فيينا / السبت 17. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
ساوى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين او اللاجئين والأنصار وهم أهل بلد اللجوء. قال الله تبارك وتعالى “وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (الانفال 75)، و”إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة ” (الحجرات 10)، و” وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (الحشر 9). قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) و (المسلم أخو المسلِمِ لا يخونه ولا يَكذِبه ولا يخذله، كلُّ المسلم على المسلم حرام، عِرْضه وماله ودمه). وقال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم عن الانصار الذين يمثلون اهل دولة اللجوء بالمفهوم الحالي (وأنتم معشرَ الأنصارِ فجزاكمُ اللهُ خيراً، فإنَّكم ما علمتُ أعفةٌ صُبُرٌ).
عن تفسير الميسر: عن حاجة قال الله تعالى “وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” ﴿غافر 80﴾ حاجة اسم، حَاجَة في صدوركم: أمرًا ذا بال تهتمّون به. الله سبحانه هو الذي جعل لكم الأنعام؛ لتنتفعوا بها: من منافع الركوب والأكل وغيرها من أنواع المنافع، ولتبلغوا بالحمولة على بعضها حاجةً في صدوركم من الوصول إلى الأقطار البعيدة، وعلى هذه الأنعام تُحْمَلون في البرية، وعلى الفلك في البحر تُحْمَلون كذلك. قوله سبحانه “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” ﴿الحشر 9﴾ حاجة: حسداً و حَزازة، أو فقراً إلى الشيء مع محبته. والذين استوطنوا “المدينة”، وآمنوا من قبل هجرة المهاجرين وهم الأنصار يحبون المهاجرين، ويواسونهم بأموالهم، ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم مما أُعْطوا من مال الفيء وغيره، ويُقَدِّمون المهاجرين وذوي الحاجة على أنفسهم، ولو كان بهم حاجة وفقر، ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال فأولئك هم الفائزون الذين فازوا بمطلوبهم.
جاء في موقع الحرة عن الأراضي الفلسطينية بعد إغلاق معبر رفح كيف يمكن دخول المساعدات إلى غزة؟ بتأريخ 11 مايو 2024: في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، أغلق الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة معبر كرم أبو سالم وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، وبينما يفرض الحصار على قطاع غزة، فما هي الأماكن التي يمكن دخول المساعدات منها للقطاع المحاصر؟ نتيجة عملية برية في رفح، ما أدى إلى إغلاق المعبر بين غزة ومصر، وهو من نقاط العبور الأساسية للمساعدات الإنسانية. وفقا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة ذروتها الأسبوع الماضي منذ أكتوبر حيث دخل ما مجموعه 1.674 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبري كرم أبو سالم ورفح، وهما نقاط الدخول الرئيسية للمساعدات إلى القطاع. ولكن منذ الأحد، لم تدخل أي شاحنات مساعدات إلى غزة من أي من نقطتي الدخول. معبر رفح: يعتبر معبر رفح بوابة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية الحيوية من مصر إلى قطاع غزة مباشرة. ويقع المعبر على طول سياج طوله 12.8 كلم، ويفصل بين جنوب قطاع غزة، وشمال شبه جزيرة سيناء المصرية. ومعبر رفح، نقطة الدخول الوحيدة للوقود من مصر. وتمر منتجات أخرى عبر هذا المعبر الواقع في أقصى جنوب قطاع غزة والذي كان قبل إغلاقه المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى غزة. ويشكل المعبر بوابة مهمة لخروج المصابين والمرضى من القطاع لتلقي العلاج في الخارج. وقالت وزارة الصحة في غزة إن العشرات من المصابين بأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية لم يتمكنوا من مغادرة غزة منذ، يوم الأحد. رغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، الأربعاء، ما زال إيصال المساعدات “صعبا جدا” وفق، أندريا دي دومينيكو، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في الأراضي الفلسطينية لوكالة “فرانس برس”. ومصر، التي تلعب دورا مهما في تسهيل جمع المساعدات وتسليمها، زادت الأمور تعقيدا من خلال “مقاومة إرسال الشاحنات إلى معبر كرم أبو سالم”. ويعد معبر كرم أبو سالم شريانا رئيسيا للمساعدات إلى غزة منذ افتتاحه في ديسمبر، وهو المكان الذي تدخل إليه الآن معظم شاحنات المساعدات. وقبل العملية العسكرية في رفح، دخل ما متوسطه 185 شاحنة إلى معبر كرم أبو سالم يوميا الأسبوع الماضي، وبلغت ذروتها عند 270 شاحنة يوم الجمعة الماضي، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وقالت جماعات الإغاثة منذ أشهر إن هناك حاجة إلى 300 شاحنة على الأقل يوميا لمنع المزيد من سوء التغذية وتفاقم الجوع.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله سبحانه “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” ﴿الحشر 9﴾ بعد أن بيّن سبحانه منزلة المهاجرين بيّن منزلة الأنصار بقوله: 1 – “والَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ والإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ”. المراد بالدار هنا المدينة المنورة، وتبوأوها أي سكنوها واستوطنوها، والمعنى ان الأنصار، وهم أهل المدينة آووا النبي ومن هاجر معه، وقاموا بواجب الضيافة على أكمل وجه، وأخلصوا للمهاجرين وواسوهم بأنفسهم بل وآثروهم عليها كما تأتي الإشارة، ومن الآيات التي نزلت في فضل الأنصار قوله تعالى: “والَّذِينَ آوَوْا ونَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيمٌ” – 74 الأنفال. 2 – “ولا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا”. كان المهاجرون في بدء الأمر أفقر الناس في المدينة يلاقون فيها المشقة والجهد: ولولا الأنصار لهلكوا جوعا، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعطي الصدقات للفقراء ولا يعطي منها الأغنياء والقادرين على الكسب، ولذا كان يفضل المهاجرين على الأنصار في العطاء، وربما خصهم بالغنيمة من دونهم، وكان الأنصار يرضون عن ذلك ويرون أنه الحق، فسجل سبحانه لهم هذه المنقبة في كتابه العزيز. 3 – “ويُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ولَوكانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ”. والإيثار على النفس مع الحاجة لا يعادله شيء إلا التضحية بالنفس. وفي التفاسير وكتب الحديث: ان رسول اللَّه صلى الله عليه واله وسلم قال للأنصار عند تقسيم بعض الغنائم: ان شئتم أن تكون هذه الغنيمة بينكم وبين المهاجرين على أن تشاركوهم في أموالكم، وان شئتم كانت لكم أموالكم، ولهم هذه الغنيمة وحدهم. فقال الأنصار: بل نترك لهم الغنيمة ونقسم لهم من أموالنا يا رسول اللَّه. فدعا النبي صلى الله عليه واله وسلم لهم وقال: اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار “ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”. الشح من أمهات الرذائل، فمن استجاب له عاقه عن كل خير، ومن تغلَّب عليه ونزّه نفسه عنه فقد وقاها من الأسواء والمخاطر.
عن الموسوعة الحرة نشأة غزة: كانت في الأصل مستوطنة كنعانية، ثم خضعت لسيطرة المصريين القدماء لمدة 350 عامًا تقريبًا قبل أن يتم غزوها وتصبح واحدة من المدن الرئيسية للفلسطينيين. أصبحت غزة جزءًا من الإمبراطورية الآشورية حوالي عام 730 قبل الميلاد. حاصر الإسكندر الأكبر المدينة واستولى عليها عام 332 قبل الميلاد. قُتل معظم السكان أثناء الهجوم، وأعيد توطين المدينة، التي أصبحت مركزًا للتعلم والفلسفة الهلنستية، من قبل البدو القريبين. تغيرت المنطقة بانتظام بين مملكتين يونانيتين، السلوقيين في سوريا والبطالمة في مصر، حتى حاصرها الحشمونائيون واستولوا عليها عام 96 قبل الميلاد. أعيد بناء غزة من قبل الجنرال الروماني بومبي ماغنوس، ومنحت لهيرودس الكبير بعد ثلاثين عامًا. طوال الفترة الرومانية، حافظت غزة على ازدهارها، حيث تلقت منحًا من العديد من الأباطرة المختلفين. حكم المدينة مجلس شيوخ متنوع مكون من 500 عضو خلال هذا الوقت. قاد القديس بورفيريوس التحول إلى المسيحية في المدينة واكتمل في عهده، ودمر معابدها الوثنية الثمانية بين عامي 396 و 420 م. غزا القائد المسلم عمرو بن العاص غزة في عام 637 م واعتنق معظم سكان غزة الإسلام خلال الحكم الإسلامي المبكر. بعد ذلك، مرت المدينة بفترات من الازدهار والانحدار. انتزع الصليبيون السيطرة على غزة من الفاطميين في عام 1100، لكن صلاح الدين طردهم. كانت غزة في أيدي المماليك بحلول أواخر القرن الثالث عشر، وأصبحت عاصمة إقليمية. شهدت عصرًا ذهبيًا في عهد سلالة رضوان المعينة من قبل العثمانيين في القرن السادس عشر. شهدت غزة زلازل مدمرة في عامي 1903 و1914. وفي عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، استولت القوات البريطانية على المدينة. نمت غزة بشكل ملحوظ في النصف الأول من القرن العشرين تحت الحكم الانتدابي. وتضخم عدد سكان المدينة نتيجة للهجرة الفلسطينية خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. أصبحت غزة مركزًا للمواجهة خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث احتلتها إسرائيل لعقود من الزمن. المدينة الحالية، والذي بدأ كحصن مصري قديم بني في الأراضي الكنعانية. ازدهر تل السكن عندما بدأت المدن الكنعانية في تجارة السلع الزراعية مع المصريين. ومع ذلك، عندما تحولت المصالح الاقتصادية المصرية إلى تجارة الأرز مع لبنان، تقلص دور غزة إلى ميناء للسفن التي تحمل البضائع وتدهورت اقتصاديًا. تم التخلي عن الموقع تقريبًا وظل كذلك طوال العصر البرونزي المبكر الثاني. تمتعت غزة بنمو ديموغرافي واقتصادي مرة أخرى عندما بدأ السكان الكنعانيون المحليون في إعادة توطين تل السكن حوالي عام 2500، ولكن في عام 2250، شهدت المنطقة انهيارًا كاملاً للحضارة وتم التخلي عن جميع المدن في منطقة غزة بحلول القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد. ظهرت في مكانها ثقافات شبه بدوية مع معسكرات رعوية تتكون من مساكن عائلية ريفية استمرت في الوجود طوال العصر البرونزي المبكر الرابع. بدأ مركز حضري يُعرف باسم تل العجول في الظهور في الداخل على طول مجرى نهر وادي غزة. خلال العصر البرونزي الأوسط، كانت تل السكن هي أقصى منطقة جنوبية في الأراضي الكنعانية، وكانت بمثابة حصن، وبحلول عام 1650 قبل الميلاد، بينما احتل الهكسوس الكنعانيون مصر، تطورت مدينة ثانية على أنقاض تل السكن الأول. دمرت هذه المدينة بعد حوالي قرن من الزمان، عندما طُرد الهكسوس من مصر. استوطنت مصر غزة مرة أخرى، وظهرت تلة العجول للمرة الثالثة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. واختفت المدينة نهائيًا في القرن الرابع عشر، في نهاية العصر البرونزي. لمحة تاريخية: بدأت مدينة تطورت إلى غزة في الظهور في موقع تل العجول حوالي القرنين السادس عشر والسابع عشر قبل الميلاد. كانت هذه المدينة بمثابة العاصمة الإدارية لمصر في كنعان، وكانت مقر إقامة الحاكم المصري للمنطقة. كانت نقطة قوافل ذات أهمية استراتيجية منذ أقدم العصور، وكانت متورطة باستمرار في الحروب بين مصر وسوريا والقوى الرافدينية. على سبيل المثال، أكمل الفرعون المصري أحمس الأول انتصاره على الهكسوس بغزو معقلهم شاروهين بالقرب من غزة بعد حصار دام ثلاث سنوات. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت غزة بشكل متكرر في السجلات المصرية والآشورية. في عهد تحتمس الثالث، تم ذكرها على طريق القوافل السورية المصرية وفي رسائل تل العمارنة باسم “خازاتو”. ظلت غزة في أيدي المصريين لمدة 350 عامً.