فيينا / الجمعة 09. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
توّج المنتخب المغربي ببرونزية غير مسبوقة في تاريخ مشاركته والعرب في دورة الألعاب الاولمبية عندما لقّن غريمه المصري درساً وسحقه بسداسية نظيفة الخميس على ملعب “لا بوجوار” في نانت في مباراة تحديد المركز الثالث لمسابقة كرة القدم في ألعاب باريس.
وسجل عبد الصمد الزلزولي (23) وسفيان رحيمي (26 و64) وبلال الخنوس (51) وأكرم النقاش (73) وأشرف حكيمي (87) أهداف المغرب الذي منح العرب الميدالية الاولى في الكرة المستديرة في تاريخ مشاركاتهم في الالعاب الاولمبية.
ولم يحرز العرب في تاريخ مشاركاتهم في الأولمبياد سوى ميداليتين في الألعاب الجماعية، كانتا برونزية لفريق قفز الحواجز السعودي في رياضة الفروسية في دورة لندن 2012 وبرونزية لثنائي الكرة الطائرة الشاطئية القطريين أحمد تيجان وشريف يونس في طوكيو صيف 2021.
وهي الميدالية الثانية للمغرب في أولمبياد باريس وجاءت بعد 24 ساعة على تتويج العداء سفيان البقالي بذهبية سباق 3 الاف م موانع.
وتلتقي فرنسا المضيفة وإسبانيا الوصيفة الجمعة على ملعب “بارك دي برانس” في المباراة النهائية في سعي كل منهما إلى اللقب الثاني في تاريخه بعدما نالت الاولى ذهبية عام 1984 في لوس أنجليس، والثانية بعد نسختين على أرضها في برشلونة 1992.
الجلاد رحيمي
وكلَّل المغرب مشواره الرائع في البطولة التي بلغ نصف النهائي فيها للمرة الاولى في تاريخه وتوجها بميدالية، محققاً أفضل مما فعله أسود الأطلس في مونديال قطر 2022 عندما بلغوا نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخهم أيضاً لكنهم أنهوا المسابقة في المركز الرابع.
وجدد المغرب تفوقه على مصر بعدما كان تغلب عليها 2-1 بعد التمديد في المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا تحت 23 عاما وتوج باللقب على أرضه في المغرب.
أمام أكثر من 35 الف متفرج، قدّم المنتخب المغربي مباراة مثالية بالانتشار الجيد للاعبيه على أرضية الملعب واستغلالهم للفرص التي أبدعوا في صناعتها.
وتألق أكثر من لاعب في صفوف المغرب، ويبقى الهداف رحيمي أبرزهم بتسجيله ثنائية عزز بها موقعه في صدارة الهدافين برصيد ثمانية أهداف فعادل إنجاز مهاجم مصر مصطفى رياض، كأفضل هداف عربي في نسخة واحدة بعدما هزّ الأخير الشباك ثماني مرات في نسخة 1964.
في المقابل، دفع الفراعنة ثمن التوتر والعصبية الى جانب الإصابة المبكرة لمهاجمهم المؤثر أحمد سيد “زيزو”، كما بدا التعب عليهم بسبب التمديد الذي اضطروا الى خوضه ضد فرنسا المضيفة 1-3 في نصف النهائي.
وفشلت مصر في فك عقدة مباراة تحديد المركز الثالث في مشاركتهم الثانية عشرة وخسروها للمرة الثالثة وبنتيجة كبيرة أيضاً بعد عام 1928 في أمستردام أمام إيطاليا 3-11، وعام 1964 بألوان الجمهورية العربية المتحدة أمام ألمانيا 1-3.
“التعب نال منا”
كما فشل مدرّبها البرازيلي روجيرو ميكالي في الظفر بثاني ميدالية أولمبية في مسيرته التدريبية بعدما قاد منتخب بلاده الى اللقب الغالي للمرة الاولى في تاريخها عام 2016 على أرضها في ريو دي جانيرو.
وعلق قائد مصر محمد النني على الخسارة قائلا “لم نكن نتوقع الخسارة بهذه النتيجة، دخلنا المباراة ونحن نعرف أهميتها ونطمح الى الفوز بميدالية لكن التعب نال من اللاعبين. اللياقة البدنية مهمة جدا في مثل هذه البطولات، ولعب مباراة كل ثلاثة أيام والسفر بين المدن لخوضها إضافة الى لعبنا 120 دقيقة في نصف النهائي أثر علينا كثيرا”.
وتابع “كنا نرغب في العودة في الشوط الثاني لكن شباكنا استقبلت الهدف الثالث الذي كان بمثابة ضربة قاضية. انهرنا بعد ذلك. هذه هي كرة القدم، لم نكن في يومنا، ونعتذر للجماهير، لم نكن نتمنى إنهاء المشوار بهذه الطريقة خصوصا بعدما بذلنا كل ما في وسعنا وحققنا انجاز بلوغ نصف النهائي وخوض مباراة المركز الثالث للمرة الاولى منذ 60 عاما أمام منتخبات قوية مثل اسبانيا والباراغواي وفرنسا”.
– هدفان في ثلاث دقائق –
وضغط المنتخب المغربي منذ البداية لكن الفرص الخطيرة كانت مصرية أولها تسديدة لزيزو من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية ابعدها حارس المرمى منير المحمدي قبل أن يشتتها الدفاع (6)، وثانية عندما مرر أسامة فيصل كرة خلف الدفاع اثر هجمة مرتدة الى زيزو الذي سددها قوية من حافة المنطقة أبعدها المحمدي إلى ركنية (10).
وتعرض زيزو الى إصابة في فخذه الايسر عقب التسديدة فترك مكانه لسعد مصطفى (12).
وكاد رحيمي يفعلها اثر تمريرة عرضية زاحفة لمهاجم فياريال الإسباني إلياس أخوماش ارتطمت بأحد المدافعين والتقطها الحارس علاء حمزة بسهولة (16).
ونجح الزلزولي في افتتاح التسجيل من تسديدة رائعة بيمناه من داخل المنطقة أسكنها الزاوية اليسرى البعيدة للحارس حمزة (23).
وأضاف رحيمي الثاني برأسية من مسافة قريبة اثر تمريرة عرضية للزلزولي (26).
مهرجان تهديفي
في الوقت الذي اندفع فيه المنتخب المصري محاولاً تقليص الفارق مطلع الشوط الثاني، وجه الخنوس الضربة القاضية للفراعنة بتسجيله الهدف الثالث بتسديدة زاحفة بيمناه من خارج المنطقة (51).
وأضاف رحيمي هدفه الشخصي الثاني والرابع لمنتخب بلاده عندما تلقى كرة من أخوماش خلف الدفاع فهيأها لنفسه وسددها بيسراه من خارج المنطقة على يسار الحارس حمزة (64).
وأضاف المدافع النقاش الهدف الخامس إثر تلقيه تمريرة من رحيمي تابعها من مسافة قريبة على يسار حمزة (73)، قبل أن يختم حكيمي المهرجان بركلة حرة مباشرة رائعة من خارج المنطقة (87).
© 2024 AFP