الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / وقف إطلاق النار في لبنان.. ترقب لـ”اتفاق وشيك”
A view shows the moment of an Israeli strike on a building, amid the ongoing hostilities between Hezbollah and Israeli forces, in the Chiyah district of Beirut's southern suburbs, Lebanon, November 25, 2024. REUTERS/Adnan Abidi

وقف إطلاق النار في لبنان.. ترقب لـ”اتفاق وشيك”

فيينا / الأثنين 25 . 11 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

توقعت مصادر سياسية وصحفية قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بعد الجهود التي بذلها الوسيط الأميركي في المنطقة، آموس هوكستين.

ومن المقرر أن تعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعا، الثلاثاء، يناقش خطة مقترحة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر”، إنه تم تحقيق “تقدم كبير في اتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف النار”، مستدركا “لكن لم نتوصل إلى اتفاق بعد ولا شيء نهائيا قبل أن يتحقق كل شيء”.

وأضاف “نحن نبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح لعشرات الآلاف من الأشخاص في لبنان وإسرائيل بالعودة إلى ديارهم، ولكن في نهاية المطاف فإن هذا الأمر يعود للأطراف، وليس لنا”، قائلا “نأمل أن يحدث ذلك”.

ونقل مراسل الحرة، الثلاثاء، عن منسق شؤون الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن مفاوضات وقف إطلاق النار التي يشرف عليها هوكستين “تقترب من التوصل لاتفاق”.

وأضاف كريبي في إيجاز صحفي الاثنين: “نعتقد أننا اقتربنا من التوصل إلى اتفاق، والمحادثات التي أجراها هوكستين كانت إيجابية للغاية”، كاشفا أن الرئيس جو بايدن “يتابع المحادثات عن كثب، وكان على اتصال مباشر مع هوكستين”.

وأضاف: “نعتقد أن المسار يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق وقف إطلاق النار المحتمل، لكن الأمر لم ينته بعد… لا يمكن إنهاء التفاوض على أي شيء قبل التفاوض على كل شيء والمحادثات مستمرة”.

ودعا المتحدث فريق ترامب إلى “اتخاذ الخطوات اللازمة حتى يتمكنوا من تسهيل العملية الانتقالية من جانبهم أيضا”.

تحرك أميركي

وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال القتالية المستمرة منذ أكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل، والتي تصاعدت خلال الشهرين الماضيين، ما أثار مخاوف من اتساع الصراع في المنطقة.

في غضون ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن المناقشات بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله “أحرزت تقدّما كبيرا” وذلك بعد وقت قصير من قول مصادر لبنانية رفيعة المستوى إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن هدنة في غضون 36 ساعة.

وقال الإليزيه: “نواصل العمل مع شركائنا الأميركيين في هذا الاتجاه.. نأمل أن ينتهز جميع المعنيين هذه الفرصة في أقرب وقت ممكن”.

وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بوصعب، لرويترز إنه لم تعد هناك “عقبات جدية” أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة.

وأوضح بو صعب أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية من الجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوما.

وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، ترأسها الولايات المتحدة.

وقال دبلوماسي غربي إن هناك نقطة خلاف رئيسية أخرى تتعلق بتسلسل انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني وعودة النازحين إلى منازلهم في جنوب لبنان.

وأكدت صحيفة تايمز أوف إسرائيل هذه الخطة أيضا، مشيرة إلى أنه جرى التوافق على دخول الجيش اللبناني إلى جنوب لبنان خلال فترة 60 يوما، بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية.

وسيتم التنسيق بين إسرائيل ولبنان من خلال مكتب قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، وفق الصحيفة نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة ولبنان طالبتا بمشاركة فرنسا في لجنة التنسيق، وقد قبلت إسرائيل التدخل الفرنسي بعد تعهد من باريس بعدم اعتقال نتانياهو المطلوب بموجب مذكرة توقيف دولية.

وتوقع المسؤول موافقة الحكومة الإسرائيلية على المقترح في نهاية المطاف.

وكان موقع أكسيوس الإخباري نقل عن مسؤول أميركي كبير إن إسرائيل ولبنان اتفقتا على بنود الاتفاق، فيما قال مسؤول إسرائيلي كبير لرويترز إن الاجتماع الذي ينعقد الثلاثاء لمجس الوزراء يهدف إلى إقرار الاتفاق.

وقال المسؤول لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن نتانياهو قبل النسخة النهائية من خطة لوقف إطلاق النار. وأضاف أن إسرائيل ستكون قادرة على استهداف من يحاولون مهاجمة إسرائيل، وكذلك التعامل مع محاولات حزب الله بناء قوة عسكرية.

وأكد المسؤول أن نتانياهو يرى أنه لا يملك أي خيار سوى وقف إطلاق النار خشية أن تتجه إدارة بايدن نحو اتخاذ إجراءات عقابية بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مع انتهاء ولايته.

وتتوافق هذه التصريحات مع تصريحات للسفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قال فيها “نحن نحرز تقدما على هذه الجبهة”، مشيرا إلى أن أي اتفاق مع لبنان “سيتم تنفيذه على مراحل أولها انسحاب حزب الله”.

وقال السفير: “نمضي قدما للتوصل إلى اتفاق يدفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني”، مشيرا إلى أن إسرائيل ستواصل امتلاك القدرة على “مواجهة أي تهديد يشكله حزب الله”.

وأعرب السفير عن قبوله بقاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل” في جنوب لبنان.

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، ضرورة “منع حزب الله من التواجد جنوب نهر الليطاني والحيلولة دون إعادة تسليحه أو تعزيز قوته في جميع أنحاء لبنان”، متعهدا بـ”التعامل بشكل فوري مع أي خرق لأي اتفاق مع لبنان”.

قتال تزامنا مع المفاوضات

واحتدمت الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية.

وشنت إسرائيل في مطلع الأسبوع ضربات في لبنان أدت إلى مقتل 29 على الأقل في وسط بيروت، وأطلق حزب الله أكبر وابل صواريخ حتى الآن شمل 250 صاروخا صوب إسرائيل، الأحد.

وواصلت إسرائيل، الاثنين، شن غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى تطاير الغبار الناجم عن حطام المباني المدمرة فوق العاصمة اللبنانية.

وأعربت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” عن بالغ قلقها إزاء “الضربات العديدة التي تعرضت لها القوات المسلحة اللبنانية داخل لبنان، رغم إعلانها عدم مشاركتها في الأعمال العدائية الجارية بين حزب الله وإسرائيل”.

وقال وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، لـ”الحرة”، إن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يريد توقيع اتفاق سلام بين لبنان وإسرائيل “وسيعمل عليه”، مضيفا “كل رئيس أميركي جديد يجب أن يُنجز نجاحاً كبيراً داخليّاً وخارجيّاً في أول 100 يوم في سدّة الرئاسة، وإحدى نجاحات ترامب ستكون أنه فور دخوله البيت الأبيض سيقوم بالاتصال ببنيامين نتانياهو ليقول له: بعد هذا الاتصال لن تُطلق ولا رصاصة” .

الحرة – واشنطن

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً