الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تصويب العلاقة بين المرجعية والأمة جزء 5 – تزاحمُ الأولويات

تصويب العلاقة بين المرجعية والأمة جزء 5 – تزاحمُ الأولويات

السيمر / فيينا / الاحد 26 . 12 . 2021  

.. فيما سبق أشرنا إلى وجود أولويات تؤثر على زعامة المؤسسة الدينية وترجّح قراراتِها.
حيث يختلف تشخيصها للمصالح عن تشخيص غيرها من الزعامات المجتمعية والسياسية.
فهي تمتلك معاييرها الخاصة المُستلّة من الوظيفة الشرعية التي تصدت لها
– وبالتالي قد لا تضع مصالح الناس في المقام الأول.
 في المقابل: يعتقد الناس أنهم يحتلّون المقام الأول في سُلّم أولوياتِها .. لذا فهم يطالبونها بإيجاد الحلول لجميع الأزماتِ، لأنهم يرونها “قيادة أبويةً” عليها النهوض بجميعَ وظائف القيادة.
 بينما ترى هي أن وظيفتَها الأهم حفظُ الدين، مقدِمَةً إياها على بقية الوظائف.
رؤيتها هذه تضع وظيفة (حفظ العلوم الدينية) في المقام الأول
وتولي لهذا الدور أهميةً قصوى، تليها وظيفة (تعليم الناس أحكام الحلال والحرام).
– وحفظ العلوم الدينية يستوجب (حفظ المؤسسة) التي تُدرّس تلك العلوم وتتداولها جيلا بعد جيل.
– حفظها بكيانها وإقتدارها وإستقلاليتها
– ومنهجيّتها وأسلوب إدارتها
– وتقاليدها ونمط حياتها
– وشكل علاقتها بالناس
.. وهي إذ ترى نفسَها الراعيَ الأول للدين، فإن حفظَ الدين مرهونٌ ببقاءِ كيانِها العريق الذي تأسّس قبل ألف عام.

 ومن هنا ينشأ التزاحمُ أحياناً بين المصلحة (كما تراها الزعامة الدينية) وبين المصاحة (كما يراها المجتمع).

٢٦ -١٢ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

اترك تعليقاً