السيمر / فيينا / الاثنين 28 . 12 . 2020 —- رغم ان مقارعة الاستكبار الامريكي ومناهضة الاحتلال الاسرائيلي هدف مشترك لجميع اعضاء محور المقاومة في المنطقة. الا ان المحور الامريكي الاسرائيلي السعودي، يسعى للايحاء بان مظاهر العداء لأمريكا و”اسرائيل” في المنطقة وخاصة بين الشعوب العربية، لا تشكل حالة عربية “اصيلة”، بل هي “ظاهرة” فرضتها ايران عبر “وكلائها” العرب”، فالعرب، وفقا للمحور الامريكي، آخر ما يفكرون به فلسطين، وجميعهم مع التطبيع مع “اسرئيل” والانبطاح امام امريكا.
انطلاقا من هذا التزييف الوقح للحقائق، جاءت تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي اعلن: “إن كيانه يراقب الوضع في العراق واليمن تحسبا لهجوم إيراني أو حرب خاطفة”، انتقاما لاستشهاد العالم الايراني فخري زادة. في محاولة فاضحة من قبل الثلاثي المشؤوم، امريكا والكيان الاسرائيلي والرجعية العربية وعلى راسها السعودية، لشيطنة حركات المقاومة في المنطقة، وفي مقدمتها الحشد الشعبي في العراق وحركة انصار الله في اليمن، واظهارها على انها ترجح مصالح ايران على مصالح دولها وشعوبها.
حتى لو افترضنا جدلا ان ماقاله المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي صحيح، ترى ما الضير في ان تنتصر حركات المقاومة، لايران ؟ الم انتصرت ايران للقضية الفلسطينية والشعوب العربية والاسلامية في وجه التغول الامريكي الاسرائيلي، وتحملت من اجل ذلك وعلى مدى اربعين عاما، كل الضغوط من حروب وحصار وعقوبات؟. لماذا يطلب من اعضاء محور المقاومة ان يتفرقوا عن حقهم، بينما، يُشاد بإنتصار اعضاء المحور الامريكي الاسرائيلي الانبطاحي التطبيعي العربي، لبعضهم لبعض رغم باطلهم؟!.
ايران عندما دكت اكبر قاعدة امريكية في العراق بالصواريخ، وهو حدث لم يشهده تاريخ العالم منذ الحرب العالمية الثانية، كرد مؤقت على جريمة اغتيال قادة النصر على “داعش” الشهيدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، اعلنت عن ذلك رسميا وتبنته على رؤوس الاشهاد دون ادنى تردد. لذلك سيكون الرد على جريمة اغتيال الشهيد فخري زادة، ايرانيا صرفا، فالشهيد اغتيل في طهران، وعلى “اسرائيل” ان تنتظر الرد في الوقت الذي لا تتوقعه.
امريكا، التي تدعي انها اقوى قوة في العالم، تلقت صفعة عين الاسد، من يد ايرانية، لذلك على الكيان الاسرائيلي، وهو احقر بكثير من امريكا، ان ينتظر قدم ايرانية ستدعسه من حيث لا يدري. ولا تنفع هذا الكيان اكاذيبه وخداعه، فليس لايران وكلاء، بل حلفاء تشاركهم ذات المبادىء والاهداف، ولكن عندما يتجرأ ثنائي الشر، امريكا و”اسرائيل” من التعرض لايران، بهدف النيل من هيبتها، فالرد سيكون ايرانيا صرفا، دون اي حاجة لحلفائها في المنطقة، وتجربة امريكا و”اسرائيل” مع الردود الايرانية، في غاية المرورة.
المغرضون والخبثاء من ايتام صدام ، وحثالات “داعش”، وجوكرية امريكا، يحاولون الترويج وبكثافة لمقولة؛ ان الانتقام لقادة النصر على “داعش”، هي “قضية” بين امريكا وايران، ولا دخل للعراق بها. في محاولة في غاية الغباء، لتجريد العراقيين من النخوة والكرامة، عبر الايحاء بان الشعب العراقي لا يهمه دماء قادة النصر على “داعش”، خاصة ابن العراق البار الشهيد ابومهدي المهندس، الذي ضحى بنفسه من اجل الدفاع عن شرف العراقيات وعن مقدسات العراقيين، وليس في وارد الانتقام من قتلته.
محاولات شيطنة الحشد الشعبي في العراق ، وحركة انصارالله في اليمن، واظهارهما على انهما “وكلاء لايران”، ستفشل كما فشلت محاولات شيطنة حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد في فلسطين. فالشعوب العربية، اضحت تدرك اليوم وبشكل افضل، مصداقية وصوابية ايران ومحور المقاومة، كما باتت تدرك وبشكل اوضح ، كذب ونفاق وعمالة الانظمة العربية، في ظل الهرولة الجماعية لهذه الانظمة نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
المصدر / العالم