراسة ضمتها خمس عشرة صفحة في العدد 26 (الرابع لعام 1992) من مجلة “المدى” الفصلية / دمشق . اقول باهمية ذلك لأن دراسة العزاوي جاءت فيها توصيفات عديدة – وما علينا هنا بتقييمها – ومن بينها وصفه (مجيدا) بالتعالم، والمبالغة، والتبجح والادعاء، وعدم المصداقية، وما الى ذلك.. كما كم كان مفيدا ايضا لو تصدى السيد مجيد لما كتبه ونشرة المثقف والاكاديمي العراقي يوسف عز الدين، في صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 15/7/1998 (2) .
8/ اما عن علاقته مع الجواهري الكبير، التي توقف عندها الكاتب في مؤلفه – ايجابا- مرات ومرات، فقد فاته او نسى، او تعمد ان لا يتطرق الى ان الجواهري رفض ان يلتقيه ولا على فنجان قهوة منذ اواخر الثمانينات الماضية، لا في براغ ولا في دمشق، لدسه السموم في العسل، بحسب الجواهري نفسه، اضافة لكثرة مزاعمه، وتبجحاته. ونتساءل هنا عن صحة ما راح يطلقه الجواهري على الراضي، تندرا، لقب “الرازي” تورية عن الطبيب والكيميائي والفيلسوف والرياضاتي الشهير، ابو بكر الرازي. كما ارى بأن ثمة شؤون اخرى تحتاج لمزيد من التفاصيل، أعـد ان اكتب بصددها في فترة لاحقة، توضح المزيد بهذا الشأن..
9/ وبرغم اني كنت من “النخبة المتنفذة” بحسب توصيف السيد مجيد في صفحات كتابه – وكان الاصح ان يقول من المسؤولين عن شؤون سياسية وثقافية وتنظيمية – وقد عنيّت بمتابعة زمالات وبعثات الطلبة والدارسين العراقيين (الديمقراطيين) اقول بهذا الشأن اني لا اتذكر تفاصيل حصوله على الـ “دكتوراه” في براغ – وربما هذا قصور مني، او انها جرت قبل تكليفي بتلك المهام– ويا حبذا لو يذكرنا، والقراء – بعنوان اطروحته، وتاريخ نيله تلك الشهادة، وهل هي بعد تحصيله الجامعي، الاولي، بشهور ام سنوات، لان النظام التعليمي في براغ يمكن ان يمنح لقبا مهنيا باسم “دكتوراه” ” وليس “شهادة” وذلك لمن يقدم بحثا موجزا، خلال اشهر قليلة بعد تخرجه من الجامعة.. وعلى اية حال فالموضوع ليس مهما لان الكثيرين من القادرين المشهود لهم لا يحملون مثل تلكم الشهادة، مثل زكي خيري وحسين جميل ومحمود صبري وهادي العلوي، وعديد اخر، كبير، من السياسيين والمثقفين المعروفين، يطول تعدادهم، مع الاعتذار هنا عن المقارنة…
10/ لقد حوى كتاب مجيد الراضي ذي الصلة فصلا خاصا ضمته بنحو عشر صفحات (بدءا من ص 268) خصصه للحديث عن خلافـــه مع مؤسسة بابيلون للاعلام والثقافة في براغ، واورد – وبـ “ميانة !”– اسم صاحبها، كاتب هذه السطور – رواء الجصاني- وشمل انتقادات واتهامات وغيرها، وتلك هي قناعات او اجتهادات توصل لها السيد مجيد، وطال وفصل في الموضوع، بكتابات لا علاقة لها بجوهر الامر.. وما يهمنا لكي لا تتحول القضية الى شؤون شخصية، نوجز فقط فنقول بأسئلة محددة: اذا ما كانت “بابيلون” وصاحبها بذلك الحال فلم عمل عندها لنحو عامين (1997-1998) باجر يومي، مترجما ومنقحا، ولم ينقلب عليها الا بعد انتهاء التعاون معه، فراح يسئ ويقذف، مما استوجب بدء ملاحقة قضائية ضده.. والاهم قبل هذا وذلك، كيف يقبل المعتدى عليه، اي السيد مجيد – المظلوم والمشتوم، وفق ادعائه – ان يتعهد امام جمع من الاصدقاء الذي توسط عندهم، بعدم تكرار تنمره، وان يقوم بالاعتذار؟ وذلك ما قام به فعلا، وقد اورده نصا في كتابه، ونكتفي بذلك ونترك للقاريء الحكم..
11/ وبخصوص الجزء الثاني من السيرة الذاتية للكاتب – السيد مجيد – الذي نوه الى قرب اصداره – لو تمكن من ذلك فعلا- نتمنى ان يضيف ويصحح ما قد يفيد الحقيقة، ويمنع ارباك القاريء، ويفتح الابواب امام الاخرين لمزيد من الاسئلة والنقاشات التي تضعف ولا تفيد، وتحرض، وتؤزم . وان سمح لنا ان نقترح عنوانا لذلك الجزء الثاني، فلعلّ الانسب ان يكون عنوانه ” نصف قرن في براغ، من النضال الثقافي والسياسي، العراقي” وليضم ذلك الجزء توضيحات حول شهاداتنا اعلاه، وتفنيدها ان تطلب الامر.. وكذلك سرد الكثير مما لم يشمله الجزء الاول من مواقف انتقادية، واراء مختلفة تحدث – ويتحدث- بها السيد مجيد في مجالسه الخاصة، سرا. ومن المؤكد ان توثيقها، كتابة، سيزيد من الموضوعية ومنع الارتياب، والشكوك والدوافع..
12/ وبخصوص الجزء الاول ايضا من سيرة السيد مجيد الراضي نود الاشارة الى ان هناك توضيحا من قيادة الحزب الشيوعي العراقي بتاريخ 2023.4.15 ونشر في صحيفة الحزب ” طريق الشعب” بتاريخ 2023.4.17 وجاء بما يشبه التبرؤ من مضامين الكتاب، والتجاوزات السياسية والشخصية التي وردت فيه ضد الكثير من الوجوه والشخصيات العامة المعروفة .. ونضيف هنا الى ان ملاحظاتنا وتنقيطاتنا اعلاه قد تقصدت في ترك تلك الاتهامات والمزاعم والافتراءات والتجاوزات السياسية (وبعضها يستحق الملاحقة القانونية) لكي لا نساهم في نشرها، رائين بأن من الانسب ان يجري الرد عليها بتمحيص وتوثيق ادق واشمل من المعنيين، والجهات والاطر ذات العلاقة..
13/ لقد ضم الكتاب ذو الصفحات الستمئة – موضوع هذه الشهادات والاضواء والتنقيطات – الكثير من التفاصيل التي اضعفت – بزعمنا – العديد من الشؤون والتأرخة الثقافية والسياسية الواردة في الكتاب. وكم كان مفيدا ايضا – احترازا من التأويلات، وتؤكد التقولات – لو خفف السيد مجيد مما “قــد” يراه البعض من مبالغات وتعالم وتضخيم لـ “لانا”. ومن بين ذلك نشير على سبيل المثال لا الحصر:
– تكرار الحديث عن ادواره في الصحافة ” اليسارية ” بعد بدء العهد الجمهوري الول في العراق بعد 1958.7.14 ..
– اعجاب الفقيد كامل الجادرجي بكفاءات السيد مجيد، واقتراح زجه فورا في قيادة حزبه الوطني الديمقراطي مطلع الستينات..
– طلب الجواهري لكي يعمل – مجيد – محررا في صحيفته “الرأي العام” عام 1959.. وان الشاعر الكبير نفسه – لا غيره- نشر له – لمجيد- وكان عمره حينئذ سبعة عشر عاما – قصيدة وضعها داخل اطار لجودتها وتميزها..
– المبالغة لحد بعيد – بحسب المتابعين – لدوره في تأسيس اتحاد الادباء العراقيين بعد قيام الجمهورية الاولى في 1958.7.14 والنشاط فيه..
– الحديث عن الحاح سفير العراق منذر المطلك في الثمانينات الماضية للقاء مع مجيد، وقد وافق على ذلك بعدئذ بشروط فرضها، ثم لـ “يبهذل”السفير في عقر داره . بينما روى شهود عيان كانوا حاضرين اللقاء ذاته بانه – السيد مجيد – كان مرتبكا وودودا، وفوق العادة، مع المطلك..
– كما يعلمنا السيد مجيد في كتابه بانه اكد للمسؤولين السوفيت عن عمله في براغ، رفضه الطلق للانتقال الى موسكو عند انهاء عمله، وانه سيذهب الى بغداد بدلا عن ذلك “لمقارعة نظام صدام حسين” بحسب النص الوارد في الكتاب، وهو امر لا يمكن تصديقه بسهولة من قبل المتابعين والعارفين بشخصية السيد مجيد .
– كما ينقل السيد مجيد انه كان هناك اعجاب وتقدير بالغ بدوره الرقابي في انتخابات اقليم كردستان العراق عام 1992 ولحد انه تم العرض عليه بالزواج من امراة كردية، تحفيزا له للبقاء في كردستان .
14/ وبالارتباط مع الفقرة السابقة خصص السيد مجيد فصلا في كتابه عن النادى ( المنتدى) العراقي الذي بدأ نشاطه في براغ عام 1991 ويستمر الى اليوم. وتظهر صفحات ذلك الفصل ولأكثر من مرة، صراحة وتلميحا، وكأنه – مجيد- هو صاحب الفكرة والتحضير والتأسيس وادارة العمل وما الى ذلك .. وللحقيقة والتاريخ، وهنا كشاهد عيان ايضا (3) اقول بأن كل دوره في التاسيس كان المساعدة في اكمال صياغة النظام الداخلي، ليس الا. ثم شارك في الفترات اللاحقة بعدد من الفعاليات السياسية والثقافية بهذا القدر اوذاك. كما اشهد ان ثمة تشنجات وتعقيدات اثارها السيد مجيد لارباك العمل ومنها، وهي برغم صغرها الا انها تؤشر الكثير، :
– استقالته من عضوية النادي اواسط التسعينات الماضية بسبب انتقاده من عضو اخر في النادي..
– اثارته ضجة، ورفضه دخول مجلس تأبيني اقيم اواسط التسعينات للفقيد عبد الحليم جعفر، اول رئيس للمنتدى العراقي ، والسبب ان هناك شعائر دينية ضمن مجلس التأبين ..
– احتجاجه لعدم اشراكه في احتفال كبير بمناسبة مئوية الجواهري عام 2000 ..
– اضطرار المنظمين لاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية لثورة الرابع عشر من تموز، نظم ببراغ عام 2017 لسحب المايكرفون من السيد مجيد، بعد استمراه في الخطابة الثورية لازيد من نصف ساعة عن الوقت المخصص له بالحديث، وقد خرج من القاعة احتجاجا، مصحوبا بتصفيق الحاضرين لذلك الخروج…
– اما اخر ما نريد الاشارة اليه في مثل هذه الوقائع، النادرة، فهو اشاعته خلافا وضجة لان قائمة ضمت اسماء رؤساء المنتدى العراقي في تشيكيا سقط منها بلا اي قصد – اسماً يهم السيد مجيد ..
اخيرا ثمة دعوة اخرى، ومن جديد، للسيد مجيد، وغيره من المعنيين، لتجنب لغة الاثارة والشتم والقسوة في لغة الحوار، والاستذكار، وحسبنا ان نردد هنا بيتا، واحدا، معبرا من شعر الجواهري الكبير، يؤشر لمثل ذلك، حين قال “وكان أجلّ من قارعت خصمٌ، بنبل يراعه ربح القتالا”..————————- رواء الجصاني 2023.5.1
* هوامش واحالات ————————————————————————–
1/ لمزيد من التوثيق،عمدت الى محرك “غوغل” على شبكة الانترتيت، فلم اجد لا مادة ولا موضوعا لاسم السيد مجيد الراضي، برغم ما جاء في كتابه من انه كان لامعا، وشهيرا في اوساط الصحافة والثقافة والادب. كما لم يوثق كتابه ذو الصلة انه نشر او كتب اية مادة للفترة (1963-1979)..
2/ تناول يوسف عز الدين- وان بشكل موجز – بعض شخصية السيد مجيد الراضي ما نصه: “لقد ولج الساحة الادبية جماعة فقدت اهم ركائز الادب وجهلت مفاهيمه الفنية والفصاحة اللغوية والاناة الفكرية، لانهم لم يجدوا من يردعهم ويقوّم اغلاطهم ويصلح اخطاءهم في المعرفة واسلوب البحث العلمي وتحري الصواب والدقة في المعلومات التي عرضوها”.
3/ اطلق وتابع تأسيس النادي عام 1992 ثلاثة نشطاء هم: خالد العلي، الفقيد عبد الحليم جعفر، وكاتب هذه السطور – رواء الجصاني، وبمساعدة الفقيد حسين العامل.