السيمر / الأحد 20 . 2016
عبد الصاحب الناصر
مرض “ الخرف الوعائي” (Vascular Dementia) من الامراض الخطرة الحديثة الناتجة عن تصلب الشرايين الدماغية. هذا على مستوى الفرد. وكذلك يصيب المجتمعات منذ بداية القرن الماضي و لا تختلف المجتمعات المصابة بهذا الداء إلا بالدرجة. وساشرحه في ختام هذا المقال. و علاقة موضوعنا اليوم والاهم في العراق هو” الاصلاح “. لقد تناسى المسؤولون، سهواً او قصداً أن مشلكة العراق هي المحاصصة التي اكدت و ستسمرت بقانون الانتخابات، المريض، اذ لا يمكننا صراحة ان نقول ان الانتخابات حرة في العراق و ان الشخص المنتخب هو منتخب من قبل الشعب. صحيح ان هناك بلدان تعتمد على ما يسمى ( التمثيل النسبيproportional representation ) اي على النسب التي يحصل عليها كل حزب او كتلة نيابية من أصوات الناخبين. الا ان مستوى الثقافة في تلك البلدان اعلى بكثير مما هو عليه في العراق، و ان الناخب ينتخب من يؤمن بقدرتهم على تمثيل مصالح شعبه و ان الاحزاب نفسها تختار من له القدرة والثقافة و الخبرة ليمثلها و يمثل الشعب. وهنا جوهر موضوعي “ الخرف الوعائي“ اذ قليل ممن انتخب مباشرة من الشعب في العراق و حصل على الاستحقاق الانتخابي بنفسه (يعني في حدود 35 ألف صوت). و تناسى شعبنا هذه الحقيقة، و ذهب لينتخب من منطلق طائفي و عنصري و مناطقي، فسلم امره للحيتان التي يشتكي منها اليوم . فاكثر من ثمانين بالمائة من النواب قد شملهم الزحف الانتخابي و حصلوا على الاصوات من خلال انتمائهم لهذا الحزب او المكون او الطائفة . فأصبح مجلس النواب كمجالس القبول القديمة العراقية، تخص النخبة فقط و ان كانت تدعي تمثيل الشعب و اعتقد و لست جازما ان كثير من البسطاء الذين يساهمون في التظاهرات انجروا لنفس الاسباب ، ربما دون علم حقيق ، بل لمجرد شعور وطني و حب للعراق ، كما اتخوف ان تنتهي التظاهرات كما وصل اليه الامر في الانبار .
هنا هي عقبة تطور العراق منذ السيد بريمر
كان على السيد العبادي ان ينتبه و ان يضع هذا الموضوع في اولوية اهتماماته و اولوية خطواته، و الا سيبقي مكتوف اليدين و الرجلين من قبل رئاسات و امراء المحاصصة الذين رفضوا القائمة المفتوحة و الانتخابات المباشرة. و اصروا على أنصاف الحلول اي على القائمة المغلقة (المفتوحة) مثل التمثيل النسبي ، فشملت المحاصصة في العراق اكثر مما كالنت عليه زمن جرذ ابن العوجة . و اصبح العراق يدور او يدار في سويرة لا خلاص منها و اصبحنا في حالة يقال لها “ حلقة مفرغة” Vicious circle. و اصبحنا نطالب بالاصلاح ممن هم من اولى من يحتاج الى الاصلاح. فنفس الشيء يحدث من جديد عند المتظاهرين او المعتصمين اليوم في بغداد . كما حدث في الانبار، الفلوجة و الرمادي و تضامن معهم الالاف من السياسيين قصيري النظر لدوافع إنتهازية والصيد بالماء العكر. ففي اعتقادي ان اكثر المتظاهرين قد قيدوا الى التظاهرات من قبل نفس الجهات و السياسيين الذين فقدوا الاصوات في الانتخابات الماضية و تضامنوا مع “الجاهل” مقتدى الصدر الذي بدل/طور اهدافه ليصبح و ليحل في مكان المرجعية في النجف الاشرف، و ليقود التظاهرات لابراز العضلات ليس الا!.لنسأل السيد ( القائد اية الله مقتدى الصدر) هذا السؤوال البسيط ، كم من هؤلاء منعتهم من مزاولة لعبة كرة القدم على انها من الاعيب الاستعمار؟؟؟. و لنسأل اكثر المتظاهرين، كم منكم لا يحب مشاهدة لعبة كرة القدم التي حرمها مقتدى الصدر عليكم؟ هنا يفقد هؤلاء الذاكرة لانهم مصابون بمرض الخرف الوعائي.
لن تبدأ اصلاحات الا بتغيير النظام الانتخابي ليصبح الناس احراراً في انتخاب من يمثلهم و من سيتخوف من فقدان اصواتهم لو شذ عن الطريق. و اذا اسلمنا “جدلا “ بهذا التحليل ، سيصبح السيد العبادي في “حل” من الاستماع الى مطالب ارباب و اولياء الكتل و الاحزاب و لا الى مجلس النوااب لأنهم لم يحصلوا على ثقة الشعب مباشرة، خصوصا في مسألة “ الاصلاح “ وابسط ما يمكن عمله ، هو ان يعلن اسماء من يتصور انهم مخلصون و مهنيون و تكنوقراطيون لخدمة الشعب و يترك الشعب و ارباب المحاصصة وجه لوجه. عندها سيكون في موقف صحيح و سليم ، و قد ادى ما يعتقده في مصلحة الشعب .
كتب كثير من الاخوان المخلصين عن مبادرة السيد مقتدى الصدر ضمن العلاج العلمي لمعضلة العراق المزمنة. وانا اتحمل مسؤولية التقاطع مع هؤلاء الاخوان ومع هذا التفكير المتمني
“ wishful thinking “، اذ لا يتوافق اي اصلاح علمي مع التمنيات العفوية، ربما يقول بعض الاصدقاء المخلصين، انه تكتيك سياسي للاستفادة من مبادرة مقتدى تلك، و انا اقول لا يتوافق العلم مع الجهل، بل لابد و ان يتقاطعا. و اي بناء غير حقيقي و على اسس احتمالات او شهواة ستعيقنا في المستقبل، اذ لم يعد امام الشعب العراقي متسع من الوقت للانتظار و لتكرار التجارب .
فهذه اللجان و الاجتماعات و التظاهرات التي اعلن عنها اليوم ، كلها ضمن المحاصصة البغيضة، و توظف للتقليل من المساعي للاصلاح الحقيق المطلوب . فكيف نطالب ممن يستفاد منها بل و ينميها ان يتنازل عنها ؟ و بدء الوقت يشتغل ضد السيد العبادي و ما يتصور انه سيصلحه ، وهذه لعمري هي سياسات هؤلاء بعد ان نصبوا له الفخ المحاصصاتي ضمن الشعارات القديمة ، كالمقبولية و الطاولة المستديرة و الشراكة الوطنية و الحكومة و المسؤولية المشتركة. وكان الله في عون العراق و شعبه، فاقد الارادة و المغيب ابدا و المستغل على طول الطريق و المستفاد من لا شىء في بلده .
Vascular Dementia
Vascular dementia is the second most common type of dementia (after Alzheimer’s disease), affecting around 150,000 people in the UK. The word dementia describes a set of symptoms that can include memory loss and difficulties with thinking, problem-solving or language. In vascular dementia, these symptoms occur when the brain is damaged because of problems with the supply of blood to the brain. This factsheet outlines the causes, types and symptoms of vascular dementia. It looks at how it is diagnosed and the factors that can put someone at risk of developing it. It also describes the treatment and support that are available.
Causes
Vascular dementia is caused by reduced blood supply to the brain due to diseased blood vessels.