أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الحشد الشعبي قوتنا العقائدية الراسخة..

الحشد الشعبي قوتنا العقائدية الراسخة..

فيينا / الجمعة 10 . 01 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

رحيم الخالدي

تمر المنطقة العربية اليوم بمنعطف خطير، جراء الأحداث الأخيرة، التي إنتهت بإسقاط نظام الأسد، وأصبحت اليوم سوريا ملعباً للصهاينة، يذهبون أينما شاءوا دون رادع أو معارض، وبالطبع كل ذلك برعاية أمريكية! وصمت من قبل من يسمونهم المعارضة، التي إستلمت الحكم بعد نظام الأسد، وأصبح الإرهابي الوديع قائداً بعدما كان على لوائح الإرهاب ،وثمن رأسه مبلغاً ليس بسيطاً، ولن تتوقف أمريكا مالم تضع حداً للانتصارات التي بصمها الحشد، بعدما أنهى الحلم الأمريكي والصهيوني باستباحة العراق .

تكون الحشد الشعبي إثر الفتوى التي أطلقها سماحة (السيد علي السيستاني) أطال ربي بعمره، بعد تراجع اداء الحكومة، خصوصا بما يتعلق بتحرير العراق آنذاك، إثر الكبوة التي تعرضت لها القوات ألامنية  في ثلاث محافظات..                                                                                                         كان الوضع خطيرا حتى وصل الارهاب، الى عقر دار الحكومة ( أسوار بغداد ) وكان البلد على شفا حفرة، وهذا بالطبع مخطط دولي تقف وراءه أمريكا والدول الداعمة، لجعل العراق لقمة سائغة للدول الإستعمارية، ولا ننسى الدور الأمريكي، في عدم تسليح العراق طوال الفترة المنصرمة، التي سبقت هجوم داعش، وخلايا الداخل المنضوية تحت عباءة الإرهاب، فكان الرابع عشر من شعبان نقطة التحول والانطلاقة الاولى .

الدور الذي قام به الحشد كان عقائدياً بأمتياز، والنصر كان مرافقا لهم، ولم يكن يمتلك الأسلحة، التي بإمكانها صد الدواعش في حينها لولا الدور الإيراني، الذي رفد الساحة بالأسلحة والذخائر، والخبرة من قبل المستشارين، الذين هبوا لنجدتنا في الوقت الحرج، كذلك لا بيمكن إنكار الدور اللبناني، من قبل سيد المقاومة الشهيد، الذي أرسل الخبراء في القتال، فكان التنسيق بين القتال  وتعليم المهارات، مع ملاحظة أن ليس كل المقاتلين لا يملكون الخبرة، بل هنالك فئة بسيطة من الشباب الذين لم يدخلوا المؤسسات العسكرية، اما الباقين فكانوا يمتلكون الخبرة والجاهزية العالية، لأانهم خبروا الحرب وقد دخلوها سابقا كحرب الخليج الأولى والثانية .

 المجاهدون الخبراء كان لهم الدور الكبير، في الإستفادة من بقايا المعدات العسكرية للجيش السابق، بإعادة المدافع والراجمات وباقي الأسلحة  الى الخدمة، وفعلا كان لها دور في المعركة، وإستطاع المجاهدون بخبراتهم تلك من تحويل البقايا من الأسلحة العاطلة والمعطوبة، وجعلها فعالة وتم إستخدامها في المعارك، وأثبتت فاعليتها في ردع الإرهاب في أكثر من قاطع .

لو رجعنا للوراء  وبدأنا من حيث بناء هذه القوة، التي نالت إعجاب المحبين ومبغضة الأعداء، وكيف جاءت الجموع مهرولة لتلبية الدعوة في الجهاد الكفائي، وكيف إنظّمّتْ لهذه القوة الحيدرية، وكيف تم تقسيمها الى ألوية وفصائل وجماعات، لرأيت العجب في إطاعة الأوامر، والتوجيهات من القيادة العليا، التي وضعت على عاتقها تحمل المسؤولية الثقيلة، وكان الشهيد الحاج “المهندس” ورفاقه في طليعة القوات، فبدأوا المعارك من جرف الصخر لتكون جرفا للنصر، والذي إنطلقت منهُ الإنتصارات تباعاً،

 لتبدأ مرحلة حصد الإنتصارات مع إنكسار شوكة الاعداء، ووصلت بالإرهابيين الحال لأن يستنجدوا بالقوات الأمريكية، لرفدهم بالأسلحة والأعتدة، وجاءوا بأشخاص كانوا  القوة الضاربة, من فلولهم كالداعشي والقاعدي من الأفغان والشيشان،  لكنهم إنهزموا بفضل الدعاء، والعزيمة والثبات على الإنتصار، وتلك كانت معركة بيجي.. والتي إفتتحت بداية إنتصار معارك نينوى، ولا ننسى معارك تكريت وشمال بغداد وجنوبه، التي كانت تعد من أشرس المعارك في تلك الفترة .

المتطوعين كانوا خليطا من الشباب, وكبار السن ومن متوسطي العمر، وصلت الحال بالشباب  في مقتبل العمر ليكذبوا بشأن عمرهم، لكي لا يتم رفضهم وإرجاعهم، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة..                                                          كان أيضا من أحد أسباب ربح المعركة وإستدامة الإنتصار،  الدعم اللوجستي الذي بنى لبنته الأساسية، سماحة المرجع الأعلى السيد “علي السيستاني” حيث تواجد اؤلئك الرجال خلف الأبطال في كل معاركهم، ليكونوا حافزاً داعماً للإنتصارات المتلاحقة، ولولا الضغط الأمريكي ووقوفهم بوجه الحشد، ورضوخ الحكومة للإملائات، لتحقق النصر بدماء ووقت أقل، لكن بالنهاية إنتصر العراق بمجاهديه، ومن الإنصاف أن لا ننسى الدور الكبير لجهاز مكافحة الإرهاب وباقي الأجهزة الأمنية، من الشرطة الإتحادية والجيش العراقي، لكن تبقى بصمة الحشد، هي صاحبة الكأس المعلى .

كثيرون هم من وقفوا بوجه الإنتصارات مقابل مؤيديها، والطابور الذي انشأته أمريكا، ودول إستدامة الإرهاب, لكنها كلها لم تثني المجاهدين عن عزيمتهم، فتم إتهام الحشد بالسرقة وإرتكاب الجرائم والتهجير، لكن هذه الإتهامات لم تصمد أمام التصرفات النبيلة، التي قدمها رجال الفتوى، من إبداء المساعدة وتقديم الدعم الغذائي، لتلك العوائل والافراد، واثبتوا أنهم أبناء وطن واحد ضد الإرهاب.

ان تشريع قانون الحشد الشعبي، وجعله مؤسسة تابعة للقائد العام للقوات المسلحة، كان حدثا فاصلا في شرعنة تلك القوة العقائدية.. وكلنا يذكر ما حصل لإقرار هذا القانون، فقبل ليلة واحدة من إقرار قانون الحشد، كان هنالك إنقسام كبير يحول دون إقراره، فكانت الوقفة التي وقفها شيعة العراق، ومن على منصة البرلمان، التي قدمت درساً بليغاً لكل المعارضين، الذين يرومون الوقوف ضد إقرار القانون، فتم التصويت عليه ليكون أحد الأجهزة الأمنية الفاعلة، بوجه أعتى قوة كونتها أمريكا بالأموال لفاسدة لتفتيت المنطقة.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً