فيينا / الجمعة 05 . 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله جلت قدرته “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا” ﴿طه 105﴾ وَيَسْأَلُونَكَ: وَ حرف عطف، يَسْـَٔلُ فعل، ونَ ضمير، كَ ضمير، عن حرف جر، الْجِبَالِ: الْ اداة تعريف، جِبَالِ اسم ويسألك أيها الرسول قومك عن مصير الجبال يوم القيامة، فقل لهم: يزيلها ربِّي عن أماكنها فيجعلها هباء منبثًا. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله جلت قدرته “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا” (طه 105) “ويسألونك عن الجبال” كيف تكون يوم القيامة “فقل” لهم “ينسفها ربي نسفا” بأن يفتتها كالرمل السائل ثم يطيرها بالرياح.
جاء في معاني القرآن الكريم: سأل السؤال: استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إلى المعرفة، واستدعاء مال، أو ما يؤدي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكتابة، أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللسان خليفة لها إما بوعد، أو برد. إن قيل: كيف يصح أن يقال السؤال. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (جبل) “جبلا” (يس 62) وجبلة خلقا، و “الجبلة الأولين” (الشعراء 184) أي خلق الأولين.
الاجتهاد والتفسير والتدبر مسموح في الإسلام “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (النحل 43)، و”كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ” (ص 29)، و”أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” (محمد 24). جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جلت قدرته “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا” ﴿طه 105﴾ قال سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) “ويسئلونك” أي: ويسئلك منكر والبعث عند ذكر القيامة “عن الجبال” ما حالها “فقل” يا محمد “ينفسها ربي نسفا” أي: يجعلها ربي بمنزلة الرمل ثم يرسل عليها الرياح فيذريها كتذرية الطعام من القشور والتراب فلا يبقى على وجه الأرض منها شيء وقيل يصيرها كالهباء وقيل إن رجلا من ثقيف سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كيف تكون الجبال يوم القيامة مع عظمها فقال إن الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها “فيذرها” أي: فيدع أماكنها من الأرض إذا نسفها “قاعا” أي: أرضا ملساء وقيل منكشفة عن الجبائي “صَفْصَفًا” أي: أرضا مستوية ليس للجبل فيها أثر وقيل القاع والصفصف بمعنى واحد وهوالمستوي من الأرض الذي لا نبات فيه عن ابن عباس ومجاهد.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جلت قدرته “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا” ﴿طه 105﴾ قوله تعالى:”ويسألونك عن الجبال” إلى قوله “ولا أمتا” تدل الآية على أنهم سألوه صلى الله عليه وآله وسلم عن حال الجبال يوم القيامة فأجيب عنه بالآيات. وقوله:”فقل ينسفها ربي نسفا” أي يذرؤها ويثيرها فلا يبقى منها في مستقرها شيء، وقوله:”فيذرها قاعا صفصفا” القاع الأرض المستوية والصفصف الأرض المستوية الملساء، والمعنى فيتركها أرضا مستوية ملساء لا شيء عليها، وكأن الضمير للأرض باعتبار أنها كانت جبالا. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جلت قدرته “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا” ﴿طه 105﴾ سأل سائل رسول اللَّه صلى الله عليه واله وسلم: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فقال سبحانه لنبيه الكريم: قل مجيبا عن هذا السؤال: ان اللَّه يقتلعها من أصولها، ويصيّرها غبارا منتشرا في الفضاء، ويدع أماكنها من الأرض ملساء، لا شيء فيها، ولا ارتفاع، ولا انخفاض.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جلت قدرته “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا” ﴿طه 105﴾ يستفاد من مجموع آيات القرآن حول مصير الجبال أنّها تمرّ عند حلول القيامة بمراحل مختلفة: فهي ترجف وتهتزّ أوّلا: “يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ” (المزمل 14). ثمّ تتحرّك: “وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا” (الطور 10). وفي المرحلة الثّالثة تتلاشى وتتحوّل إلى كثبان من الرمل: “وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا” (المزمل 14) وفي المرحلة الأخيرة سيزحزحها الهواء والطوفان من مكانها ويبعثرها في الهواء وتبدو كالصوف المنفوش: “وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ” (القارعة 5).