فيينا / السبت 08 . 02 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
منذ أن تصدّر أبو محمد الجولاني المشهد في سوريا، تنقّل بين ولاءات متبدّلة وتحالفات متغيرة، بدءًا من ارتباطه بتنظيم القاعدة وصولًا إلى محاولاته تقديم نفسه كقوة معتدلة مقبولة دوليًا.
ولكن هل ما نشهده اليوم هو مجرد إعادة تلميع لصورة رجل أُعِدَّ لمهام جديدة، أم أن الغرب يجهّز الأرضية لتصفيته عندما تنتهي الحاجة إليه؟
الجولاني والغرب.. صانع الإرهاب أم مستفيد منه؟
لطالما وُجّهت اتهامات مباشرة للغرب بأنه يقف وراء صناعة الإرهاب وتوظيفه لأهداف سياسية، سواء عبر غضّ الطرف عن نشأة جماعات متطرفة، أو استخدامها كأدوات ضغط في مناطق النزاع.
الجولاني لم يكن استثناءً من هذه القاعدة، إذ تحوّل من زعيم لتنظيم متشدد إلى رجل يرتدي البذلة الرسمية ويجلس أمام الصحافة الغربية ليقدّم نفسه كـ “حاكم مسؤول” في سوريا .
هذا التحوّل الجذري يطرح تساؤلات حول الدور الحقيقي الذي يلعبه الغرب في بقائه. فلو كان مجرد إرهابي مطلوب، لتم استهدافه كما استُهدِفَت قيادات أخرى ، لكن بقاؤه حتى اليوم، رغم كل التقلبات، يشير إلى أن هناك استخدامًا له، سواء كورقة ضغط على الأطراف الإقليمية، أو كأداة لإبقاء المنطقة في حالة فوضى يمكن توظيفها متى ما اقتضت الحاجة.
التصفية.. هل اقتربت النهاية؟
على الرغم من تلميعه إعلاميًا، لا يمكن استبعاد سيناريو التصفية ، فالغرب اعتاد على التخلص من أدواته عندما تنتهي صلاحيتها أو تتحول إلى عبء استراتيجي ، ومع التغيرات الجيوسياسية، قد يصبح الجولاني هدفًا لضربة مفاجئة، إما عن طريق هجوم أمريكي مباشر، أو عبر تحركات داخلية مدفوعة بتفاهمات دولية عندما تسقط ورقته الصفراء .
الخيار الآخر.. إعادة التوظيف في معركة جديدة؟
إذا لم يتم تصفية الجولاني، فهذا يعني أن هناك أدوارًا مستقبلية له، ربما في مناطق صراع أخرى، أو حتى كعنصر ضمن لعبة تفاوضية أكبر مع الدول الإقليمية، لإعادة تدوير قادة الجماعات المتشددة ليس أمرًا جديدًا، بل هو تكتيك استخدم في عدة ساحات، من أفغانستان إلى العراق، ويبدو أن سوريا ليست استثناءً من ذلك.
يمر الجولاني اليوم في مرحلة انتقالية، بين البقاء كأداة ضمن المخطط الأكبر، أو مواجهة المصير الذي لقيه من سبقوه ، الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان الغرب سيحتفظ به كورقة رابحة، أم أن وقت تصفيته قد حان. وفي كلتا الحالتين، يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستظل هذه الأدوات تُستخدم لإدارة الفوضى في المنطقة؟
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات