الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 70): الأسماك (ومن كل تأكلون لحما طريا)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 70): الأسماك (ومن كل تأكلون لحما طريا)

فيينا / الجمعة 25. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في الموسوعة الحرة عن الفاو: في ساعات الصباح الأولى يجتمع صيادو الأسماك في منطقة (النكعة) وهي المكان الذي يقع على جرف شط العرب شرقي المدينة ويجمع فيه الصيادون صيدهم ليباع فيها. سوق السمك في المدينة مزدهرة كمّاً ونوعاً بمختلف أنواع الأسماك والروبيان. كميات السمك المعروض تتطابق مع حجم سكان المدينة ويتم بيع الباقي إلى المحافظات الأخرى.
 
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ” وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ” وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (فاطر 12) “وما يستوي البحران هذا عذب فرات” شديد العذوبة “سائغ شرابه” شربه، “وهذا ملح أجاج” شديد الملوحة، “ومن كل” منهما “تأكلون لحما طريا” هو السمك “وتستخرجون” من الملح، وقيل منهما “حلية تلبسونها” هي اللؤلؤ والمرجان، “وترى” تُبصر “الفلك” السفن “فيه” في كل منهما “مواخر” تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه مقبلة، ومدبرة بريح واحدة، “لتبتغوا” تطلبوا “من فضله” تعالى بالتجارة، “ولعلكم تشكرون” الله على ذلك.
 
في دراسة لجامعة البصرة عن مقومات إنشاء مزارع الأسماك في محافظة البصرة للدكتورة ابتسام خاجي وعمار عبد الرحيم: توفر السوق:  لا يمكن تجاهل ما للسوق من أثر مباشر على عمليات الاستزراع السمكي، لان السوق يمثل الجانب الثاني من جوانب الإنتاج.  يتأثر الطلب على الأسماك بكل من الزيادة السكانية، ومستوى الدخل، وأسعار اللحوم البديلة،التي تستحوذ محافظة البصرة على 97 % من جملة سكان العراق  وهذا يجعلها سوقاً استهلاكية واسعة،حيث بلغ متوسط إنفاق الفرد اليومي على الغذاء حوالي 1590 دينار عراقي.  وتعد الأسماك وجبة أساسية للاستهلاك الشعبي وهذا هو السبب في ارتفاع مستوى الطلب عليها. إذ بلغ متوسط استهلاك الفرد من الأسماك في الدول العربية حوالي 611\ كغم سنة خلال عام 2008 مقابل 516 كغم \سنة على المستوى العالمي. فيما لم يحصل الفرد العراقي سوى 51 كغم من السمك سنويا، وهذه نسبة متدنية جدا لا تتناسب مع ما تتمتع به المحافظة من خصائص اقتصادية وبشرية وطبيعية توفر لها إمكانات لاحدود لها للاتجاه نحو التخصص الإقليمي. وعادة ما تلجاُ العوائل الفقيرة الى المستورد بسبب أسعاره المناسبة مقارنة بأسعار الأسماك المحلية على سبيل المثال فقد وصل سعر الكيلو غرام من سمك الكارب الاعتيادي ألسمتي 7000 دينار عراقي، أما سعر الكيلو غرام من السمك المستورد الحمام 1500 دينار عراقي.
 
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه “وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿فاطر 12﴾ هذه الآية من الآيات الكونية، وهي تشير إلى تنوع الماء عذوبة وملوحة، وهذا التنوع وان استند مباشرة إلى أسبابه الطبيعية فإنها تنتهي إلى خالق الطبيعة ومبدعها. وتقدم مثله في الآية 53 من سورة الفرقان ج 5 ص 476 “ومن كل” واحد من البحرين “تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا” كالسمك “وتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”. تقدم بالنص الحرفي في الآية 13 من سورة النحل ج 4 ص 502.
 
جاء في موقع 964 عن صيادوا البصرة لـ964: هذا ما يجري خلال رحلاتنا في الخليج.. وسفننا تبحر حتى السعودية بتأريخ 2023: “طبكة البحرية” وفيديوهات العم ناصر: يقول نبيل أنه يتوجه إلى منطقة “طبكة البحرية” وتسمى أيضاً “بين الطبكتين” وهي تبعد 40 كم عن مرسى الزوارق في “النكعة” وفي بعض الأحيان تأخذهم الأمواج ووفرة الصيد إلى منطقة “عالي الميناء”، قرب رأس البيشة، وهي رأس الساحل العراقي شمال الخليج العربي. أما العم ناصر وهو من هواة الصيد على متن الزوارق الكبيرة، فيخص شبكة 964 بين الحين والآخر بلقطات جميلة من رحلاته ويظهر في الفيديو الرئيسي لهذا التقرير خلال رحلة في شهر شباط الماضي. يقول العم ناصر انه يصل في بعض الرحلات، إلى منطقة “المشكية” مقابل منطقة “الخفجي” في المملكة العربية السعودية وتستمر هذه الرحلة لمد 5 أيام. “أم ثلاث” وأم قصر: وهناك رحلة لمدة 3 أيام تصل إلى منطقة “عالي الخليج” وهي آخر نقطة من المياه الإقليمية العراقية باتجاه الخليج العربي حسب العم ناصر الذي يضيف أن السفن تصل بعد ذلك إلى محطات بحرية عديدة مثل، منطقة “أم ثلاث” واسمها يشبه اسم “أم قصر”، ثم تأتي “القيعان” والشعب المرجانية مثل “گوعة الشيخ” وسواها. ذائقة العراقيين تتغير بالبحر والسفر: يقول باعة الجملة في مزاد الفاو اليومي انهم صاروا يبيعون أكثر خلال السنوات الخمسة الماضية، وبات الزبائن يتزايدون من بغداد، فلم تكن هناك محلات للأسماك البحرية في النجف مثلا، أما اليوم فإن في كل المدن الرئيسية مطاعم مخصصة للأطباق البحرية حتى في أربيل، ويأتي الزبائن كل يوم أو يتصلون لكي نرسل لهم الأسماك الطازجة عبر الطريق البري. ويعلل هؤلاء الأمر بتغيير واضح في ذائقة المستهلك العراقي، خصوصا بعد تزايد السفر والسياحة نحو شواطئ البحر المتوسط في سوريا ولبنان وتركيا، حيث تزدهر الأكلات البحرية، وتعتبر البصرة السوق الوحيد في العراق لأسماك البحر، وسمكها يصل طازجا أكثر إلى مدن البلاد رغم ارتفاع اسعاره في الغالب. في 964 كل يوم.. مد وجزر ومزاد: تنفرد شبكة 964 بنشرة يومية عن حال البحر ومواعيد المد والجزر، كما تواظب على نشر قائمة بأسعار الأسماك بعد كل مزاد صباحي في الفاو، وتتابع أخبار الصيادين الذين لا يحظون بتغطية لأنشطتهم التجارية والبحرية المعقدة احيانا، وسط العواصف، أو بسبب حساسيات أمنية وسياسية في المياه الإقليمية. شهادة القباطنة وإسناد على اليابسة: لكن بحارة العراق بشهادة القباطنة والملاحين في شركة الموانئ وشركة الناقلات البحرية، يبتكرون أساليب ذكية للتكيف مع الظرف العراقي، ويعقدون صفقات تتعلق ببيع وشراء السمك ومعدات الصيد والتزود بالوقود في عرض البحر. وهناك على اليابسة فنيون ماهرون يقومون بإسنادهم في صيانة السفن وتحوير محركات حديثة تضمن سلامة أكبر للرحلات، فالعراق يفتقد حتى الآن لسفن صيد حديثة بعد ما حل بأسطول الصيد الكبير الذي شكلته الشركة العامة لصيد الأسماك، وتدميره خلال حرب الخليج الثانية عام 1991.  

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً