الرئيسية / الأخبار / كيف سيطرت “حماس” على مشهد تسليم الأسرى وأدارت حرباً نفسيّة ضدّ “إسرائيل”؟
كتائب القسام اختارت دير البلح مكانا لتسليم اسرى الاحتلال

كيف سيطرت “حماس” على مشهد تسليم الأسرى وأدارت حرباً نفسيّة ضدّ “إسرائيل”؟

فيينا / السبت 08 . 02 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي الإسرائيلي انفجرت بالنقاشات بشأن كيف سمحت “إسرائيل” بأن يتم تسليم الأسرى بهذه الطريقة المهينة؟” حيث شعر الإسرائيليون أنّ حكومتهم عاجزة عن فرض أي شروط على حماس حتى في لحظة استعادة الأسرى.

في مشهد وصفته بعض القنوات الإسرائيليّة بـ”مراسم الذل والعار”، أقامت حركة المقاومة حماس صباح اليوم حفلاً في دير البلح بمناسبة تسليم ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين – أوهاد بن عامي، إلي شرعابي، وأور ليفي – وسط تغطية إعلاميّة إسرائيليّة حيّة ومكثفة. لم يكن الحدث مجرّد عملية تبادل أسرى، بل تحول إلى استعراض سياسي ونفسي مدروس، حيث استحوذت حماس على المشهد بالكامل، ووجهت رسائل مباشرة استهدفت الوعي الإسرائيلي على كافّة المستويات.

منصة الحفل: رسائل للجمهور الإسرائيلي

كانت عيون الجمهور الإسرائيلي شاخصةً إلى منصّة الحفل التي نصبتها حماس، والتي لم تخلُ من الشعارات واللافتات التي حملت رسائل ساخرة ومباشرة باللغة العبرية والإنكليزيّة “رغم وجود بعض الأخطاء اللغويّة التي تمّ التعليق عليها”، مستهدفةً الرواية الرسميّة للحكومة الإسرائيليّة حول الحرب. ومن بين العبارات التي برزت في الحدث، كانت “نحن الطوفان – نحن اليوم التالي”، وهي إشارة مباشرة إلى أنّ حماس ترى نفسها الوريث الحقيقي لقطاع غزة، وليس أي جهة أخرى. هذا التحدي جاء ليكسر السردية التي تروج لها “إسرائيل” حول مستقبل القطاع، حيث تؤكد الحكومة الإسرائيلية أن “اليوم التالي” سيكون بيدها أو بيد سلطة أخرى، في حين جاءت حماس لتقول علناً وباللغة العبرية: “نحن اليوم التالي، وليس أي أحد آخر”.

هذه اللقطات والمشاهد كانت كفيلة بإثارة موجة من الغضب في “إسرائيل”، حيث اعتبرت بعض التحليلات أنّ مجرّد رؤية مثل هذه العبارات في قلب غزّة وعلى لسان مقاتلي حماس يشكّل هزيمة نفسيّة للخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي.

التهكم على نتنياهو ونصره “المطلق”

لم تتوقف الرسائل عند هذا الحد، بل حملت اللافتات تهكماً واضحاً على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث كُتب بجانب صورته: “نصرٌ مطلق”، وهي عبارة استخدمها مرارًا في خطبه وتصريحاته حول الحرب، لكن استخدامها في هذا السياق كان أقرب إلى السخرية، وكأنّ حماس تعيد تعريف “النصر المطلق” بطريقتها الخاصّة، مما دفع العديد من المحللين الإسرائيليين إلى وصف المشهد بأنّه “ضربة نفسية جديدة للحكومة والجمهور الإسرائيلي”.

مشهد الأسرى: صدمة نفسيّة ممتدّة للعائلات والجمهور

أحد أكثر اللحظات الصعبة كانت على العائلات والجمهور الإسرائيلي خلال رؤيته  المركبات البيضاء – التندرات ذاتها التي استخدمتها حماس لنقل الأسرى يوم السابع من أكتوبر – وهي تتحرك مجدداً، ولكن هذه المرة لإطلاق سراحهم. كان المشهد بمثابة إعادة فتح الجرح، حيث انتظر الأهالي بفارغ الصبر خروج أبنائهم، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والحزن والانكسار والمهانة.

منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي انفجرت بالنقاشات حول “كيف سمحت “إسرائيل” بأن يتم تسليم الأسرى بهذه الطريقة المهينة؟”، حيث شعر الإسرائيليون أن حكومتهم عاجزة عن فرض أي شروط على حماس حتى في لحظة استعادة الأسرى.

حرب نفسية متقنة: استهداف مباشر للوعي الإسرائيلي

لم يكن اختيار اللغة العبرية عبثياً، بل جاء كجزء من حرب الوعي التي تديرها حماس ببراعة. فإلى جانب اللافتات المكتوبة بالعبرية، تحدث عناصر من حماس أيضًا بهذه اللغة مباشرة، بل وتم منح الأسرى الإسرائيليين فرصة للحديث من المنصة ذاتها، مما جعل المشهد أكثر صدمة للجمهور الإسرائيلي الذي وجد نفسه يسمع أبناءه يتحدثون من داخل “احتفال النصر” الذي أعدته حماس.

هذا المشهد يعكس بحسب بعض المعلقين أن حماس تقوم بعمليات نفسيّة مباشرة تهدف إلى زعزعة ثقة الجمهور الإسرائيلي بحكومته وجيشه، وترك أثر بعيد المدى على الوعي الجمعي في “إسرائيل” سيحفظ معه ويخلّد تلك اللحظات بكل ما جاء فيها.

الخاتمة: في حين كان من المفترض أن يكون هذا اليوم لحظة فرح للعائلات، تحول إلى مشهد من الانكسار السياسي والنفسي. الإعلام الإسرائيلي امتلأ بالتحليلات حول كيف تحولت عملية تسليم الأسرى إلى استعراض قوة لحماس، وكيف فشلت “إسرائيل” في منع الحركة من فرض هيمنتها على المشهد. وأنّها أيضاً تدير حرباً نفسية عميقة ضدّ “إسرائيل”، تترك آثارها على الجمهور، والقيادة، والمؤسّسة العسكريّة على حدٍّ سواء.

 المصدر / الميادين

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً