فيينا / الخميس 21 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الخفاجي
السياسة فن الممكن، وانتهاز الفرص، والتخلي عن القيم والمبادىء، لأن السياسة بيع وشراء، بظل عالم تحكمه مجموعة من القوى العظمى، يسوقون دول العالم الثالث بالعصا، لتحقيق مصالحهم.
اسرائيل دولة صغيرة أنشأت بقلب الدول العربية، وتم العمل من القوى العظمى، على عدم إيجاد حل تقسيم الدولتين، لتبقى الدول العربية ساحة للصراعات والحروب، ليتم حلب الأبقار العربية السمينة.
انا سمعت من جنرال أمريكي شغل منصب قائد فيلق بعاصفة الصحراء، جمعتني معه الصدفة في ليلة ربيعية في شهر نيسان عام ٢٠٠٦ في ولاية اريزونا الامريكية، دار معي ومعه حديث بمنتهى الصراحة، عرفني قدمت الى أريزونا من مملكة الدنمارك، من أصل عراقي شيعي، قال لي أنا قائد الفيلق الأمريكي الذي اقتحم مطار الكويت في عملية عاصفة الصحراء عام ١٩٩١، قال لي بعد عودتنا إلى أمريكا، تم ارسالي من قبل جهاز المخابرات الأمريكي للعمل مع فريق المفتشين للأمم المتحدة، زرت الناصرية، واعرف وضع الشيعة المزري، ونعرف الارهاب مصدره سني وهابي، صنعناهم لنقاتل بهم السوفيت في أفغانستان، اسقطنا طالبان وصدام، وعليكم أيها الشيعة معرفة نقطة مهمة، وهي أن أمن إسرائيل خط أحمر، لانسمح لأي قوة تهدد وجود إسرائيل، والتفت لي قائلا، كل مانحاول التقرب من ايران، نلاحظ خروج الايرانيين في رفع شعارات الموت إلى أمريكا، نتمنى أن نتعامل مع إيران ومع الشيعة لأنهم أصحاب قيم وأخلاق ولم ولن يتورطوا بقتل الأطفال والنساء، لكن المشكلة أن قادة إيران الشيعة ضد أي عملية تقارب معهم.
بالنسبة لما حدث في سوريا ليس لنشر الديمقراطية، بل الناتو واسرائيل وذيولهم من دول البداوة الوهابية التكفيرية دمروا الشعب السوري، للتخلص من نظام بشار الأسد لأنه يرفض التطبيع مع إسرائيل، ولو كان بشار الأسد مطبع لما حدث ماحدث من قتل وارهاب في سوريا بصفحة الربيع العربي.
استعمال اسرائيل وحلف الناتو المعارضة السورية ليس لنشر الديمقراطية وإنما لتحطيم سوريا، وهم يعرفون سوريا من حصة روسيا، بالقليل يعملون على أضعاف سوريا وجعلها دولة فاشلة تعاني من حروب طائفية وقومية ومذهبية.
الكثير من دول العالم استغلت معارضات دول معينة للنفاذ اليها، عندنا بالعراق، يوجد صراع قومي مذهبي بيوم ولادة الدولة العراقية عام ١٩٢١ لذلك عندما حدثت ثورة عبدالكريم قاسم التحررية، دخلوا إلى إسقاط نظامه من خلال العامل القومي والمذهبي، ملا مصطفى بارزاني تمرد على نظام عبدالكريم قاسم، السنة ينظرون له متشيع، الشيعة ثاروا عليه بسبب قانون الأحوال الشخصية، النتيجة تم إسقاط عبدالكريم قاسم ووصل البعثيين الأراذل، من خلال الدعم الغربي، وعملوا الأفاعيل بالشعب العراقي.
شاه ايران دعم الأكراد العراقيين وهو يضطهد الأكراد الإيرانيين، الشاه لديه أطماع في ترسيم حدود من شط العرب إلى سائر الحدود البرية مع العراق، دعم ملا مصطفى بارزاني، الأكراد قاتلوا سنوات، بل كانت مدفعية ايرانية تساند الأكراد في جوارته وبنجوين وسيدكان وحاج عمران، َبالاخير هواري بومدين رئيس الجزائر جمع صدام وشاه ايران لتوقيع اتفاقية عام ١٩٧٥، بعد توقيع الاتفاقية، ايران سحبت مدفعيتها، باليوم الثاني انهارت القوى الكوردية المقاومة، وخرجوا خارج كوردستان العراق، كانت توجد اتفاقيات مابين النظام الملكي العراقي وشاه ايران، لكن بعد سقوط النظام الملكي بالعراق، شاه ايران وبدعم أمريكي غربي تدخل بشؤون العراق وايضا استغل المعارضة الكوردية ليحصل على امتيازات جديدة في اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥.
نعم الشَّاه محمد رضا بهلوي، استفاد من الأكراد لتحقيق ماكان يريده وليس مثل ما كان يريد أكراد العراق الاستقلال، الشاه كان يَسخر من الأكراد في مجلسه الخاص، ويمدهم بالسلاح والمال، ويرسل مدفعية ايرانية لاسناد قوات البيشمركة، بل كان الجنود الإيرانيين يلبسون ملابس كوردية لدى قتالهم إلى جانب الأكراد ضد حكومة البعث الساقط.
صدام الجرذ استغل سقوط الشاه، وشن حربه ضد ايران، وقام صدام في إلغاء معاهدة (1975)، ثم عاد إليها بغزوه إلى الكويت عام 1990.
في سوريا ورغم سيطرة المجاميع الإرهابية على إدلب وشرق سوريا، كان يمكن إلى الرئيس بشار الأسد ينهي كل هذه العصابات الارهابية بكلمة واحدة فقط، سهلة، وممكن تطبيقها بشكل فوري، يتصل مع بوتين، حبيبي الرئيس بوتين إتكلم مع نتنياهو، وقل له ان بشار الأسد مستعد يرسم معكم الحدود ويطبع، وانا رسوله إليكم، ثقوا برب محمد ص ورب عيسى وموسى ع باليوم الثاني تنسحب تركيا وقوات الناتو من شمال وشرق سوريا، ونشاهد استسلام المجاميع الإرهابية للنظام في سوريا، وتصبح سوريا دولة معتدلة ومن محبي السلام، لو انا كنت مكان الرئيس السوري بشار الأسد أفعلها والف طز بالقيم والمبادىء، بظل محيط عربي حقير وعميل ومنبطح ومليوط بهم ومحلوبين، العربان مثل واحد يلوطون به وجهازه التناسلي موتر يا سيادة الرئيس بشار الأسد أفعلها ودع عنك العربان المهتوكين، حتى الارهاب الذي حدث بالعراق كان بسبب تبني ساسة الشيعة للقيم والأخلاق.
شاه ايران اعترف في إسرائيل عام ١٩٥٥ لكنه كان مع حل الدولتين، ولا يمكن مقارنة شاه ايران مع ابقار الخليج المحلوبة والمنكوحة، الإخوة الشيعة المقاومون الكرام نحن بعالم منافق، عليكم في التفكير بمصالح أبنائكم ودعوا العربان تنكحهم الأمم الاخرى، مع خالص التحية والتقدير.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
21/11/2024
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك