فيينا / الخميس 15 . 05 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
أرخت الأوضاع في غزة بظلالها الثقيلة على مهرجان كان، وحضر اسم المصورة الصحافية و”الفنانة” فاطمة حسونة التي قتلت في قصف إسرائيلي برفقة عشرة من أفراد أسرتها، بقوة. ويعتبر أحد المسؤولين في مؤسسة الفيلم الفلسطيني أن “هم (الجيش الإسرائيلي) يقتلون كل روح خلاقة ومبدعة”.
كما أعادت النقاش حول الفنان الفلسطيني ودوره والسينما عموما في هذه الرقعة العربية.
غالبت المخرجة الإيرانية الفرنسية سبيده فارسي الخميس دموعها وهي تتحدث عن فاطمة حسونة بطلة فيلمها “ضع روحك على يدك وامش”، الذي عرض الثلاثاء ضمن مسابقة “أسيد“ الموازية. “كان يفترض أن تكون هنا إلى جانبنا… تفكيري مع عائلتها ووالدتها الناجية الوحيدة من أسرتها. إنسانيتنا شوهت بهذه المجازر التي يتواصل ارتكابها في غزة“.
وذكّرت رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية جولييت بينوش في كلمة تكريمية للضحية بهذه المأساة خلال حفل الافتتاح. “كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى. فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا”. كما استحضرت بينوش “رهائن السابع من تشرين الأول/أكتوبر وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يقاسون الرعب ويموتون في شعور رهيب بالتخلي”.
“يجب التوقف عن تجويع الغزيين وقتل الأطفال والنساء”
بلغة تنبيهية، شددت سبيده فارسي أمام جمهور صفق لها كثيرا أنه: “إن كانت السينما تسعى لتحريك الأمور، فيجب أن يشارك الجميع ممن يعمل في المجال الثقافي للمطالبة بوقف هذه المجازر. يجب التوقف عن تجويع الغزيين وقتل الأطفال والنساء من أجل لا شيء، فقط بسبب التقاط صور. وإن لم نتحرك سنكون شركاء”.
وأرخت الأوضاع في غزة بظلالها الثقيلة على مهرجان كان منذ اليوم الأول من المهرجان، مع نشر صحيفة ليبيراسيون الثلاثاء رسالة مفتوحة وقعها 380 فنانا، بينهم أسماء ذات صيت عالمي في الفن السابع، نددوا فيها بالصمت الدولي حيال ما وصفوه بـ”إبادة جماعية” في القطاع.
فاطمة “الشاهدة”
كانت فاطمة حسونة، 25 عاما، مصورة صحافية فلسطينية مستقلة، “وضعت على عاتقها مهمة أن تكون شاهدة، من خلال عملها والتزامها، ورغم المخاطر المرتبطة بالحرب في القطاع الفلسطيني، على الحياة اليومية لسكان”، يتحدث بيان لمهرجان كان في منتصف أبريل/نيسان عن حسونة التي كانت “تكتب” عن واقع الغزيين بعدستها.
لماذا قتلت حسونة؟ سؤال يطرحه البعض، لكن الإجابة عنه كانت بسرعة لدى مهند اليعقوبي مستشار البرنامج العام لمؤسسة الفيلم الفلسطيني. “هناك استهداف للناس الذين ينتجون الصورة البصرية. الفلسطيني مستهدف عامة وفنيا بشكل أساسي… والسؤال الأصعب لما لا تتعامل المؤسسات الثقافية الغربية مع هذا الموضوع كاغتيال؟”
يضيف اليعقوبي، الذي التقته فرانس24 في الرواق الفلسطيني بالمجمع الدولي لمهرجان كان: “هم يقتلون كل روح خلاقة مبدعة داخل المجتمع الفلسطيني. فما هي الإبادة؟ ليس لأنك تقتل العالم بل لأنك تقتل كل إمكانيات الحياة. وإمكانيات الحياة الثقافية هي جزء منها”.
ولا يخفي اليعقوبي أن عملية القتل هذه “مؤلمة وإن كانت ليست الوحيدة فالعديد من الفلسطينيين يقتلون كل اليوم”. لكن فاطمة كانت “موهوبة، لم تكن مصورة صحافية، كانت فنانة. بإمكانك أن تصنع مئة صحافي لكن ليس من السهل أن تخلق فنانا. فهو يولد كذلك ويطور موهبته بالدراسة والممارسة”، وبرأيه “الفنان الفلسطيني مستهدف”.
الحضور الفلسطيني في مهرجان كان
وإلى جانب “ضع روحك على يدك وامش”، تجسد الحضور الفلسطيني أيضا في فيلم الأخوين طرزان وعرب ناصر “كان يا مكان في غزة” ضمن مسابقة “نظرة ما” الموازية للمسابقة الرسمية.
“كفلسطينيين نعتز بجميع الأعمال الفلسطينية التي تصل إلى هنا، فهي أفلام ذات وزن”، يقول اليعقوبي، مستحضرا كبار المخرجين الفلسطينيين كميشيل خليفة، إليا سليمان الذي كان حاضرا في أكثر من مناسبة بالمهرجان وغيرهم. وذكر في الوقت ذاته أن فلسطين تملك الرقم القياسي في عدد المشاركات بهذا الحدث السينمائي العالمي.
“وجودنا هنا هو تعزيز للرواية الفلسطينية والإنتاج السينمائي من حولنا. نحن ليست لدينا إمكانيات ننتج لوحدنا والسينما الفلسطينية محتاجة للدعم خاصة في هذا التوقيت، لأن هناك محاولة طمس وإخفاء بشكل ممنهج على الأرض. وهذا الواقع لا يمكن أن يتغير إن لم نحاول نحن ذلك ونقوم بتعزيز شراكات الإنتاج مع الغرب. وإذا أردنا أن ننتصر يلزم أن ننتصر هنا أولا بتغيير الواقع الثقافي الذي عبره تراك الناس”، يخلص اليعقوبي.
وبدوره، أعرب رشيد عبد الحميد المدير الفني لمؤسسة الفيلم الفلسطيني عن سعادته بالمشاركة الفلسطينية في هذه الدورة من المهرجان. “فهي مهمة هذه السنة كثيرا بالنسبة لنا كفلسطينيين. لأن صورة الفلسطيني في العالم تتغير. من قبل عندما كنا نقول إننا فلسطينيون يرحب بنا الجميع تقريبا، اليوم، نشعر أننا لازم نبرر أننا ضد العنف وما إلى ذلك أمام جزء كبير من أوروبا وأمريكا”.
المصدر / فرانس 24
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات