فيينا / السبت 30 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الخفاجي
احداث حلب وانهزام الجيش السوري أمام المجاميع الإرهابية التكفيرية، القى بظلاله في تباين مواقف الكتاب والمثقفين العرب والمسلمين من القوى المقاومة الداعمة الى غزة بشكل أساسي، لايخفى على اي متابع، أن كل الفيالق الإعلامية الاخوانية التي وقف جزأ منها مع المقاومة الشيعية اللبنانية، هؤلاء لايتمنون الخير للقوى الشيعية اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية، إنما يستفيدون من تضحياتهم، ويبقون ينظرون لهم نظرة كفار روافض أبناء متعة، يستحب قتلهم، كلامي ليس إطلاق اكاذيب، وإنما عندي تجربة عملية مع رؤوس وكوادر وانصار الحركات الاخوانية المتوهبة من الجاليات العربية والاسلامية السنية.
منذ أكثر من ثلاثين سنة وإنما اصابحهم واماسيهم، اعرفهم كيف يفكرون، جلست في مجالسهم الخاصة، وعرفت ماتخفي قلوبهم من كراهية لكل من هو شيعي، في ذات مرة كنت في جلسة عند صديق تضم اخوان وحزب تحرير، أحد الكوادر بحزب التحرير يتكلم عن وحدة الامة، سألته قلت له لنفرض انت اليوم أصبحت خليفة كيف توحد الأمة، قالوا اخير المذاهب واتباع الديانات في الاخذ في نهج الإسلام الذي نؤمن به، والذي يرفض نقوم في قطع رأسه ، شر البلية مايضحك، هذا هو مستوى تفكيرهم التكفيري.
أحداث سقوط حلب في أيدي التنظيمات الإرهابية وفرار الجيش السوري، وطلبه من المواطنين الهروب، لأنه خلال فترة الهدوء في الثمان سنوات الماضية، قوات بشار الأسد جمعت الأسلحة من القوات الشعبية الرديفة، النتيجة عندما انهار جيش بشار الأسد، المواطنين لايملكون أسلحة للدفاع عن انفسهم، وهذا مايرد البعض عمله في العراق من خلال هيكلة قوات الحشد والفصائل لأنها قوة قادرة على إفشال أي مخطط بالمستقبل تجاه العراق.
قرأت تغريدات إلى كتاب وصحفيين من الاخوان المسلمين انظموا الى محور المقاومة، امثال الطائفي القذر احمد منصور ومحمد مختار الشنقيطي، المصيبة، قامت قنوات فضائية عراقية مقاومة يوميا تعرض صور القذر احمد منصور وتغريداته، ويعتبروه مقاوم بطل، ما ان حدث انهيار الجيش السوري في حلب، رأينا كيف أحمد منصور والشنقيطي باركوا عملية دخول المجاميع الإرهابية الى مدينة حلب السورية، احد وجوه الإخوان المسلمين الموريتاني محمد مختار الشنقيطي والذي يعمل في جامعة قطر، و موظف بقناة الجزيرة، بارك انتصار المجاميع الإرهابية في حلب، رد عليه اليمني السيد محمد البخيتي من حركة أنصار الله، طالب دول العالم العربي والإسلامي في دعم سوريا، وقال، أن سوريا ضمن محور المقاومة، الشنيفطي كتب إلى محمد البخيتي الرد التالي( استمرار الحرب في سوريا سببه تدخل إيران وحلفاؤها لدعم حكم أقلوي دموي طائفي. فإذا كنتم جادين في وقف الحرب في سوريا فانصحوا إيران و حزب الله برفع أيديهم عن سوريا، فهي دولة ذات سيادة لا مجرد ممر للسلاح كما تتصورونها، وشعبها شعب كريم وليس حفنة من الإرهابيين، كما تصورونه..).
السيد اليمني محمد البخيتي، الرجل صادقا ويعتقد ان الفيالق الإعلامية الاخوانية طيبين مثل طيبة المساكين أنصار الله الذين يزجون أنفسهم في معارك مع قوى عظمى مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا لأجل إيقاف حرب غزة وانقاذ حماس من الاستئصال في غزة، حماس هي نفس حماس التي باركت عملية تحالف الحزم السعودي في الهجوم على اليمن الشمالي بحرب الثمان سنوات، كتب محمد البخيتي التغريدة التالية ( نحن من نقف إلى جانب الشعب السوري لأنه جزء من تحالف الشام واليمن الذي باركه الرسول صلى الله عليه وآله، وجبهة النصرة هي الامتداد للتحالف المناوئ الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وآله ووصفه بقرن الشيطان وبمصدر الزلازل والفتن التي تخرج من نجد وتجتاح العالم الاسلامي.).
جائه الرد من محمد الشنقيطي( لا والله ما كنتم مع الشعب السوري يوما، بل كنتم ولا تزالون مع القتلة السفلة من جماعة الأسد. وسوريا عندكم مجرد ممرٍّ لتسليح حلفائكم، وشعبها مجرد حفنة من التكفيريين! لن نغمطكم حقكم، ولن نقصّر في الاعتراف بفضلكم في نصرة غزة، لكن موقفكم في سوريا منحاز للظالم السفّاح بشكل واضح وفاضح).
هذا نص كلام محمد المختار الشنقطيني، أقولها وبصراحة، نعم أحداث حلب الحالية أسقطت الأقنعة الكاذبة، المزيفة، قرأنا آلاف التغريدات لنخب من الإخوان صدعوا رؤوسنا أكثر من ١٤ شهرا يكذبون ويقولون أنهم مع المقاومة الشيعية، وهاهم اليوم يقفون مع التنظيمات الإرهابية السورية التي لم تطلق رصاصة واحدة لأجل غزة، وتجد الفيالق الإعلامية الاخوانية الوهابية يشيدون بهجوم هيئة تحرير الشام، على مدينة حلب بل هناك من رؤوس الفيالق الإعلامية مثل احمد منصور حيث قال ( أنهم أجادوا اختيار التوقيت)، أي بعد وقف إطلاق النار في لبنان تنفيذ ماطلبه منهم نتنياهو عندما قال أن الأسد يلعب بالنار، بل قرأت تغريدات إلى جماعات اخوانية يقولون ( أن هجوم هيئة تحرير الشام على مدينة حلب من بركات طوفان الأقصى).
أين كانت مجاميع هيئة تحرير الشام وسلاحهم، وهم خليط من أكثر من مائة دولة من دول العالم، من نصرة غزة وأهلها. قلناها سابقا، وطلبنا من اخواننا الشيعة المقاومون في التفكير في أبناء شعوبهم وترك تبني قضايا العربان، نعم هناك خطة كبيرة للعمل ضد سوريا والعراق واليمن من الداخل لضرب هذه الدول بسبب دعمها قضية الشعب الفلسطيني، اكيد كلامي هذا لايستسيغه اخواني المقاومون، اكيد يعتبروني متصهين، اقول لمن يؤمن بعقيدة المسلمين في دولة المهدي، الروايات الواردة عن رسول الله ص وعن الإمام علي بن أبي طالب ع وبقية ائمة ال بيت رسول الله عليهم السلام، أحاديث واضحة ولا تحتاج لتفسير، فهل يوجد كلمات أوضح من الزلازل والفتن وقرن الشيطان وخراب الشام، والسفيانيين الذين يوالون معاوية وال أمية لوصف الوهابية التي خرجت من نجد قرن الشيطان، وهل يوجد حديث أوضح من حديث الفتنة تخرج من درعا تبدأ في لعبة صبيان، وهذا ماحدث، بدأت الفتنة، مجموعة شباب رفعوا شعارات ضد النظام البعثي السوري، قوات الأمن السورية قامت بقتلهم، تطورت وانتقلت إلى كل المناطق السورية، بل يوجد حديث عن الإمام علي ع يصف زعيم الجمع التكفيري انه يخرج من الوادي اليباس( درعا) ومعه ستة أشخاص يتجه نحو حمص وبعدها تنتقل إلى حماة وحلب ونيتوى وإلى أطراف الزوراء بغداد، شاهدت حلقة عملها احمد منصور من إدلب مع ابو محمد الجولاني في أول ظهور له على التلفزيون بدون إظهار وجهه، قال كنت في درعا وهربت وكان معي ستة أشخاص إلى حمص إلى باب عمرو ومنها انتقلنا إلى حماة وحلب وإدلب، اردوغان قام في تأهيل الجولاني الذي بات مدعوم من الغرب ومن الأعور الدجال، الذي أشار اليه رسول الله ص في المسيح الدجال، الامور واضحة، القوى التكفيرية اقتحمت حلب، وفر أبناء الاقليات الشيعية والمسيحية والعلوية سيرا على الاقدام، الانكى النظام السوري قام في تجريد المواطنين من اسلحتهم وحدث الانهيار الامني، وطلب منهم ترك منازلهم والهرب، ويالت النظام طلب من أهالي نبل والزهراء الهروب تجاه المناطق الكوردية لضمان حياتهم، للأسف اليوم اتصلت بصديقي عراقي زوجته من أهالي نبل، أهل زوجته، هربوا سيرا على الاقدام، المصيبة أصبح المواطن السوري الشيعي والمسيحي، دون ذنب سوى كونه شيعي او مسبحي، أطفال ونساء الاقلية الشيعية هربوا من حلب في اتجاه معرة النعمان، واليوم الاخبار تقول سقطت اليوم في أيدي القوى السفيانية الإرهابية التكفيرية، اكيد يكون مصيرهم الذبح والقتل.
انا لست اسلاميا لامن قريب ولا من بعيد، ولست مؤدلج، ولست أسير خلف كل من هب ودب، نعم نعيش الفترة الخطرة التي حذر منها رسول الله ص وال بيته ع، ينبغي على شيعة العراق التكاتف والكف عن الدخول بصراحات لدعم قضية العرب التي باعوها ملوك وقادة العرب، أبسط الأشياء على القوى الشيعية العراقية اذا كانوا فعلا اسلاميون ومؤمنون بالقليل يتعاونون وترك موضوع الخلافات البينية، والتشتت، وللعلم وردت أحاديث ذكرت بوجود تشتت، في الحاضنة الشيعية المؤيدة للمهدي، ذكرت روايات بكثرة الرايات المتشتتة في مناطق الشيعة بالعراق قبل دولة المهدي، وأقسم برب هارون وموسى و يسوع ابن الرب لدى المسيح، ورب محمد ص وعلي ع نحن نعيش هذا الزمن الاغبر الحقير، لذلك يفترض عدم الانجرار بالصراعات الكبرى، وصلت الأمور أن القوى الشيعة يدعمون قوى سنية تقف ضدهم وتكفرهم، بل انا على يقين غالبية قراء مقالي من الشيعة يقولون عني هذا الرجل مجنون، وإنه لايفقه شيئا.
النظام البعثي السوري هو من فتح علينا باب الارهاب والقتل، وهاهو شرب من نفس الكأس، لكن للأسف من دفع ويدفع الثمن الباهض هم الأقليات الشيعية من العلويين والإسماعيليين والشيعة الجعفرية في سوريا.
في الختام التباين مابين الإخواني محمد المختار الشنقيطي، وبين السيد محمد البخيتي، من حركة أنصار الله اليمنية، كلا الطرفين يؤمن في قضايا دينية مقدسة، وكلا الطرفين الشنقيطي والبخيتي تحدث الحقيقة التي يؤمن بها، نعم الرسول ص أثنى على أهل اليمن وهم اهدى الرايات، لكن يفترض في الإخوة اليمنيين التفكير ضمن دولتهم اليمن لتقليل الأضرار وعدم اعطاء مبررات في إشعال حروب جديدة ضدهم، ماحدث في حلب سوف يحدث في مدن سورية اخرى، واكيد ينتقل إلى العراق، أكثر المتضررين هم الاقليات الشيعية في سوريا التي سوف يتم اجتثاثها واستئصالها حال سقوط المدن السورية، نسأل الله العظيم ان ينقذ الأقليات في سوريا من الابادة الجماعية، الف لعنة على حزب البعث العراقي والسوري، لولا البعث السوري وتغوله على أبناء المكون السني السوري لما حدث ماحدث، قادة البعث العراقي قتلوا الشيعة، وقادة البعث السوري قتل السنة، كلا البعثيين اراذل وهم سبب المآسي والكوارث، مع خالص التحية والتقدير.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/11/2024