فيينا / الخميس 09 . 01 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
تؤكد تصريحات الساسة من المكون الكردي ان تركيا تعتبر الاكراد سواء في سوريا او العراق العدو الاول بالنسبة لها، حيث يشن اردوغان حملات عسكرية ضد اكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني في المناطق الحدودية العراقية بحجة محاربة الارهاب، كما عمل على دعم المجاميع الارهابية المتطرفة ذات الفكر الاخواني من اجل الاطاحة بنظام الاسد ودعمها لقيادة سوريا للمرحلة المقبلة ومن ثم التوجه للعراق في محاولة لسيطرة تركيا على بعض المساحات التي تعتبرها جزء من الدولة العثمانية المنحلة قبل قرن من الزمن.
ويبدو ان اردوغان سيدخل نفسه في صراع غير محسوب النتائج، خصوصا ان اكراد سوريا او ماتعرف قوات قسد مدعومة من الجانب الامريكي، في حين يدعم اردوغان الجولاني ومجاميعه المسلحة التي فرضت السيطرة على مقاليد الحكم في سوريا، ويأتي توتر العلاقة بين قسد ومجاميع الجولاني انطلاقا من الفكر الاردوغاني الاخواني الذي يعمل بالضد من الاكراد، وهو امر قد يفجر حرباً جديدة في المنطقة بين قسد المدعومة من امريكا والجولاني المدعوم من تركيا.
من جانب اخر، اوضح المحلل السياسي محمد علي الحكيم، لـ /المعلومة/، ان “انقسام الشارع العربي أصبح أمر لابد منه وواقع بالتحديد بعدما تيقنت بعض الدول على رأسها السعودية والإمارات والأردن ومصر من التمدد الإخواني الذي ترعاه تركيا وقطر، حيث ان هذا التمدد أصبح خطر على الأمن القومي العربي، الذي سيطر على قطر وليبيا وسوريا مؤخرأ، مما يشير إلى استيقاض بعض الأنظمة العربية لمواجهة التمدد الإخواني التي ترعاه تركيا لتحقيق حلمها العثماني من جديد”، مبينا ان “هذا التمدد لاستعادة الإمبراطورية العثمانية لم ياتي من فراغ، لكنه سيواجه حائط صد قوي من قبل بعض الأطراف الأخرى التي لديها خلافات أيديولوجية مع الاخوان المسلمين التي تتبناها (هيئة تحرير الشام الأرهابية)”.
وعلى مايبدو فأن مسعى اردوغان بالتمدد العثماني ونشر التطرف الاخواني في سوريا سيواجه بجدار امريكي، حيث كشفت مصادر سورية إن القوات الأمريكية بدأت الاسبوع الماضي عملية إعادة انتشار في مدينة كوباني (عين العرب)، ونشرت عشرات الدوريات وتهيأت لإنشاء ثلاث مقرات فرعية، وهذه التحركات تهدف إلى منع سقوط المدينة بيد القوات التركية والفصائل المسلحة المتحالفة معها ضمن ما يُعرف بالجيش الوطني السوري، مما أثار خلافات جديدة بين واشنطن وأنقرة، خصوصا ان تركيا تسعى للسيطرة على كوباني بشكل حاسم، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة للأكراد، خاصة قوات قسد ورغم الاتفاقات السابقة بين البلدين بشأن الوضع في سوريا، إلا أن الخلافات الأخيرة بدأت تتصاعد، ما يعكس تباينًا في المواقف بين الحليفين”.
وكان الرئيس التركي قد هدد مؤخراً بتنفيذ عملية عسكرية داخل سورية بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، قائلا: إن “نهاية المسلحين الأكراد في سوريا تقترب، وإنه لا مجال للإرهاب في مستقبل سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي.
واجتمع اردوغان بمجلس الوزراء في أنقرة واكد على شن عملية جديدة عبر الحدود داخل سوريا ضد الفصائل المسلحة الكردية إذا شعرت تركيا بتهديد، وقال “إن شاء الله لدينا القدرة على القيام بذلك، وعلى الجميع تقدير حساباتهم على هذا الأساس”.
ياتي ذلك وفي وقت، قال فيه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن “القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بات وشيكاً”.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات