فيينا / الأربعاء 11. 09 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
تميزت المناظرة التلفزيونية الأولى بين دونالد ترامب وكامالا هاريس باستخدام عبارات الشتم والنقد اللاذع. فيما أخذت ملفات الهجرة والاقتصاد حيزا كبيرا من وقت المناظرة التي دامت 90 دقيقة.
وحاول كل مرشح أن يبين بأن برنامجه هو الأحسن وهو الذي يمكن أن يقود الأمريكيين إلى الرخاء. هاريس اعتمدت على الهدوء في حديثها بينما لم يكتف ترامب بشتم الرئيس جو بايدن ونائبته واصفا إياهما بـ”أسوأ رئيس ونائبة رئيس عرفتهما البلاد”. فرانس24 تلخص أبرز محاور المناظرة.
تحولت المناظرة التلفزيونية الأولى التي نظمت بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب مساء الثلاثاء على قناة “إي بي سي” الأمريكية إلى مبارزة كلامية تبادل فيها المرشحان الاتهامات في العديد من الملفات، وعلى رأسها الملف الاقتصادي والهجرة ومشكلة التضخم إضافة إلى الحرب بين إسرائيل وحماس وبين روسيا وأوكرانيا.
ورغم عدم امتلاكها تجربة كبيرة في المناظرات التلفزيونية، إلا أن هاريس بدت مرتاحة وحاولت أن تجيب على أسئلة الصحافيين بهدوء وعبر تقديم أمثلة حية رغبة منها في إقناع الأمريكيين بأنها المرشحة الأجدر لحل مشاكلهم ولجعل الولايات المتحدة أكثر رخاء وقوة خلال العهدة الرئاسية المقبلة.
بينما استغل ترامب وكعادته لحظات عديدة من المناظرة لانتقاد هاريس والرئيس جو بايدن ووصفهما بأنهما “أسوأ رئيس ونائبة رئيسة عرفتهما البلاد”.
هاريس وترامب وجها لوجه
ورغم العديد من الشتائم التي أطلقها ترامب ضد هاريس خلال المناظرة التي دامت ساعة ونصف في جو مشحون وفي قاعة استديو صغير طغى عليه اللون الأزرق، لم تبال كثيرا باستراتيجية الشتم هذه، بل حاولت أن تركز أكثر على برنامجها وعلى المشاريع التي تنوي إطلاقها في حال فازت بالانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ترامب: “هاريس ماركسية ووالدها كان ماركسي”
وبدأت المناظرة بالحديث عن ملف الاقتصاد حيث أكدت هاريس مرة أخرى بأنها ستساعد الطبقات الأمريكية الوسطى وستقوم بخفض نسبة الضرائب، قائلة:” أنا ابنة الطبقة الوسطى وأملك خطة لتخفيض الضرائب وتحسين معيشة الأمريكيين”.
ورد ترامب: “جو بايدن وكامالا هاريس دمرا اقتصاد بلادنا. هي (يقصد هاريس) لا تمتلك سياسة اقتصادية. هي ماركسية ووالدها كان ماركسي ومختص في الاقتصاد. هم من دمروا بلادنا من خلال سياسات جنونية”، مضيفا أن “هاريس لا تملك خطة للنهوض بالاقتصاد الأمريكي، بل نسخت خطة جو بايدن”.
ثم أشار ترامب إلى أنه “خلق واحدا من أعظم اقتصادات العالم” عندما كان رئيسا للولايات المتحدة واستطاع أن “يجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا”، معلنا أنه “سيفرض حقوقا جبائية جديدة على المنتجات التي تدخل السوق الأمريكية، لا سيما من الصين والمكسيك”.
ملف الإجهاض: اتهامات متبادلة
أخذ ملف حقوق المرأة والإجهاض حيزا كبيرا خلال المناظرة. وقال ترامب عن الديمقراطيين: “إنهم يدعمون الإجهاض حتى في الشهر التاسع من الحمل. هم متطرفون ومتشددون وهذا يعتبر إعداما”. فيما ردت هاريس عليه قائلة: “كلها أكاذيب”، مشيرة أنه عندما كان رئيسا للبلاد هو الذي عين ثلاثة حكام في المحكمة العليا من أجل الغاء قانون الإجهاض. مضيفة: “هناك 20 ولاية أمريكية تجرم الطبيب أو الممرضة التي تقدم الرعاية الصحية أو تساعد أي امرأة تريد الإجهاض”.
وتابعت: “ترامب لا يستثني حتى النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب”. ثم خاطبت مباشرة النساء الأمريكيات عبر قناة “إي بي سي”:” أتعهد إن أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأوقع على قانون الإجهاض بفخر. لكن إذا فاز ترامب سيتم مراقبة حملكم. الشعب يؤمن بحرية المرأة وأن تفعل ما تشاء بجسدها”.
ترامب: “المهاجرون يأكلون القطط والكلاب والحيوانات الأليفة”
المناظرة اشتدت أكثر عندما طرح إلى النقاش ملف الهجرة. ترامب دون انتظار اتهم الرئيس بايدن ونائبته هاريس بتشجيع المهاجرين بالقدوم إلى الولايات المتحدة.
وقال: “هم الذين سمحوا للإرهابين وتجار المخدرات بالدخول إلى بلدنا. الجرائم في دول العالم انخفضت لأن هذه الدول أرسلت جميع مجرميها لبلادنا ولكامالا هاريس. هم يدمرون بلادنا ولم يسبق أن حدث مثل هذا. لقد سمحوا بدخول 20 مليون مهاجر خلال عهدةجو بايدن“.
وأضاف: “في سبرينغفيلد، بولاية أوهايو يأكلون الكلاب، والأشخاص الذين أتوا يأكلون القطط ويأكلون الحيوانات الأليفة التي يمتلكها الأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا، وهو أمر مخز”. لكن الصحفي الذي كان يدير المناظرة تدخل ليقول لترامب بأنه لا يوحد أي دليل يؤكد تصريحاته.
ودافعت هاريس عن موقفها إزاء ملف الهجرة بالقول بأنالكونغرسقام بتمرير قانون يسمح بنشر 1500 جندي لحراسة الحدود وملاحقة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود.
وشددت قائلة: “الشعب يريد قائدا يعالج المشاكل ولا يتهرب منها. أما ترامب فهو شخص يحاول دائما تجاوز المشاكل وليس حلها. أقول لكم تستحقون رئيسا قويا. الناس تغادر حتى مهرجاناته الانتخابية من شدة الملل”.
ملف الشرق الأوسط: هاريس مع حل الدولتين
وفي ملف الشرق الأوسط وبالتحديد الحرب بين إسرائيل وحماس، أعلنت هاريس مرة أخرى دعمها لإسرائيل وحقها في أن “تحمي نفسها”.
وأكدت: ” يحق على إسرائيل أن تدافع عن نفسها، لكن في نفس الوقت يجب على هذه الحرب أن تنتهي فورا. يجب وقف إطلاق النار وتحرير جميع الرهائن والعمل من أجل تعبيد الطريق نحو إنشاء دولتين تنعم كل واحدة منهما بالأمن والاستقرار”.
كما أعلنت هاريس كذلك بأنها ستمنح لإسرائيل القدرة من أجل الدفاع عن نفسها ضد إيران”.
ورد ترامب قائلا: “لو كنت رئيسا لما كانت هناك حرب في الشرق الأوسط ولا بين روسيا وأوكرانيا”، متابعا: “هي (يقصد هاريس) تكره إسرائيل والدليل أنها رفضت لقاء نتانياهو عندما جاء إلى الكونغرس. إسرائيل ستختفي في غضون عامين في حال وصلت إلى الحكم”.
وأثنى عما قام به خلال عهدته من أجل عزل إيران وإضعافها اقتصاديا بعدما أصبحت في عهدة جو بايدن “دولة غنية تملك 300 مليار دولار وتواصل دعمها لليمن”.
وردت عليه هاريس مرة أخرى حيث قالت بأنها “طيلة حياتها كانت تساند إسرائيل”، مشيرة إلى أن “ترامب رجل ضعيف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وهو يحب الدكتاتوريين. وعلى سبيل المثال قال على روسيا أن تتصرف كما تشاء في أوكرانيا كما تبادل رسائل حب ومودة مع زعيم كوريا الشمالية”.
الحرب بين روسيا وأوكرانيا: تباين الحلول بين المرشحين
وفيما يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، دعا ترامب إلى إنهائها بسرعة لأن “الناس تقتل بالملايين واستنزفت الملايين من الخزينة الأمريكية”.
وقال: “بايدن لم يتحدث مع بوتين منذ أكثر من سنتين. أنا سأحل الصراع قبل أن أصبح رئيسا لأننا على شفير حرب عالمية ثالثة”.
وقبل أن تجيبه هاريس، قامت بتذكيره بأن المنافسة الانتخابية تجري بينها وبينه وليس مع جو بايدن، مضيفة أن “إدارة بايدن جمعت 50 دولة حول العالم لمساعدة أوكرانيا.
وقالت: “لو كان ترامب رئيسا لكان بوتين الآن في العاصمة كييف”. وسألته: “لماذا لا تقول لـ 800 ألف أمريكي من أصل بولندي كيف ستتخلى على كل شيء باسم صداقة مزعومة مع رجل دكتاتوري (تقصد فلاديمير بوتين) الذي سيأكلك في لدغة واحدة”. لكن ترامب كرر أنه في حال انتخب رئيسا سيجد حلا لإنهاء الحرب قبل أن يصل إلى البيت الأبيض.
كامالا هاريس: “ترامب يريد تقسيم الأمريكيين حول المسائل العرقية
وفي الملفات الاجتماعية، طرح الصحافي الذي كان يدير المناظرة السؤال على ترامب حول مغزى تصريحاته المتعلقة بعرق هاريس، وأجاب الملياردير الأمريكي: “لا يهمني عرقها. سمعت بأنها ليست سوداء ثم قرأت بأنها سوداء”. ما جعل هاريس تجيب وتقول بأن ترامب: “يحاول استخدام المسائل العرقية لتفرقة الأمريكيين فيما بينهم”. وأضافت: “نحن لا نريد قائدا يدفع الأمريكيين إلى توجيه أصابع الاتهام لبعضهم البعض. نريد رئيسا لا يستثمر في الكراهية: نريد رئيسا يوحد الشعب”.
تايلور سويفت تعلن دعمها لهاريس
وفور انتهاء المناظرة التلفزيونية أعلنت نجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت على موقع إنستاغرام أنها ستصوت للمرشحة الديمقراطية لأنها “تناضل من أجل القضايا والحقوق التي أؤمن بها”.
وقالت سويفت التي يتابعها على إنستاغرام 283 مليون حساب: “كناخبة، أنا أحرص على مشاهدة وقراءة كل ما بوسعي بشأن سياسات وبرامج كلا المرشحين”، مضيفة أن هاريس: “قائدة موهوبة وقوية كما أعتقد”، في منشور حصد أكثر من مليون إعجاب في أقل من 15 دقيقة.
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك