متابعة السيمر / فيينا / الجمعة 15 . 05 . 2020 — قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن “العزل المناطقي” هو الحل الوحيد النافع في مواجهة فيروس كورونا بالعراق.
وقال ممثل الصحة العالمية في العراق أدهم اسماعيل، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، تابعها “ناس”، (15 آيار 2020)، إن “العزل المناطقي المرجح البدء بتطبيقه خلال الأيام المقبلة، يمثل الحل الوحيد لأنه خلال أسبوعين ستظهر نتائجه”.
وأكد اسماعيل أن “منظمة الصحة العالمية تتفق تماماً مع الإجراءات التي تحدث بها وزير الصحة، التي تتعلق بوجود ست مناطق في بغداد والبصرة، لابد من فرض حظر التجوال عليها، بطبيعة أشد وإجراء المسح النشط والفعال لأنها أصبحت بؤر كوونا، كما أنها تسببت في تصاعد الأرقام اليومية في عدد حالات الإصابات في العراق”.
وأضاف أن “الأمور في المناطق الأخرى تسير بشكل جيد وإذا لم تتم محاصرة المناطق المشمولة بالعزل الصحي فإنها ستصبح بمنتهى الخطورة وستؤدي الى إصابة باقي المناطق”، مشدداً على “ضرورة محاصرة فيروس كورونا”.
وتابع أن “محافظة النجف وبعد أن سجلت إصابات، التزمت بالإجراءات وتمت محاصرة المدينة وإجراء عمليات المسح الشاملة ومتابعة الحالات الملامسة ما أدى الى التغلب على المرض، لذلك فأنه يجب إتباع نفس الأسلوب الذي اتبعته محافظة النجف في المناطق الأخرى”، داعياً “المواطنين الى الالتزام والتصديق بخطورة الفيروس”.
وأشار إلى “وصول نحو خمسين ألف عينة فحص مختبري التي ستساعد في إجراء المسح السريع في هذه المناطق، لكن يجب أن تُعزل بالكامل حتى لا تعدي المناطق الأخرى”، مبيناً أنه “يجب أن تكون إجراءات العزل المناطقي سريعة ويجب ألا تتأخر أكثر بسبب تصاعد الإصابات”.
وأكد مسؤول الطوارئ بمكتب منظمة الصحة العالمية في العراق، وائل حتاحت، الجمعة، وصول شحنة تحمل معدات تشخيصية مقدمة من منظمة الصحة العالمية إلى إقليم كردستان،فيما كشف عن قرب وصول شحنة إلى بغداد.
وقال حتاحت في تصريحات لروداو، تابعها “ناس”، (15 ايار 2020)، إنه “خلال اليومين الماضيين كان هناك تزايداً في حالات الإصابة بفيروس كورونا في العراق، وهذا يعود إلى عاملين، أولهما إيجابي وهو زيادة التشخيص، حيث وصلنا إلى 3 آلاف تشخيص يوميا، إلا أن هناك تساهلاً في تطبيق التباعد الاجتماعي”، مضيفاً أن “نسبة الوفيات انخفضت من 7% إلى حدود 3.5%”.
وأضاف أن “تطبيق التباعد الاجتماعي لا يعني انعزال السكان عن بعضهم، لكن ينبغي أن تكون هناك مسافة معينة تراعى في كل الأماكن، كما أن عدم تسجيل حالات لا يعني التوقف عن إجراء فحوصات دورية للتأكد من استمرارية الخلو من الفيروس”.
ودعا المواطنين إلى “تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي خلال أيام عيد الفطر، لأن أي خلل سينشر المرض بشكل جديد”.
وأكد أن “التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على زيادة القدرات التشخيصية”، لافتاً إلى “وصول شحنة من منظمة الصحة العالمية لمطار أربيل إلى وزارة الصحة، تحمل معدات تشخيصية يبلغ عددها 5 آلاف (كيت)، وهي الآن قيد التخليص الكمركي وسنتواصل مع وزارة الصحة ونقدمها لهم بأسرع وقت، كما توجد شحنة أخرى للعراق”.
وأوضح حتاحت أن “معظم الدراسات تشير إلى إمكانية الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا بعد فصل الخريف المقبل، لذلك هناك احتمالية عودة المرض بشكل معين خلال الخريف”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن جائحة فيروس كورونا لم تبلغ بعد أسوأ مراحلها، فيما رجحت أن العدوى ستستمر في “نشر الفوضى” بين العالم.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، في تصريحات متلفزة من جنيف رداً على سؤال عما إذا كان العالم قد تجاوز الأسوأ في جائحة كورونا، قائلة إن الفيروس “تعلم على العيش بيننا ونشر الفوضى”.
ولفتت إلى أن “الجائحة لا تزال في مراحلها المبكرة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وغيرها من مناطق العالم، مؤكدة أن المنظمة تتوقع ارتفاعا في وتيرة تفشي الوباء في جنوب شرقي آسيا، وخاصة في الهند وباكستان”.
وحذرت من أن “حصيلة الإصابات ترتفع حاليا في مناطق تحظى بنظام رعاية صحية أكثر ضعفا، مع العدد الأقل من الكوادر الطبية ومعدات الحماية الشخصية”.
وأكدت هاريس أن “أي جهود لن تكون كافية في سبيل محاربة الفيروس، لافتة إلى أن كورونا قد يعود إلى المناطق التي قد تم تحقيق انتصار عليه”.
وأشارت إلى أن “تطوير لقاح ضد الفيروس لن يؤدي بالضبط إلى دحر هذه الجائحة”، متسائلة: “قد نطور لقاحا جيدا، لكن هل سيحصل عليه الجميع؟ هل سيتم توزيعه على جميع المحتاجين في كل دولة؟”.
ونبّهت هاريس أن “البشرية ستحتاج إلى سنوات بغية الوصول إلى المناعة ضد كورونا، إن لم يتم التوصل إلى لقاح ضد الفيروس هذا”.
كما علقت هاريس أثناء موجز صحفي آخر على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال فيه إنه من المتوقع أن يتم تطوير لقاح ضد الفيروس التاجي حتى نهاية العام الجاري، علقت قائلة إن “هذا التوقع ليس مرجحا”.
وأوضحت أن “خبراء في مئة فريق يعملون في مختلف أنحاء العالم على تطوير لقاح، غير أن هذه العملية تتطلب وقتا، وخاصة لضمان فعالية اللقاح وسلامته”.