الرئيسية / مقالات / الكاردينال ساكو (منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) (ح 4)

الكاردينال ساكو (منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) (ح 4)

فيينا / الخميس 24. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
عن موقع زاكروس السوداني يؤكد دعمه ترشيح الكاردينال لويس ساكو لمنصب بابا الفاتيكان: أكد رئيس مجلس الوزراء الاتحادي، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، دعم ترشيح الكاردينال لويس ساكو لمنصب بابا الفاتيكان. وقال السوداني في تدوينة على حسابه الرسمي على منصة إكس اليوم: “نؤكد دعمنا لغبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس (لروحه الرحمة) بالكرسي الرسولي في الفاتيكان، نظرا لما يتمتع به غبطته من حضور محلي ودولي، ولدوره في نشر السلام والتسامح”. وأضاف “‏بلدنا العراق هو أحد أهم الأماكن التي عاش فيها أبناء الديانة المسيحية متآخين مع بقية الأديان على مدار التاريخ، وهو اليوم يضم أتباع جميع الكنائس، بما يمثله هذا الأمر من محبة وأخوة بين المؤمنين من مختلف الأديان”. ورحل البابا فرنسيس عن عمر 88 عاما، أمس الإثنين، وبدأت الأنظار تتجه نحو الفاتيكان في ترقب لحدث كبير سيعيد تشكيل قيادة الكنيسة الكاثوليكية حول العالم. ومن بين أسماء الكرادلة المرشحين لخلافة البابا، برز المرشح الوحيد من الشرق الأوسط، وهو البطريرك لويس ساكو. وبالرغم من أن اسمه ليس من ضمن المرشحين الأبرز ليكونوا بابا الفاتيكان الجديد، إلا أن التقارير تشير إلى أنه من بين الأسماء المطروحة لخلافة البابا فرنسيس. مار لويس روفائيل الأول ساكو، ولد 4 تموز 1948، هو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم منذ  2013. ولد في مدينة زاخو في إقليم كوردستان، وعين كاهنا في أبرشية الموصل الكلدانية في عام 1974. حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة البابوية في روما عام 1983، وماجستير في الفقه الإسلامي سنة 1984، كما حاز لاحقا على شهادة دكتوراه من جامعة السوربون سنة 1986. وتم انتخابه بطريركا على الكنيسة الكلدانية في سينودس الكنيسة بروما خلفا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي في 1 شباط 2013. و تم تعيينه عضوا في المجلس الاقتصادي الفاتيكاني في يناير 2022. وحاز ساكو على عدة أوسمة وتشريفات منها وسام الدفاع عن الإيمان من إيطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية ووسام القديس إسطيفان عن حقوق الإنسان من ألمانيا. كما ألف ونشر ما يزيد عن 200 مقال و20 كتاب في مجالات علم اللاهوت المسيحي والفقة.
 
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن قسيسين “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ” ﴿المائدة 82﴾ ذكر تعالى معاداة اليهود للمسلمين فقال: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا” وصف اليهود والمشركين بأنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، لان اليهود ظاهروا المشركين على المؤمنين، مع أن المؤمنين يؤمنون بنبوة موسى والتوراة التي أتى بها، فكان ينبغي أن يكونوا إلى من وافقهم في الإيمان بنبيهم وكتابهم، أقرب وإنما فعلوا ذلك حسدا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. “وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى” يعني الذين قدمنا ذكرهم من النجاشي ملك الحبشة، وأصحابه، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعطا، والسدي، والذين جاؤوا مع جعفر مسلمين، عن مجاهد “ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ” أي: من النصارى “قِسِّيسِينَ” أي: عبادا، عن ابن زيد. وقيل: علماء، عن قطرب. وقيل: إن النصارى ضيعت الإنجيل، وأدخلوا فيه ما ليس فيه، وبقي من علمائهم واحد على الحق والاستقامة، فهو قسيسا، فمن كان على هداه ودينه فهو قسيس. “وَرُهْبَانًا” أي: أصحاب الصوامع “وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ” معناه: أن هؤلاء النصارى الذين آمنوا، لا يستكبرون عن اتباع الحق، والانقياد له، كما استكبر اليهود وعباد الأوثان، وأنفوا عن قبول الحق. أخبر الله تعالى في هذه الآية عن عداوة مجاوري النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليهود، ومودة النجاشي وأصحابه الذين أسلموا معه من الحبشة، لأن الهجرة كانت إلى المدينة، وبها اليهود، وإلى الحبشة، وبها النجاشي وأصحابه.
 
جاء في موقع أبونا عن البطريرك ساكو: العراق بحاجة لتطبيق مفهوم المواطنة واعتماد دستور مدني: الكاردينال لويس روفائيل ساكو: الوطن، هو مساحة من الأرض محددة، تسمى البلد Country، ننتمي إليه ونحمل اسمه ونعيش فيه. الوطن، يحتضن جميع بناته وابنائه على حدٍّ سواء. يحترم تنوع الأعراق والأديان والطوائف، الذي يُشكِّل بالنسبة لنا النسيج العراقي المتعدد الألوان على مرِّ القرون. المواطنون ليسوا نمطاً واحداً جامداً، لكنهم متنوعون، لذا ينبغي الاعتراف بحقهم في الاختلاف، ومساعدتهم على إدارة علاقاتهم ليعيشوا بكرامة وحرية وتناغم ومساواة. الشراكة والاخوة والتضامن توفر لهم السلم المجتمعي، والاستقرار والطمأنينة. الدولة، كيان معنوي لا دين لها، الدينُ للأفراد. اليوم لا يمكن قبول حكم مسيحي أو إسلامي أو يهودي إحتراماً لواقع التنوع والتعددية، كما هو الحال في الغرب بعد الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر (1789 – 1799)، حيث فصلت الكنيسة عن الدولة ليتفرغ الدين لرسالته الروحيّة السامية وعدم السماح لاستغلاله وتشويهه كما حصل في تاريخ الأديان. المواطنة، Citizenship، تشير الى انتماء الفرد الى بلده والشعور بعضويته فيه وحمل جنسيته، والتمتع بكامل الحقوق والامتيازات التي تكفلها الدولة له، والواجبات التي يتعيّن عليه الالتزام بها بدقة. ينبغي تطبيق مفهوم المواطنة لانها توحد الجميع وتشجع التعاون، وهي واقعيًّا مستقبل البلد وتطوره. المواطنة، مجموعة من القواسم المشتركة، والقيم والأخلاق تتمثل بحبّ الوطن والتمسك بالهوية الوطنية الشاملة، والإخلاص والأمانة والنزاهة، والمروءة للدفاع عنه وحمايته والسعي لتطويره. هذه القيَم مردودُها سيكون كبيراً على البلاد والعباد. من المؤسف ان العديد من الأشخاص يحملون جنسية وطنهم، لكن ولاءهم ليس له، ويتدحثون باسم الدين المسلم أو المسيحي، لكن لا يلتزمون بأخلاق الدين الحميدة، انما يبحثون عن مصالح خاصة لا علاقة لها بمصلحة الوطن، ويخالفون مقتضيات المواطنة الصالحة التي هي أساس التغيير والتقدم نحو الأفضل.
 
يعتبر الاسلام ان المسيحية هي الاقرب الى الاسلام لانهم لا يتميزون بالتكبر ولديهم المتعبدون الاخيار كما هو حال المسلمين”وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ” (المائدة 82).
 
جاء في موقع أبونا عن رسالة الكاردينال لويس ساكو إلى الكنيسة الكلدانية بمناسبة شفيعها عيد مار توما: الرابطة الكلدانيّة: ودعا البطريرك ساكو جميع الكلدان حول العالم إلى “دعم الرابطة الكلدانية التي ولدت قبل خمس سنوات، وقطعت شوطًا جيدًا بالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتها”، كما دعا “كل كلدانية، وكل كلداني أن يتآزر معها، ويساندها معنويًا وماديًا لتقوم برسالتها الإنسانية والاجتماعية والثقافية. على الكل أن يظهروا لها عضدًا قويًا. ولنا الأمل أن يقوم المؤتمر القادم بتقييم المسيرة وإعادة النظر في الهيكلية”. وأكد على أن “الكلدانية ليست مذهبًا؛ فلا يوجد في الدنيا مذهب اسمه كلداني، كما لا يوجد مذهب اسمه أرمني. هذا هراء مذهب الكنيسة الكلدانية كاثوليكي، أما هوية شعبها فهي الكلدانية”. تأجيل سينودس هذا العام: ولفت إلى أنه “يبدو هذا العام أننا لن نتمكن من عقد سينودسنا السنوي في شهر آب كعادة كل عام، بسبب جائحة كورونا وإغلاق الحدود وتعليق الرحلات، فأرجاناه إلى أجل غير مسمى. نأمل أن تزول الجائحة وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي، ونقدر عقده في نهاية هذه السنة أو في بداية العام القادم”. وختم البطريرك ساكو رسالته بالقول: “لتكن صلاة مار توما وشفاعته معنا جميعًا”.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً