السيمر / فيينا / الجمعة 11 . 02 . 2022
3 /تصريحات الاعرجي أثبتت وقائع أهمها :
١- رغم سعي الإعلام لتصوير (موجة رفض شعبية كبرى) ضد تلك التصريحات بإعتبارها إجتراء على مقام المرجعية الدينية ..
.. فالحقيقة الواضحة أنها لم تكن بالمستوى المناسب للحدث . وقد اقتصرت على وقفات محدودة حاول الإعلام (المقاوم) تسليط الضوء عليها، بينما وقفت منصات الإعلام المرجعي متفرجة تنتظر صدور تعليمات ..!
– ماذا عنى ذلك ؟
أ) حدوث تراجع في الرصيد الشعبي للمرجعية طالما حذر المخلصون من حدوثه إذا ما ابتعدت الزعامة المتصدية عن دعم الأمة في أزماتها والوقوف الى جانبها، وهو ما حصل خلال السنتين الماضية باحداثها الكبيرة والساخنة.
ب) الاعلام القريب من المرجعية كعادته لم يتسرّع في الردّ وكذا المؤسسات الكبيرة المرتبطة بها كالعتبات.
– فقد بقوا على حذرهم المعهود في التعاطي مع التيار الصدري وتجنبهم الإصطدام به – خصوصا مع وجود أطراف أخرى تصدت للحدث وأدانته.
٢- الوقفات وبيانات الاستنكار صدرت من أطراف تتبنى النهج الحركي في غالبها . كما جرت وقفات عشائرية مشرفة طغى عليها المزاج المقاوم – وفي ذلك إشارات :
أ) في وقت الأزمة لن يقف للدفاع عن المرجعية الأتباع المهذبون الذين إعتادوا إنتظار صدور توجيهاتها قبل أي حركة، حتى أصبح وضع المتفرج الحيادي صفةً غالبةً إزاء أحداث كبيرة جرت بالعراق والعالم الإسلامي، فهم يسكتون ما سكتت المرجعية ، رغم ان سكوتها يرتبط أحيانا كثيرة بقيود يفرضها وضعها كزعامة ، ولا تنطبق القيود على الأتباع.
ب) الذي وقف مع المرجعية في الشدائد هو خط الإسلام الحركي ، مستنفرا طاقاته
وهو يبادر ويتحرك وفق رؤيته وضميره ولا ينتظر الأوامر والتوجيهات، ولا تخيفه التوازنات ولا يأبه بالتفاهمات، فهو يدرك المخاطر ويتحرك تلقائيا لمواجهتها.
ج) منذ ٢٠٠٣ كان الخط الحركي هو المحامي عن المرجعية والنجف الاشرف، وهو الذي وفّر لها الحماية الأمنية، وأوجد توازنا في القوة، وشكّل عامِل رَدعٍ بوجه من يروم الاعتداء عليها.
د) كما يقف مع المرجعية خط عشائري نقيّ يُدرك أهميتها ويحترم رمزيّتها.
➖ هذه الحادثة تعطي درساً للقائمين على إدارة المرجعيات في النجف الأشرف بضرورة التمسك بهذه القوى الشيعية الوفية ، وعدم التفريط بها – حتى وان كانت تتبع نهجاً حركياً مغايرا للنهج الذي تسير المرجعية عليه.
١١ -٢ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي
4/ النجف الى أين ؟ 4
▪️ بعد ٢٠٠٣ تألقت مواقف السيد السيستاني إزاء قضايا الشأن العام، حتى أصبح الإعلام يحصر عنوان (المرجعية) به رغم وجود مراجع آخرين معاصرين
.. وهم بدورهم آثروا إفراغ الصدارة له لما رأوه من استعداد للتدخل الدقيق في الشأن السياسي العراقي بما يضمن :
١- تحصيل الحقوق المسلوبة للأغلبية الشيعية
٢- معالجة الأزماتِ الحادة
٣- تمثيل النجف بصورة لائقة تحفظ هيبتها
٤- عدم الإنغمار في تفاصيل الشأن السياسي بما يخرج النجف عن دورها التقليدي.
٥- إفتراضهم بقاء المجال مفتوحا أمامهم لإبداء آراءهم والتشاور معهم.
.. لكن جرى الكثير خلال الأعوام التالية، وتغير العديد من المواقف ، وازداد التدخل عمقا يوما بعد يوم – رغم محاولات تجنب الأضواء
– الأمر الذي جعل مكتب السيد متفرداً في رؤيته السياسية، وفي حِدّة التعامل مع اغلب الأطراف الشيعية، الأمر الذي لم يوافقه فيه كثير من العلماء المعاصرين، والذين كانوا ولا زالوا يرون ضرورة لملمة الأطراف الشيعية وإنهاء حالة القطيعة لها ومعالجة الإنحرافات التي شابت أداءها بطريقة مختلفة – كي لا يفقد الشيعة وحدتهم وقوتهم.
– كما رأوا ضرورة انسحاب المرجعية خطوات الى الوراء في بعض الملفات السياسية
– وتجنب التدخلاتِ الصريحة ، لأنها تؤثر سلبا على موقع المرجعية ومكانتها ، وينزع عنها حياديتها.
١١ -٢ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي