فيينا / السبت 01 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
ذكر موقع “إنتل سكاي” الى ان التقديرات الرسمية تشير الى مشاركة مليون و400 الف شخص في تشييع السيد الشهيد حسن نصرالله، وهذا يعني ان 26.4% من اجمالي سكان لبنان (5.3 مليون) شاركوا في التشييع.
لذلك يعتبر هذا التشييع الاكبر في تاريخ لبنان، والاكثر اهمية في العالم من حيث المشاركة مقارنة بحجم السكان.
هذه الملحمة المليونية، التي تنوء بحملها الدولة، كانت من صُنع حزب زعم الثنائي الامريكي الاسرائيلي، انه هُزِم، ومن صنع حاضنة زعم الثنائي الكذوب انه تعب ومل ويأس!.
مليون و 400 الف شخص، وهناك تقارير اشارت الى ملامسة العدد المليون و800 الف شخص، جاؤوا ليعلنوها مدوية انهم لن يهزموا، وانهم على العهد. ولم تكن مشاركتهم عاطفية، فالسيد استشهد قبل 5 أشهر وليس البارحة، بل كانت سياسية بكل ما للكلمة من معنى، ومعناها كلنا مع المقاومة وهيهات منا الذلة والموت لـ”اسرائيل”، وهي شعارات تكثفت اكثر مع سماع ازيز طائرات المجرم نتنياهو.
التشييع المليوني جاء ليؤكد ان المقاومة، وبأمر من الشعب، باقية ما دامت هناك ارض لبنانية محتلة، وليس هناك من شرعية اكبر من الشرعية التي يمنحها الشعب. ملحمة التشييع، استفتاء كبير على حزب الله وعلى أمل، الامر الذي جعل منهما ارقاما اكبر مما كانت، لايمكن لا امريكا ولا الكيان الاسرائيلي، من تجاهلها، او ان يفرضا على لبنان امرا لا يرضاه حزب الله وامل.
ورغم كل السردية الامريكية الاسرائيلية، حول اضعاف حزب الله وانهاك حاضنته، جاء التشييع ليؤكد وبشكل لا لبس فيه، ان لبنان لم ولن يعود الى ما قبل عام 1982.
الصهاينة فشلوا في تدمير الحزب او هزيمته، بعد ان وافقوا على وقف اطلاق النار مضطرين، لذلك جربوا حضهم العاثر هذه المرة مع حاضنته، عبر مختلف الاساليب، بالتواطؤ مع ادواتهم وذيولهم، لوضع العراقيل امام التشييع والمشعيين، حتى بثوا الاكاذيب عن احتمال وقوع خروقات امنية، او حصول هجمات اسرائيلية، بل استعانوا حتى بالطقس الصعب، ولكن كل الاعيبهم ذهبت ادراج الرياح امام عزم وارادة الحاضنة الشعبية للمقاومة، وحلفائها في لبنان وخارجه.
الثنائي الامريكي الاسرائيلي يفهم الانتصار على انه قتل وتدمير، كما جاء على لسان المبعوثة الامريكية الى لبنان، التي وجهت الشكر لـ”اسرائيل” لانها هزمت حزب الله، ودعت الى عدم ضم حزب الله للحكومة. وهو فهم في غاية الغطرسة والغباء، فالهزيمة لم ولن تقع مادامت الروح حية، وروح المقاومة التي نفخ بها السيد الشهيد نصرالله في الشعب اللبناني، ستبقى متوثبة، وتجلت بأبهى صورها في التشييع وقبل ذلك تجلت بعودة الجنوبيين الى بلداتهم وقراهم، فور وقف اطلاق النار.
في ملحمة التشييع، سقطت الجنسيات، وتوحدت الجغرافيا، فنصرالله قائد اممي، لا يمكن حصره في دين او مذهب او دولة او جغرافيا، و راينا المشيعين يأتون من مختلف انحاء المعمورة، رغم كل العراقيل والعقبات والتهديدات والمخاطر، وليس هناك من دليل، يمكن ان يكشف عن منزلة شخص ما، سوى جنازته وتشييعه، خاصة لو كان شعبيا.
دماء السيد الشهيد القائد، كثف لدى انصار المقاومة وحتى المتعاطفين معها، الشعور بالمسؤولية، فالجميع بات يرى ان عليه مسؤولية ازاء هذه الدماء، تتمثل بعدم الانحراف عن نهج السيد الشهيد، وما المشاركة المليونية في التشييع الا جانب من المسوولية التي استشعرها كل فرد في بيئة المقاومة وبين المتعاطفين معها، بعد استشهاد سماحته.
كما لم يهزم جيش يزيد، الحسين الشهيد في كربلاء، وبقيت دماؤه منارا يهتدي بها احرار العالم منذ اكثر من 14 قرنا، لم يهزم الكيان الصهيوني نصرالله الشهيد، وستبقى دماؤه نبراسا يستدل به الاحرار طريق الكرامة والعزة والكبرياء.
المصدر / العالم
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات