السيمر / فيينا / الأثنين 23 . 08 . 2021
الخبر واعرابه
الخبر : وزير الدفاع العراقي وزعيم الحزب الديمقراطي في كردستان العراق يقولان بان العراق يختلف عن افغانستان وان مصير العراق لن يكون كمصير هذا البلد .
الاعراب :
يبدو ان اعلام انسحاب القوات الامريكية من الاراضي العراقية نهاية العام الجاري ومشابهة هذه الخطوة لما يحدث خلال الايام الاخيرة في افغانستان، جعل البعض يصل في تحليله الى ان مصير العراق قد يكون كمصير افغانستان بعد انسحاب القوات الامريكية منها . هذا في حين تشير التجربة الى ان خروج او اخراج امريكا او اي محتل من منطقة ما لا يعني بالضرورة بان الدولة المحتلة مسبقا ستواجه او تتعرض لاضرار كبيرة او لايمكن تعويضها .
-يبدو ان محاولة البعض بث الياس المدعومة بالتهديد لفترة ما بعد الاحتلال وقبل ان تكون مسالة عادية وطبيعية فهي نابعة من طبيعة اعلامية واعلانية، الهدف منها فرض حرب ناعمة على شعوب مجتمعات مثل العراق تطالب منذ سنين بطرد المحتلين من اراضيها. التجربة التاريخية تثبت بان خروج القوات الامريكية من فيتنام على سبيل المثال لم يؤد ابدا الى النتائج التي يتم ترهيب الشعب العراقي منها قي الوقت الراهن .
-الشعب العراقي لديه في سجله مكافحة تنظيم “داعش” الارهابي وتحرير بلاده بعد ثلاثة اعوام من النضال ضد المحتلين ، طبعا وبعد ذلك ايضا لم يسمح للدواعش بان يستعرضوا عضلاتهم مجددا ، وعلى هذا الاساس يمكن التاكد من خواء القياسات التي تستخدم بشكل هادف في هذا المجال والتي تحاول الايحاء بان مستقبل العراقيين سيكون مرا بعد خروج القوات الامريكية من العراق .
-بمنأى عن انه كيف ستكون رؤية طالبان تجاه نوع وتركيبة الحكومة المستقبلية في افغانستان وكيفية التعاطي مع القوميات والمذاهب في هذا البلد من جهة ، والمجتمع الدولي من جهة اخرى ، فان الامر المفروغ منه هو ان امريكا انسحبت من هذا البلد . هذا في حين ان الشعب العراقي طوى مراحل مثل مراحل بناء الحكومة والشعب بنجاح تام وانه اليوم يبحث عن تعميق وترسيخ سيادته الوطنية بدون تواجد الاحتلال والمحتلين .
-في حين ان الحكومة الامريكية تواجه اعتراضات واحتجاجات عديدة فيما يخص انسحابها من افغانستان ، فان التركيز الاعلامي الامريكي على خروج القوات الامريكية من العراق ياتي بهدف الحيلولة دون حدوث هذا الامر في هذا البلد . هذا في حين ان الشعب العراقي وبرلمان هذا البلد فضلا عن فصائل المقاومة تطالب بانهاء الاحتلال قولا وفعلا وقد اعلنت ذلك كرارا ومرارا ، وانه ليس هنام اي ضرورة لتواجد القوات الامريكية في العراق .
-تنتشر شائعات في هذه الأيام عن تأجيل الانسحاب الكامل للأمريكيين من أفغانستان ، ورغم ان هذه المسالة واجهت رفضا تاما من قبل جماعة طالبان ، الان انها يمكن ان تشكل ناقوس خطر جاد حول احتمال اعادة امريكا النظر فيما يخص قرارها بالانسحاب من العراق في نهاية العام الجاري . هذا في حين انه لا يوجد ادنى شك بان الشعب والمسؤولين العراقيين على علم بهذه الحيل والدسائس افضل من اي شخص اخر .
المصدر / العالم