فيينا / الأثنين 23. 09 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
في نزوح جماعي، غادرت آلاف العائلات الإثنين مساكنها هربا من الضربات الإسرائيلية التي تتعرض لها مناطق لبنانية، تعتبرها تل أبيب معاقل عسكرية لحزب الله. وأدت هذه الضربات حتى الآن إلى مقتل 274 شخصا بينهم 21 طفلا.
وردا على هذه الغارات، أعلن حزب الله قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقر عسكري “بعشرات الصواريخ”، فيما حذرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) من “عواقب بعيدة المدى ومدمرة” لأي تصعيد.
غادرت المئات من العائلات اللبنانية الإثنين في نزوح جماعي مساكنها خشية التعرض للضربات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق تعتبر معاقل لحزب الله، فيما دعا الجيش الإسرائيلي سكان قرى الجنوب والبقاع إلى إخلاء أماكن “تخزين حزب الله لأسلحته”.
وحسب وزراة الصحة اللبنانية، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة هذه الضربات إلى 274 بينهم 21 طفلا. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول لبناني أن عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على لبنان اليوم هو الأعلى منذ نهاية الحرب الأهلية.
وقال المسؤول في وحدة إدارة الكوارث في منطقة صور بلال قشمر لوكالة الأنباء الفرنسية: إن “مئات النازحين وصلوا إلى مركز إيواء في مدينة صور بينما ينتظر آخرون في الشوارع”، في وقت أفاد فيه موفد فرانس 24 بوجود زحمة سير خانقة على الطرقات المؤدية للشمال وبيروت خاصة، خصوصا في مدينة صيدا الساحلية التي اكتظت شوارعها بسيارات تقل نازحين.
“إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه”
وعلى خلفية هذه الضربات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن الجيش يقوم “بتغيير التوازن الأمني” في شمال إسرائيل. وأضاف نتانياهو من خندق لسلاح الجو في وزارة الدفاع، بحسب بيان صادر عن مكتبه، “لقد وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني، توازن القوى في الشمال وهذا تحديدا ما نقوم به”، مضيفا أن “إسرائيل لا تنتظر التهديد، بل تستبقه”.
حزب الله يرد
وأعلن حزب الله قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقر عسكري “بعشرات الصواريخ”، ردا على غارات إسرائيلية كثيفة استهدفت جنوب وشرق لبنان منذ الصباح.
وقال حزب الله في بيانين إنه قصف “المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا” و”مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف” بـ”عشرات الصواريخ”، وذلك “ردا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع”.
الرئيس الإيراني يتهم إسرائيل بالسعي إلى “توسيع النزاع”
واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالسعي إلى توسيع النزاع، مؤكدا أن هذا الأمر “لن يكون في مصلحة أحد”، ومشددا على أن طهران لا تزعزع استقرار المنطقة.
وقال في لقاء مع صحافيين أثناء حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “نحن نعلم أكثر من أي طرف آخر أنه إذا اندلعت حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، فلن يكون ذلك في مصلحة أحد أينما كان في العالم. إسرائيل هي التي تسعى إلى توسيع هذا النزاع”.
وأضاف الرئيس الإيراني: “حاولنا عدم الرد. لقد ظلوا يقولون لنا إن السلام في متناول اليد، ربما في غضون أسبوع أو أسبوعين”، في إشارة على ما يبدو إلى مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران في 31 تموز/يوليو بهجوم نسب إلى إسرائيل، وكذلك إلى المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وتابع: “لكننا لم نحقق أبدا هذا السلام البعيد المنال. ففي كل يوم، ترتكب إسرائيل فظائع جديدة وتقتل مزيدا من الناس – كبار في السن وشباب ورجال ونساء وأطفال- (وتضرب) ومستشفيات وغيرها من البنى التحتية”.
ولم يجب بوضوح على سؤال عما إذا كانت إيران سترد الآن بصورة مباشرة أكثر على إسرائيل. وقال “نسمع دائما أن حزب الله أطلق صاروخا”. واستطرد “إذا لم يفعل حزب الله حتى هذا الحد الأدنى، فمن سيدافع عنه؟”. ورأى أن “من الغريب أننا نُعتبر دائما مصدر انعدام الأمن، لكن انظروا إلى الوضع كما هو”.
“الأمم المتحدة تحذر من “عواقب بعيدة المدى ومدمرة”
وحذرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) من “عواقب بعيدة المدى ومدمرة” لأي تصعيد إضافي بين إسرائيل وحزب الله، تزامنا مع غارات إسرائيلية كثيفة على جنوب لبنان وشرقه أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا واستدعت ردا من الحزب.
وقالت اليونيفيل في بيان إن “أي تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق، ولكن أيضا على المنطقة ككل”.
فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز