أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / قادة الشيعة ضد الاستعمار عبر التاريخ

قادة الشيعة ضد الاستعمار عبر التاريخ

السيمر / فيينا / الخميس 22 . 06 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

تعرض الشيعة للظلم والاضطهاد والاقصاء والابادة والتهميش طيلة قرون من الزمان، بدأ الخلاف في عهد رسول الله ص حول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ونزلت آيات قرآنية وتحدث الرسول ص بأحاديث نبوية عن مكانة الإمام علي بن أبي طالب ع، حتى اقترن حب علي بن أبي طالب بالإيمان وبغض علي ع بالكفر والنفاق، رفض رؤوس  الصحابة السير بجيش اسامة بن زيد،  بمرض رسول الله ص، حيث قام الرسول محمد ص في إرسال رؤوس الصحابة في جيش يقوده شاب صغير اسمه أسامة بن زيد يبلغ عمره ١٧ سنة فقط، رفضوا السير لأنهم يعلمون أن الرسول ص على فراش الموت، بل عادوا إلى المدينة، وعندما أراد الرسول محمد ص  رفضوا  كتابة الوصية ولنا برزية الخميس شاهد حي لحجم الجريمة، بوفاة النبي ص حدث انقلاب السقيفة الذي أسس أساس الخلاف مابين الإمام علي ع وشيعته مع معسكر أنصار السقيفة، وتطور الوضع ووصل الحكم إلى من حارب رسول الله ص في بدر واحد وحنين، وأصبح راس النفاق ابو سفيان جد المؤمنين وابنه معاوية الباغي خال المؤمنين، لولا انقلاب السقيفة لما وصل معاوية للخلافة، نفسه هذا الخال الباغي معاوية قام بقبر نظرية الشورى بتحويل نظام الحكم ملكي دكتاتوري ويحل ولي العهد محل الخليفة معاوية الباغي اذا هلك، وأصبح المسلمون فريقين فريق شيعي وفريق سني، عمل معاوية على إعطاء الأموال لكل من هب ودب في ذكر أحاديث ومناقب للصحابة مقابل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الثابته حول مكانة الإمام علي بن أبي طالب ع.

عمد المؤرخين السنة على عدم ذكر الصحابة الكرام من شيعة علي بن أبي طالب ع وعملوا على تغيبهم بشكل متعمد، وحتى أن الكثير من الشيوخ السنة المنصفين أمثال الدكتور عدنان إبراهيم  تحدثوا عن جريمة تغيب الصحابة من أنصار الإمام علي بن أبي طالب ع بشكل متعمد، بحيث باتت الأمة لاتعرفهم، في معركة اليرموك الفارس الذي قتل فارس الروم هو الصحابي صديق الإمام علي ع وهو الشهيد مالك بن الأشتر النخعي.

تعرض الشيعة للقتل والابادة وتشويه السمعة بأبشع الطرق، كان سبب سقوط الدولة الفاطمية الإسماعيلية الشيعية بسبب مقاومة الفاطميين للاحتلال الصليبي إلى بيت المقدس، بغداد سقطت نتيجة فساد خلفاء بني العباس، بل تعاون الخليفة العباسي مع التتار للقضاء على الدولة البويهية الشيعية الإسماعيلية في إيران، وعسكرت جيوش التتار في مدينة مندلي العراقية قبل ١٢٠ سنة من دخولهم إلى بغداد، وكان التتار يحلبون خلفاء بني العباس بنفس طريقة ترامب في حلب أبقار الخليج، بل جنود التتار هم من ينصبون الخليفة العباسي، ورحم الله أجدادنا الشيعة الفاطميون دخلوا بغداد لعزل الخليفة العباسي لكن جيوش التتار هي من أعادت الخليفة العباسي.

حاول ابن تيمية الضال قلب الحقائق في إلقاء تهمة سقوط بغداد على رجل الدين الشيعي الإمام محب الدين ابن العلقمي الاسدي، ولكن مؤرخين السنة من الذين عاصروا ذلك ومنهم الخطيب البغدادي صاحب كتاب تاريخ بغداد وابن الفوطي في الرياض النضرة وابن الطقطقي اشادوا في الإمام ابن العلقمي الاسدي، بل انفرد الناصبي الكذاب ابن تيمية في اتهام ابن العلقمي وابن أبي الحديد المعتزلي السني بالتعاون مع التاار، رغم أن ابن أبي الحديد مات قبل سقوط بغداد في أكثر من سنة.

لندع الماضي ولنتكلم عن القرن العشرين والقرن الحالي، تكررت المواقف وتعرضت بلداننا للاحتلال والغزو، وثبت أن من قاوم الاحتلال البريطاني والفرنسي هم الشيعة بمختلف مذاهبهم وبقيادة مرجعيات الشيعة الامامية الجعفرية في الكاظمية وسامراء والنجف وكربلاء، ومن قاوم قوات الاحتلال بالجنوب والوسط والأحساء ودمشق واليمن هم الشيعة دون غيرهم، للاسف الإعلام العربي يمتهن أسلوب فضيع في الكذب، المعروف زعيم السنة العرب شريف حسين تعاون مع القوات المحتلة البريطانية والفرنسية، أصدر فتوى أمر العرب من الضباط والجنود بالجيش العثماني بترك الجيش العثماني والهروب، وطلب من خطباء وائمة وشيوخ القبائل السنية بعدم مقاومة القوات البريطانية والفرنسية المحتلة للعراق والجزيرة العربية والشام، بل أرسل مفتي مكة نجله فيصل الأول بمعية الضباط والجنود العرب لاحتلال دمشق وتسليمها الى القوات الفرنسية وفتح الطريق للقوات الفرنسية بالوصول إلى الأناضول والوصول إلى عاصمة الدولة العثمانية، بينما الشيعة مراجع وقبائل وجماهير وقفوا إلى جانب القوات العثمانية في التصدي لقوات الغزو.

ركز الإعلام العربي في إبراز مواقف قيادات سنية قاتلت الاستعمار في ليبيا والمغرب العربي  أمثال محمد بن عبدالكريم الخطابي وعمر المختار، 

بينما الإعلام العربي تكتم على خروج مراجع الشيعة يتقدمون  صفوف الشيعة  لمجاهدة القوات البريطانية والفرنسية الغازية، بالعراق أسماء مراجع الشيعة لاتعد ولاتحصى من المجدد الشيرازي إلى المرجع الخالصي إلى الحبوبي، بالشام الشيخ صالح العلي زعيم الشيعة العلويين هو من قاد مجاهدة القوات الفرنسية واصطف معه السلطان أبن الأطرش زعيم الدروز للمقاومة، والمعروف الدروز إحدى الفرق التي انشقت من الشيعة، الشيعة هم من قاوموا قوات الاحتلال، لذلك الشيعة هم ‏‎المذهب الإسلامي الوحيد في العالم الذي كل قادته استشهدوا للدفاع عن حدود الأوطان،  

و‏‎‎لو أتى الطائفيين  بكل الثواربالعالم  واتى الشيعة بالسيد الخميني العظيم لكفى الشيعة فخرا بذلك، لذلك السيد 

‏‎‎الخميني رمز وطني سليل الدوحة الهاشمية، لكنها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور، بل الإمام الخميني كان يحتضر ويوصي الشعب الإيراني بالصوم والصلاة، 

‏‎‎كل القادة الذي استشهدوا للدفاع عن الدولة العثمانية والدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني بزمننا الحالي  هم من الشيعة بل وأكثر القادة الشهداء هم سادة من ال البيت صلوات الله  عليهم سواء كانوا من الشيعة الجعفرية او الزيدية، أتباع الشهيد الثائر زيد بن علي، سجلت كتب التاريخ جهاد الشيعة ضد القوات البريطانية الغازية للعراق، عشائر الشيعة أسرت قائد القوات البريطانية الغازية بمعركة الكوت مع ١٣٠٠٠ جندي وضابط غازي، وبعد خسارة الدولة العثمانية وتم تجزئة المنطقة العربية، فجر الشيعة ثورة العشرين ثورة، حيث اندلعت ثورة شعبية  في العراق في شهر حزيران عام  1920م، ضد الاحتلال البريطاني، وسياسة تهنيد العراق، تمهيداً لضمه إلى بريطانيا، وواحدة من سلسلة الانتفاضات التي حدثت في الوطن العربي، جراء عدم إيفاء دول الحلفاء بالوعود المقطوعة للخونة قادة العرب وعلى رأسهم شريف مكة العميل مفتي وزعيم العرب السنة ومفتي العالم السني بالعالم، للاسف العرب مضحوك عليهم عبر التاريخ، خدعت بريطانيا وفرنسا  العرب السنة في إعطائهم وعود شفهية وليست مكتوبة على ورق في إعطاء العرب دولة عربية واحدة مستقلة واحدة تقام على مناطق العرب من دولة الخلافة العثمانية، وتعد  ثورة العشرين الحدث الثاني خلال ست سنوات، الحدث الأول عام ١٩١٤ في مقاومة الاحتلال البريطاني، والحدث الثاني تفجير ثورة العشرين قادها مراجع الشيعة لطرد قوات الاحتلال البريطاني.

كان  موقف المؤسسة الدينية لم يكن مقتصراً على تحريك الأحداث السياسية العراقية الداخلية أبان تلك المدة بل تعدى إلى المساندة الإقليمية في الأحداث التي تتعرض لها المنطقة بأسرها، بل مراجع الشيعة  في عام (1911) عندما اجتاحت القوات الروسية شمال إيران اثر الخلاف المائي الحاصل بينهما وقيام القوات البريطانية باحتلال جنوب إيران حين بررت تلك الدولتان إن الهجوم على إيران جاء استنادا على اتفاقية عام (1907) ، كما وعملت القوات الروسية إلى قتل علماء الدين في تبريز وإشاعة الرعب في صفوف الناس، وعندها أعلن علماء الدين في العراق وخاصةً في النجف الأشرف الجهاد ضد القوات الروسية الغازية ومنهم الاخوند الخراساني الذي أوعز بنصب الخيام خارج مدينة النجف لتعبئة الجماهير استعدادا لمواصلة الجهاد ضد الغزاة، يكفي فخرا الشيعة قاتلوا القوات الروسية الغازية قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، ورفض قادة الشيعة التعامل مع القنصلية البريطانية بالعراق، بينما زعيم العالم العربي السني وأتباعه وقعوا على اتفاقيات عرف في اسم حسين مكماهون، 

في وقت كان العالم العربي السني قياداته تتعاون مع بريطانيا وفي عام ١٩١١ يجتمع  علماء الدين من شيعة ال البيت عليهم السلام  في مدينة الكاظمية بعقد اجتماع أصدروا فتوى الجهاد ضد القوات الروسية الغازية والتي وصلت إلى قصر شيرين وقضاء خانقين، مراجع الشيعة الذين أعلنوا الجهاد كل من،  السيد مهدي الحيدري والشيخ مهدي الخالصي والسيد إسماعيل الصدر والسيد عبد الله المازندراني والشيخ فتح الله الاصفهاني والشيخ محمد حسين النائيني والسيد علي الداماد والسيد مصطفى الكاشاني والسيد محمد تقي الشيرازي المقيم في سامراء، وكان للفتوى دور مهم في منع القوات الروسية في التوجه إلى احتلال كركوك حيث كانت الأطماع موجهة نحو كركوك بعد اكتشاف النفط بها، حسب ما ذكره المستر هنري فوستر في أطروحته للدكتوراه التي تحمل اسم نشأة العراق الحديث.

علماء وأبناء الشيعة مشاريع رفض الاحتلال والتعاون معه، وهذه هي نقطة مهمة انفرد بها الشيعة وكانت السبب لتعرضهم للذبح والقتل والابادة، لننظر للقوى المقاومة الآن بالشرق الأوسط فتجد كلهم شيعة، بينما عملاء الاستعمار هم نفسهم معسكر شريف حسين مفتي مكة ومن لف لفهم.

22/6/2023

اترك تعليقاً