أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)

الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)

فيينا / الثلاثاء 25 . 06 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

جاء في کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني: عن (العذاب الواقع): ومن الآيات النازلة بعد نص الغدير قوله تعالى من سورة المعارج: “سأل سائل بعذاب واقع للكافرين * ليس له دافع * من الله ذي المعارج” (المعارج 1-3) وقد أذعنت به الشيعة وجاء مثبتا في كتب التفسير والحديث لمن لا يستهان بهم من علماء أهل السنة ودونك نصوصها منها الحافظ أبو عبيد الهروي المتوفى بمكة 223 / 4 المترجم ص 86 روى في تفسيره غريب القرآن قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم غدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري. فقال: يا محمد؟ أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وبالصلاة والصوم والحج والزكاة فقبلنا منك ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شيء منك أم من الله؟ فقال رسول الله: والذي لا إله إلا هو أن هذا من الله. فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: أللهم؟ إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله وأنزل الله تعالى: “سأل سائل بعذاب واقع” (البروج 1). الآية. أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفى 427 / 37، قال في تفسيره (الكشف والبيان): إن سفيان بن عيينة سئل عن قوله عز وجل: سأل سائل بعذاب واقع فيمن نزلت؟ فقال للسائل سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك. حدثني أبي عن جعفر ابن محمد عن آبائه صلوات الله عليهم قال: لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها فقال: يا محمد؟ أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شيء منك أم من الله عز وجل؟ فقال: والذي لا إله إلا هو أن هذا من الله. فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: أللهم؟ إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إليها حتى رماه الله تعالى بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله وأنزل الله عز وجل: “سأل سائل بعذاب واقع” (البروج 1) الآيات.

ويستطرد الشيخ عبد الحسين الأميني عن (العذاب الواقع) قائلا: الحاكم أبو القاسم الحسكاني المترجم ص 112 روى في كتاب دعاة الهداة إلى أداء حق الموالاة فقال: قرأت على أبي بكر محمد بن محمد الصيدلاني فأقر به، حدثكم أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني، حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الأسدي، حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي (ابن ديزيل)، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان بن سعيد (الثوري)، حدثنا منصور عن ربعي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. قال النعمان ابن المنذر (فيه تصحيف) الفهري: هذا شيء قلته من عندك؟ أو شيء أمرك به ربك؟ قال: لا. بل أمرني به ربي. فقال: أللهم؟ أنزل ( كذا في النسخ ) علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتى جاءه حجر فأدماه فخر ميتا فأنزل الله تعالى: “سأل سائل بعذاب واقع” (البروج 1). شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654، رواه في تذكرته ص 19 قال: ذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال ذلك (يعني حديث الولاية) طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتاه على ناقة له فأناخها على باب المسجد ثم عقلها وجاء فدخل في المسجد فجثا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد؟ إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك ذلك، وأنك أمرتنا أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ونصوم رمضان ونحج البيت ونزكي أموالنا فقبلنا منك ذلك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته على الناس وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شيء منك أو من الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احمرت عيناه: والله إن كان ما يقول محمد حقا فأرسل من السماء علينا حجارة أو ائتنا بعذاب أليم. قال: فوالله ما بلغ ناقته حتى رماه الله من السماء بحجر فوقع على هامته فخرج من دبره ومات وأنزل الله تعالى: “سأل سائل بعذاب واقع” (البروج 1) الآيات. السيد محمود بن محمد القادري المدني، قال في تأليفه ـ الصراط السوي في مناقب النبي: قد مر مرارا قوله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث قالوا: وكان الحارث بن النعمان مسلما فلما سمع حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. شك في نبوة النبي ثم قال: أللهم؟ إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. ثم ذهب ليركب راحلته فما مشى نحو ثلث خطوات حتى رماه الله عز وجل بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله فأنزل الله تعالى: “سأل سائل بعذاب واقع” (البروج 1) الآيات. يقول الله تعالى عن الذين يكذبون بآيات الله “وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين” (العنكبوت 18).

جاء في کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني: إن سورة المعارج مكية باتفاق أهل العلم فيكون نزولها قبل واقعه الغدير بعشر سنين أو أكثر من ذلك. (الجواب): إن المتيقن من معقد الإجماع المذكور هو نزول مجموع السورة مكيا لا جميع آياتها فيمكن أن يكون خصوص هذه الآية مدنيا كما في كثير من السور، ولا يرد عليه أن المتيقن من كون السورة مكية أو مدنية هو كون مفاتيحها كذلك، أو الآية التي انتزع منها اسم السورة، لما قدمناه من أن هذا الترتيب هو ما اقتضاه التوقيف لا ترتيب النزول، فمن الممكن نزول هذه الآية أخيرا وتقدمها على النازلات قبلها بالتوقيف، وإن كنا جهلنا الحكمة في ذلك كما جهلناها في أكثر موارد الترتيب في الذكر الحكيم، وكم لها من نظير ومن ذلك. 1 ـ سور العنكبوت فإنها مكية إلا من أولها عشرة آيات كما رواه الطبري في تفسيره في الجزء العشرين ص 86، والقرطبي في تفسيره 13 ص 323، والشربيني في السراج المنير 3 ص 116. 2 ـ سور الكهف فإنها مكية إلا من أولها سبع آيات فهي مدنية وقوله: “واصبر نفسك” (الكهف 28) الآية. كما في تفسير القرطبي 10 ص 346، وإتقان السيوطي 1 ص 16. 3 ـ سورة هود مكية إلا قوله: “وأقم الصلاة طرفي النهار” (هود 114). كما في تفسير القرطبي 9 ص 1 وقوله: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك كما في السراج المنير 2 ص 40. 4 ـ سورة مريم مكية إلا آية السجدة وقوله: “وإن منكم إلا واردها” (مريم 71). كما في إتقان السيوطي 1 ص 16. 5 ـ سورة الرعد فإنها مكية إلا قوله: “ولا يزال الذين كفروا” (الرعد 31). وبعض آيها الأخر أو بالعكس كما نص به القرطبي في تفسيره 9 ص 278، والرازي في تفسيره ج 6 ص 258، والشربيني في تفسيره 2 ص 137. 6 ـ سورة إبراهيم مكية إلا قوله: “ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله” (إبراهيم 28). الآيتين نص به القرطبي في تفسيره 9 ص 338، والشربيني في السراج المنير 2 ص 159. 7 ـ سورة الإسراء مكية إلا قوله: “وإن كادوا ليستفزونك من الأرض” (الإسراء 76) إلى قوله: “واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا” (الإسراء 80). كما في تفسير القرطبي 10 ص 203، والرازي 5 ص 540، والسراج المنير 2 ص 261. 8 ـ سورة الحج مكية إلا قوله: “ومن الناس من يعبد الله على حرف” (الحج 11). كما في تفسيري القرطبي 12 ص 1، والرازي 6 ص 206، والسراج المنير 2 ص 511. 9 ـ سورة الفرقان مكية إلا قوله: “والذين لا يدعون مع الله إلها آخر” (الفرقان 68). كما في تفسير القرطبي 13 ص 1، والسراج المنير 2 ص 617. 10 ـ سورة النمل مكية إلا قوله: “وإن عاقبتم فعاقبوا” (النحل 126). الآية. إلى آخر السورة، نص بذلك القرطبي في تفسيره 15 ص 65، والشربيني في تفسيره 2 ص 205. 11 ـ سورة القصص مكية إلا قوله: “الذين آتيناهم الكتاب من قبله” (القصص 52) وقيل: إلا آية: “إن الذي فرض عليك القرآن” (القصص 85). الآية. كما في تفسيري القرطبي 13 ص 247، والرازي 6 ص 585.

ويستطرد الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير في الكتاب والسنّة والأدب عن نزول الآيات: 12 ـ سورة المدثر مكية غير آية من آخرها على ما قيل كما في تفسير الخازن 4 ص 343. 13 ـ سورة القمر مكية إلا قوله: “سيهزم الجمع ويولون الدبر” (القمر 45)، قاله الشربيني في السراج المنير 4 ص 136. 14 ـ سورة الواقعة مكية إلا أربع آيات كما في السراج المنير 4 ص 171. 15 ـ سورة المطففين مكية إلا الآية الأولى ومنها انتزع إسم السورة كما أخرجه الطبري في الجزء الثلاثين من تفسيره ص 58. 16 ـ سورة الليل مكية إلا أولها ومنها إسم السورة كما في الإتقان 1 ص 17. 17 ـ سورة يونس مكية إلا قوله: وإن كنت في شك. الآيتين أو الثلاث أو قوله: “ومنهم من يؤمن به” (يونس 40). كما في تفسير الرازي 4 ص 774، وإتقان السيوطي 1 ص 15، وتفسير الشربيني 2 ص 2. (كما أن غير واحد من السور المدنية فيها آيات مكية) منها: سورة المجادلة فإنها مدنية إلا العشر الأول ومنها تسمية السورة كما في تفسير أبي السعود في هامش الجزء الثامن من تفسير الرازي ص 148، والسراج المنير 4 ص 210. ومنها: سورة البلد مدنية إلا الآية الأولى (وبها تسميتها بالبلد) إلى غاية الآية الرابعة كما قيل في الإتقان 1 ص 17. وسور أخرى لا نطيل بذكرها المجال. على أن من الجائز نزول الآية مرتين كآيات كثير نص العلماء على نزولها مرة بعد أخرى عظة وتذكيرا، أو اهتماما بشأنها، أو اقتضاء موردين لنزولها غير مرة نظير البسملة، وأول سورة الروم، وآية الروح، وقوله: “ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين” (التوبة 113). وقوله: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به” (النحل 126). إلى آخر النحل. وقوله: “من كان عدوا لله” (البقرة 98). الآية. وقوله: “أقم الصلاة طرفي النهار” (هود 114). وقوله “أليس الله بكاف عبده” (الزمر 36). وسورة الفاتحة فإنها نزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة ومرة بالمدينة حين حولت القبلة. ولتثنية نزولها سميت بالمثاني.

اترك تعليقاً