الرئيسية / مقالات / جيش المرجعية ضرورة عراقية: القوة في القرآن الكريم (ح 9) (قبلكم كانوا أشد قوة)

جيش المرجعية ضرورة عراقية: القوة في القرآن الكريم (ح 9) (قبلكم كانوا أشد قوة)

فيينا / الثلاثاء 03 . 12 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

الآية الكريمة تبين الدروس التوعوية التي يستفاد منها جيش المرجعية ومنهم الحشد الشعبي وهي أن الأعداء من مرتزقة ومنافقين ومنتفعين مهما كانت شدة قوتهم فهم الخاسرون في الدنيا بوجود قوة مؤمنة بالله تعالى مثل الحشد الشعبي تردهم الى نحورهم وفي الآخرة لهم عقاب شديد من رب العزة والقوة التي لا تقهر. جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ﴿التوبة 69﴾ تكرر التأريخ والإعتبار به: من أجل توعية هؤلاء المنافقين، وضعت الآية الآتية مرآة التاريخ أمامهم، ودعتهم إلى ملاحظة حياتهم وسلوكهم ومقارنتها بالمنافقين والعتاة المردة الذين تمردوا على أوامر اللّه سبحانه وتعالى، وأعطتهم أوضح الدروس وأكثرها عبرة، فذكّرهم بأنّهم كالمنافقين الماضين ويتبعون نفس المسير وسيلقون نفس المصير: “كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏” علما أنّ هؤلاء “كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وأَكْثَرَ أَمْوالًا وأَوْلاداً”. وكما أنّ هؤلاء قد تمتعوا بنصيبهم في هذه الحياة الدنيا، وصرفوا أعمارهم في‏ طريق قضاء الشهوات والمعصية والفساد والانحراف، فإنّكم قد تمتعتم بنصيبكم كهؤلاء: “فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ‏” والخلاق في اللغة بمعنى النصيب والحصة، يقول الراغب في مفرداته: أنّها مأخوذة من مادة (خلق)، ويحتمل- على هذا- أن الإنسان قد يستفيد ويتمتع بنصيبه في هذه الحياة الدنيا بما يناسب خلقه وخصاله. ثمّ تقول بعد ذلك: إنّكم كمن مضى من أمثالكم قد أوغلتم وسلكتم مسلك الاستهزاء والسخرية، تماما كهؤلاء: “وخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا”. ثمّ تبيّن الآية عاقبة أعمال المنافقين الماضين لتحذر المنافقين المعاصرين للنبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وكل منافقي العالم في جملتين: الأولى: إن كل أعمال المنافقين قد ذهبت أدراج الرياح، في الدنيا والآخرة، ولم يحصلوا على أي نتيجة حسنة، فقالت: “حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا والْآخِرَةِ”. الثّانية: إنّ هؤلاء هم الخاسرون الحقيقيون بما عملوه من الأعمال السيئة: “وأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ‏”. إن هؤلاء المنافقين يمكن أن يستفيدوا ويحققوا بعض المكاسب والامتيازات من أعمال النفاق، لكن ما يحصلون عليه مؤقت ومحدود، فإنّنا إذا أمعنا النظر فسنرى أن هؤلاء لم يجنوا من سلوك هذا الطريق شيئا، لا في الدنيا ولا في الآخرة، كما يعكس التاريخ هذه الحقيقة، ويبيّن كيف أنّ المنافقين على مرّ الدهور والأيّام قد توالت عليهم النكبات وأزرت بهم وحكمت عليهم بالفناء والزوال، كما أن ممّا لا شك فيها أنّ هذه العاقبة الدنيوية تبيّن المصير الذي ينتظرهم في الآخرة. إن الآية الكريمة تنبه المنافقين المعاصرين للنّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم فتقول لهم: إنّكم ترون أنّ هؤلاء السابقين رغم تلك الإمكانات والقدرات والأموال والأولاد لم يصلوا إلى نتيجة، وأنّ أعمالهم قد أصبحت هباء منثورا لأنّها لم تستند إلى أساس محكم، بل كانت أعمال نفاق ومراوغة، فإنّكم ستواجهون ذلك المصير بطريق أولى، لأنّكم أقل من هؤلاء قدرة وقوة وإمكانات

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه “كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ” ﴿التوبة 69﴾ قال الراغب: الخلاق ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه قال تعالى: “وما له في الآخرة من خلاق” انتهى وفسره غيره بمطلق النصيب. والآية من تتمة مخاطبة المنافقين التي في قوله: “لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم” الآية في سياق واحد متصل وفي الآية تشبيه حال المنافقين بحال من كان قبلهم من الكفار والمنافقين وقياسهم إليهم ليستشهد بذلك على ما قيل: إن المنافقين والمنافقات بعضهم من بعض وأنهم جميعا والكفار ذوو طبيعة واحدة في الإعراض عن ذكر الله والإقبال على الاستمتاع بما أوتوا من أعراض الدنيا من أموال وأولاد والخوض في آيات الله ثم في حبط أعمالهم في الدنيا والآخرة والخسران. ومعنى الآية – والله أعلم – أنتم كالذين من قبلكم كانت لهم قوة وأموال وأولاد بل أشد وأكثر في ذلك منكم، فاستمتعوا بنصيبهم وقد تفرع على هذه المماثلة أنكم استمتعتم كما استمتعوا وخضتم كما خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون وأنتم أيضا أمثالهم في الحبط والخسران ولذا وعدكم النار الخالدة ولعنكم. وذكر كون قوة من قبلهم أشد وأموالهم وأولادهم أكثر للإيماء إلى أنهم لم يعجزوا الله بذلك، ولم يدفع ذلك عنهم غائلة الحبط والخسران فكيف بكم وأنتم أضعف قوة وأقل أموالا وأولادا؟..

عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: لم تكن الغايةُ من تشريع الجهاد توسيع نطاق الدعوة بالسيف: والآيات التي تنصُّ على أنَّ الجهاد إنَّما شرع لردِّ الاعتداء ودحرِ المعتدين المحاربين كثيرةٌ لا يسعنا استيعابها في المقام، فلم تكن الغاية من تشريع الجهاد توسيع نطاق الدعوة بالسيف، فالدعوةُ إلى التوحيد إنَّما هو بالحكمة والموعظة الحسنة كما نصَّ القرآن على ذلك، والسيفُ إنَّما هو للساعين بالسيف والقوة إلى تصفية الدعوة وأتباعها والذين يقفون في طريق إيصال الدعوة إلى الناس، ويعملون بالقهر والغلبة على فتنهم عن دينهم لذلك قال الله تعالى: “وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا” (النساء 75). فلم تُؤثر في تاريخ العهد النبويِّ واقعة واحدة ألجأ فيها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم قبيلةً أو أحداً على القبول بدعوته، فكان إذا حاربته قبيلةٌ وقُدِّر له الانتصار عليهم تركهم بعد هزيمتهم وشأنهم فمَن شاء فليؤمن ومن شاء بقي على كفره. 

جاء في سكاي نيوز عربية عن العراق الحشد الشعبي يعتقل أخطر قادة داعش في نينوى بتأريخ 12 سبتمبر 2024: أعلنت مديرية التحقيقات والأمن الوقائي في المديرية العامة للأمن والانضباط في هيئة الحشد الشعبي، الأربعاء، إلقاء القبض على أحد أخطر قادة “داعش” في محافظة نينوى العراقية. وذكرت هيئة الحشد الشعبي في بيان إنه “في إنجاز نوعي جديد، تمكنت قوة من مديرية التحقيقات والأمن الوقائي في المديرية العامة للأمن والانضباط في هيئة الحشد الشعبي، من الإطاحة بواحد من أخطر قادة فلول “داعش” الاجرامي في محافظة نينوى”، وفقا لوكالة الأنباء العراقية “واع”. وأضافت: “جاء ذلك خلال عملية أمنية نوعية وبعد متابعة دقيقة من مديرية التحقيقات والأمن الوقائي وبعد أخذ الموافقات القضائية، حيث تم إلقاء القبض على أحد أخطر قادة فلول “داعش” الاجرامي يحمل رقما إحصائيا وينتمي إلى ما يسمى “ولاية نينوى”. وتابع البيان: “الاجرامي شغل منصب (شرعي قاطع الوليد) وشارك في عمليات اجرامية ضد قطعات الجيش العراقي والقوات الأمنية في محافظة نينوى”. وأكدت هيئة الحشد الشعبي أنه تم “اتخاذ الإجراءات الأصولية والقانونية اللازمة بحق الاجرامي لينال الجزاء العادل نظرا لما ارتكبه من جرائم”. وأشارت الهيئة إلى أن “هذه العملية النوعية جاءت ضمن سلسلة عمليات نوعية مهمة تقوم قوات الحشد الشعبي 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً