فيينا / الثلاثاء 29 . 10 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
أعلن حزب الله، اليوم الثلاثاء، انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب خلفا للسيد القائد الشهيد حسن نصر الله الذي لقي ربه شهيدًا مقدامًا وفيًا ثابتًا في سبيل الله وعلى طريق القدس.
فمن هو الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله؟
النشأة والتعليم:
ولد في جمادى الأولى 1372هـ/ شباط 1953م، في منطقة البسطا التحتا من مدينة بيروت. والده محمد من مواليد بلدة كفرفيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني.
قرأ الكثير من الكتب الإسلامية، وتمرَّس على الخطابة وتحضير دروس الدين باكرًا، ثم أقام دروسًا في المسجد للأطفال في حلقات أسبوعية ولم يتجاوز عمره الـ18 عامًا.
في هذا السن عام 1971 انتسب إلى الجامعة اللبنانية – كلية التربية (دار المعلمين والمعلمات) في منطقة الأونيسكو في بيروت لدراسة الكيمياء باللغة الفرنسية.
تابع دراسته الدينية الحوزوية عند عدد من العلماء منهم الشيخ أسعد فنيش، والشيخ محسن عطوي، والشيخ مصطفى خشيش، والسيد عباس علي الموسوي، والشيخ حسن طراد، والسيد علي الأمين، ثم درس على يد السيد محمد حسين فضل الله بحث الخارج في الفقه والأصول.
تخرج من الجامعة عام 1977 وحصل على شهادة الماستر في الكيمياء، درَّس في الصفوف الثانوية الرسمية، وذلك لست سنوات فهو خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.
كما تابع الشيخ دراسته الحوزوية مع تدريسه العصري ونشاطه الديني بالتلازم من دون كللٍ أو تعب، وبحركةٍ فعَّالة ومنظمة ودقيقة في استثمار كلِّ وقت وكلِّ جهد.
المسيرة:
ساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب المؤمن وهو في صفوف الجامعة بهدف العمل الطلَّابي والتَّبليغ بالأفكار الإسلاميَّة داخل الجامعات وفي المدارس, وذلك في أوائل السبعينيات.
شارك في حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وقد حضر الاجتماعات الأولى التي عقدها الإمام مع الشخصيات واللجان الإسلامية في مناطق لبنان لإطلاق الحركة، وتسلَّم في حركة أمل مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، وبعدها أصبح مسؤول العقيدة والثقافة حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد إخفاء الإمام الصدر في ليبيا عند تسلم رئاسة الحركة من قبل السيد حسين الحسيني عام 1978، ولم يمضِ عام تخلَّله انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية على يد الإمام الخميني(قده) في 11 شباط 1979، فاستقال من الحركة، متابعًا دراسته الحوزوية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.
كان الشيخ نعيم مهتمًّا بالتَّبليغ بشكل واسع على امتداد لبنان، مركزًا على الدروس الأسبوعية في المصيطبة في مسجد البر والإرشاد التي استمرت أكثر من عشر سنوات، ثم متنقلًا بالدروس الأسبوعية إلى مسجد الإمام المهدي(عج) الغبيري لأربع سنوات، وحسينية الشياح لثلاث سنوات، وحسينية برج البراجنة وغيرها، فكان يستمر في كل درس أسبوعي في التفسير والمفاهيم الدينية من 3 إلى 5 سنوات.
ساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي عام 1977, والتي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرَّسمية والخاصة، فتُرسل مدرِّسًا أو مدرِّسة إلى كلِّ مدرسة لإعطاء حصَّة أو حصَّتين من الدِّين لكلِّ شُعبة صف في الأسبوع. هذه الجمعية التي انتشر مدرسوها في لبنان وتجاوزوا الثلاثمائة في مدارس تجاوزت الخمسمائة، إضافة إلى تأسيسها لمدارس المصطفى(ص) الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا التي تدرِّس المنهج اللبناني الرسمي ولها طابع ديني تربوي إسلامي. وقد استمر في مسؤولية إدارتها العامة حتى العام 1990، ثم تابع العمل الأخوة في الجمعية.
يحرص الشيخ على أن يتابع العمل التبليغي الديني، وله ندوات ثابتة وإطلالات ثقافية، وبرامج تلفزيونية ثقافية وتربوية وأخلاقية من ضمنها برنامج “مفاتيح السعادة” الذي استمر لـ5 سنوات على شاشة تلفزيون الصراط، مع برامج عديدة في تلفزيون المنار شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع)، نفحات إيمانية، لعلكم تتقون، نجوى الصائمين في شرح دعاء الافتتاح، حلقات عن الزواج، كما كان له عدد من البرامج في إذاعة النور، وإذاعة الهدى، وإذاعة البشائر, وغيرها.
كما شارك في مؤتمرات عديدة في إيران، مع المجمع العالمي لأهل البيت، ومجمع التقريب بين المذاهب، ومؤتمرات الوحدة الاسلامية، ومؤتمرات يوم القدس العالمي، وغيرها كثير.
الشيخ نعيم بعد انتصار الثورة الإسلامية:
تطلَّع الشيخ إلى قيادة الإمام الخميني(قده) مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وشارك في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة، وهي التي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة. وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل الإسلامية في العام 1982، تأسس حزب الله، وكان الشيخ من نواة هذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس حزب الله.
الشيخ نعيم وحزب الله:
كان عضوًا في شورى حزب الله لثلاث دورات، فتسلَّم بداية مسسؤولية الأنشطة التَّربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسًا للمجلس التنفيذي، وهو نائب الأمين العام لحزب الله منذ أصبح العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي(قده) الأمين العام لحزب الله عام 1991، واستمر في هذا المنصب بعد شهادة السيد عباس(رض) مع خلفه الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله عام 1992 حتى أمس.
واليوم، الثلاثاء الواقع 29-10-2024، انتخب مجلس شورى الحزب الشيخ نعيم قاسم لمنصب الأمين العام الجديد لحزب الله خلفًا للشهيد السيد حسن نصر الله.
الشيخ نعيم هو رئيس مجلس العمل النيابي في حزب الله، ويتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية. وهو رئيس هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في وعمل الحكومة. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.
يتصدى الشيخ من موقعه في قيادة حزب الله للعمل السياسي، وله إطلالات إعلامية وصحفية ومقابلات واحتفالات ومحاضرات كثيرة في هذا الشأن.
عاش المواجهات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي من موقع مسؤوليته ودوره في الشورى، وذلك في حرب تموز 1993، وحرب نيسان 1996، والتحرير 2000، وعدوان تموز 2006، وعدوان التكفيريين 2017. وقد جُرح أحد أولاده في حرب تموز 2006 جراحات خطيرة، شفاه الله تعالى بعدها.
ألَّف الشيخ كتاب “حزب الله” الذي يعرض لأهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور.
الشيخ من المؤمنين الصلبين بولاية الفقيه، وقيادة الإمام الخامنئي(دام ظله) بعد الإمام الخميني(قده). وقد كتب عن الإمام الخميني(قده) كتاب “الإمام الخميني(قده) بين الأصالة والتجديد”، عرض فيه لقواعد الرؤية التجديدية عند الإمام الخميني(قده) والتي حكمت حركته وقيادته. وكتب عن الإمام الخامنئي(دام ظله) كتاب: “الولِّي المجدِّد” عرض فيه للنقلة النَّوعية المعاصرة في تقديم رؤية الإسلام إلى العالم من خلال تجربته وتوجيهاته وقيادته للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
علاقته المباشرة مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه المولى) استمرت لأكثر من 35 سنة، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى حزب الله، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
مؤلفاته:
معالم للحياة من نهج الأمير(ع).
عاشوراء مددٌ وحياة (طبعة رابعة).
سلسلة شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين(ع) (سبعة أجزاء).
حقوق الجوارح (طبعة ثامنة).
حقوق الوالدين والولد (طبعة تاسعة).
حقوق الأفعال (طبعة ثامنة).
حقوق الزوج والزوجة (طبعة تاسعة).
حقوق المعلم والمتعلم (طبعة تاسعة).
الحقوق الثلاثة (طبعة ثامنة).
حقوق الناس (طبعة سادسة).
في رحاب رسالة الحقوق (طبعة ثالثة).
حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل (طبعة عاشرة).
سبيلك إلى مكارم الأخلاق (طبعة خامسة).
قصتي مع الحجاب (طبعة عاشرة).
الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء (طبعة ثامنة).
المهدي المخلِّص (طبعة رابعة).
مجتمع المقاومة (إرادة الشهادة وصناعة الإنتصار), (طبعة ثانية).
سبيل الله (طبعة رابعة).
القرآن منهج هداية (طبعة ثانية).
الإمام الخميني الأصالة والتجديد (طبعة خامسة). وتُرجم إلى الفارسية.
المصدر / العالم
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك