الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 42): المساجد: الامام علي، كردلان، الجنينة

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 42): المساجد: الامام علي، كردلان، الجنينة

فيينا / الأربعاء 26 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع مركز تراث البصرة عن مسجد الامام علي عليه السلام في البصرة: البصرة أوَّل حاضرة تاريخيّة في الإسلام، يُعدُّ مسجدها (جامع وخطوة الإمام علي  عليه السلام ) في مدخل مدينة الزبير غرب مدينة البصرة من المساجد الإسلامية القديمة في العالم الإسلامي فقد أسس بعد فتحها عام 14 هـ على يد عتبة بن غزوان، فكان المسجد الثاني الذي بُنِيَ في الإسلام بعد المسجد النبويّ الشّريف الذي بناه الرّسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله بعد هجرته إلى مدينة يثرب التي تنوّرت بقدومه المبارك. مسجد البصرة المنسوب إلى الإمام أمير المؤمنين علي  عليه السلام  من الوحدات العمرانيّة التي تبيِّن الطِّراز الإسلامي الأصيل في البناء والعمران فهو إرثٌ إسلاميٌّ وتحفةٌ تراثيّةٌ عظيمةُ الأهميّة، لم يقتصر المسجد على إقامة الصّلاة فحسب بل كان بمثابة جامعةٍ إسلاميةٍ متكاملةٍ، ففيه تُدرَّسُ علوم اللغة والنحو والفقه والحديث والعقائد وما إلى ذلك من العلوم.
 
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن البصرة: المساجد والجوامع: عرفت البصرة بكثرة مساجدها وبعضها تُعد من المساجد التاريخية الأثرية المشهورة والمراقد والأضرحة الدينية التي يمكن أن تساهم في تطوير السياحة الدينية إذا ما تم الاعتناء بها بشكل صحيح، ومنها: جامع البصرة (جامع الخطوة): ويدعى أيضا مسجد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والذي كان طوال القرون الأولى معهدا من معاهد العلم والمعرفة، ويرجع تاريخ مسجد البصرة الى وقت انشاء البصرة نفسها. وهو أول مسجد بني في العراق. بل هو أول وأهم مسجد بني في الإسلام خارج مكة والمدينة المنورة، شيد من قبل عتبة بن غزوان والي البصرة، ولقد شهد هذا المسجد مراحل مهمة من تأريخ الإسلام والمسلمين وتأريخ العراق، منها زيارة علي ابن أبي طالب عليه السلام له بعد موقعة الجمل، ليخطب بالناس خطبة. كما شهد هذا المسجد خطبة زياد بن أبيه التي سميت بالخطبة البتراء، ومجزرة الحجاج بن يوسف التي راح ضحيتها مجموعة من معارضيه في البصرة، وثورة الزنج. ولقد درَس في هذا المسجد الصحابي عبد الله بن عباس المسمى بحبر الأمة، والزاهد الحسن البصري،و واصل بن عطاء. وفيه أول دعوة لاعتماد العقل كطريق لاستنباط الأحكام الشرعية.
 
ثلاث تجارات لا تعرف الخسارة: التلاوة والصلاة والانفاق كما قال الله جلت قدرته”إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ” (فاطر 29) تجارة لن تبور اي لن تكسد. ومن التجارات الرابحة عمارة المساجد فهي تؤجر صاحبها وترفع من شأنه عند الله تعالى “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ” (التوبة 18)، وكما جاء في الحديث الشريف الذي رواه مسلم (أحب البلاد إلى الله مساجدها)، و حديث آخر رواه البخاري ومسلم (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (رجلاً قلبه معلق في المسجد)، و (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان). وهكذا رواد المساجد فهم في تجارة رابحة مع الله كما قال عز من قائل”فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (النور 36-38). وافضل الانفاق الاطعام وخاصة اطعام الفقراء والمساكين وكسوتهم وحتى اطعام الصائمين كما قال الله تعالى “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الانسان 8)، و”وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ” (البقرة 184)، و”فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة ” (البلد 11-14).
 
جاء في موقع مركز تراث البصرة عن جامع كَردلان: كَردلان: إحدى القرى القديمة في قضاء شطِّ العرب تقابل نهر العشَّار في مدينة البصرة ذكر معناها في بعض المصادر  على إنَّها لفظة تركية تعني التلّ المرتفع، أغلب سكّانها سابقاً من الفلّاحين وعمّال البواخر، فيها بساتين كثيرة من النخيل لذا عندما شاهدها بعض الأجانب أطلقوا عليها  الأرض الخضراء  green land فتحوّلت فيما بعد إلى (كَردلان) وهي من القرى التّراثيّة التي تتشكّل من مجموعة من البيوتات ذات الطّراز المعماري الفريد تتقارب بيوتها فيما بينها مُشكِّلَةً وحدةً عمرانيّةً جميلةً مقاومةً لآلة الحداثة فأغلب البيوت ما زالت سقوفها من جذوع النخيل وأعمدة الصندل وقد فُرِشَتْ أرضُها بنوعٍ من الطابوق المربّع يشبه  الكاشي  يُسمّى   الفرشي  وقد بُنِيَت هذه البيوت أيّام الاحتلال العثماني للعراق. جامع كَردلان من الجوامع المهمّة في البصرة أُسِّس عام 1906، على يد الشَّيخ حبيب القُرينيّ رحمه الله ليكون مناراً ومكاناً للهداية ونشر التّعاليم الإسلاميّة التي جاء بها سيّد الأنبياء محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم بُنيَ من القصب والبواري وجذوع النخيل وفرشت أرضه بالحصران، ثم جُدِّدَ بناؤه في عام 1962 على يد الوجيه الحاج جاسم محمّد الحمد رحمه الله. أمَّا في السّنين المتأخّرة فقد قام السّيّد عبد السّلام القُرينيّ الذي يُدير شؤون المسجد ويتولّى الخدمة فيه بضمِّ منزل الشّيخ حبيب القُرينيّ الملاصق للمسجد إليه بعد موافقة الورثة فتوسَّع بناؤه كثيراً حتى بلغت مساحته الكلّيّة 700 متر مربع. أنشطة الجامع: لجامع كَردلان أنشطة متعدّدة قديماً وحديثاً فقد كان ومنذ تأسيسه منارةً من منارات الهدى يشعُّ منها النور، تُقام فيه صلاة الجماعة والعيدين وتفضُّ فيه النِّزاعات والخصومات ويُعلَّم فيه القرآن وتُعظَّم فيه شعائر الله من إحياء ولادات ووفيات أهل البيت (عليهم السّلام)،  كما أُسّس في الجامع موكب للخدمة الحسينيّة باسم موكب (أهالي كردلان) وهو أحد المواكب الكبيرة في البصرة أُسِّسَ لإحياء ذكر الحسين عليه السلام وتقديم الخدمة لزائريه يوم الأربعين، يخدم فيه ثلّة من الشّباب المؤمن من أهالي قرية كَردلان. زار المسجد الكثير من الشّخصيّات العلمائيّة أبرزها السّيّد مهدي القزوينيّ رحمه الله والكثير من علماء النّجف الأشرف، عقدت وقتها مناظرةٌ كبيرةٌ في قرية كَردلان حضرها جمع من العلماء والأهالي. كذلك زار المسجد الخطيب العلّامة السّيّد عبد الحسين الحجّار فيرتقي المنبر شهري محرم الحرام ورمضان المبارك نهاية الخمسينيّات، والكثير من الخطباء منهم الشّيخ  ناجي الحلّيّ  والشّيخ  محمّد الحلّيّ. ومازال جامع كردلان ومنذ تأسيسه ملاذا للمؤمنين، عامرا بذكر الله  وأداء الصلاة وقراءة القرآن رغبة في رضا الله تعالى. “في بيوتٍ أذِنَ الله أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمه يُسبِّحُ لهُ فيها بالغدُّوِّ والآصال * رجالٌ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلّبُ فيه القلوبُ والأبصار” (النور 36-37).
 
جاء في موقع مركز تراث البصرة عن جامعُ الجُنَيْنَة، المعروف بجامع الگِرناويّ، وما يحملُه من روحانيّة وقدسيّة: المؤذّنون والخَدَم: أمّا أبرزُ من خَدم هذا الجامعَ، ومنهم من  ارتفعت أصواتُهم وصدحت حناجرُهم بالأذان فيه، فنذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الحاجّ كاظم عودة، والحاجّ كاظم لفتة، والحاجّ حافظ خضيّر، والمرحوم الحاجّ شهيد شريف، والمرحوم الحاجّ محمد علي، والمرحوم الحاجّ عبّاس علي. وأمّا أبرزُ من خدم المسجدَ، فالحاجّ خَلَف،  والحاجّ عطا عبد الحسين (أبو زهير)، وهو من يقوم اليوم على خدمة وإدارة شؤون واحتياجات المسجد،  والحاجّ عبد الرزّاق، والحاجّ طاهر كريم، والحاجّ حسن عبد الرزّاق، والحاجّ أسعد فالح، والحاجّ يوسف كاظم يحيى، وبدر كنعان، وناظم سبتي، والحاجّ سلام عبد الكاظم عودة، والحاجّ عبد الصاحب، والحاجّ قيس جبار، والمرحوم الحاجّ علي عودة،  والمرحوم سيّد سالم الجزائريّ، والمرحوم الحاجّ مجيد حميد،  والمرحوم الحاجّ فالح حَسَن الأسديّ،  والمرحوم الحاجّ جبر، وآخرون  من المؤمنين الأتقياء، الذين خدموا المسجدَ بكلِّ تفانٍ وإخلاصٍ، وتركوا بصماتٍ طيّبةً في هذا  المكان المبارك. التوليةُ وأئمّةُ الجَماعة: أمّا توليةُ الجامع، فقد كانت من قِبَل سماحة السيّد  عبد الحكيم الصافي رحمه الله، وبعده نجلُه، السيد محمد عبد الحكيم الصافي. وقد أمَّ الجماعةَ فيه سماحةُ السيّد محمّد عبد الحكيم الصافي، وسماحةُ السيّد علي الصافي، والشيخ علي القَطراني، والشيخ حاسب المظفَّر، والسيّد طه الحرّاك، أيَّدهم الله تعالى. والمتولّي الشرعيُّ  للجامع اليوم، هو السيّد علي عبد الحكيم الصافي. التطوُّرُ العمرانيّ: حدث بعضُ التطوّرِ و التعميرِ في المسجد  من حيثُ الطلاءُ وتأسيسُ بعض الكهربائيّات، إلّا أنّه لم يحدث فيه تعمير و تطوّر من حيث البناء والتوسعة،  وهو يحتاج الى الكثير،  وما زال البناءُ كما كان عليه في زمن التأسيس. يشغل المسجد مع ملحقاته مساحةً تصل الى أكثر من 1000 م2 تقريباً. أيّامٌ عَصيبة: تعرَّضَ المسجدُ فيما سبق  للكثير من المضايقات، فلم يكن يُسمح  بإقامة الشعائر الحسينيّة فيه إلّا باستحصال الموافقات من أجهزة أمن الدولة، لكنَّ هذه المضايقات وهذا المنع لم يحُل بين خَدَمة المسجد والقائمين على شؤونه  وبين إقامة الشعائر الحسينيّة، بل زادهم المنعُ  حماساً وإصراراً على الاستمرار بإقامتها على أتمّ وجه. كان هذا المسجد ومازال يعجُّ بالمؤمنين من مختلف الأعمار، وخاصّة فئة الشباب، فهو مكان خَصْبٌ لغَرس الأخلاق والقِيَم الإسلاميّة، وبثِّ روح الوعي والإيمان، وتنميةِ الجوانبِ العقائديّة لدى الأفراد، وهكذا الحال في بقيّة  مساجدنا، التي أُسّست على التقوى، فستبقى مناراتِ هدىً في طريق السائرين.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً