متابعة السيمر / الاثنين 05 . 09 . 2016 — شن مغردون أتراك هجوماً حاداً جديداً على اللاجئين السوريين في بلادهم، معتبرين أن «الجيش التركي يحارب في حلب بينما يقضي الشبان السوريون أوقاتهم على السواحل وفي المنتجعات التركية»، مطالبين بعدم منح الجنسية التركية لمن لا يلتحق بقوات المعارضة التي تقاتل إلى جانب الجيش التركي في إطار عملية «درع الفرات» بشمال سوريا.
في المقابل عبر سوريون عن غضبهم وتخوفهم من أسباب وأهداف إطلاق وسائل الإعلام التركية ووكالة الأنباء الناطقة بالعربية الأسماء التركية على المدن السورية خلال نشر الأخبار المتعلقة بعمليات الجيش التركي المتواصلة منذ قرابة أسبوعين ووصلت إلى عمق قرابة 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، محذرين مما وصفوها بـ «أطماع تركية» بالأراضي السورية.
على هاشتاغ «الجيش التركي في حلب» كتب آلاف الأتراك تغريدات الدعم والمؤازرة لقوات جيشهم العاملة في إطار عملية «درع الفرات» داخل الأراضي السورية، والتي تقول حكومة بلادهم إنها تهدف إلى محاربة المنظمات الإرهابية لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية، لتأمين الحدود ومنع إقامة كيان كردي.
لكن كثيراً من هؤلاء المغردين هاجموا بشكل حاد اللاجئين السوريين في تركيا، معتبرين أن الأولية بالزج بهؤلاء الشباب في المعركة وعدم تعريض حياة الجنود الأتراك لخطر القتال المباشر في سوريا، وذلك على الرغم من أن أهداف العملية تتعلق بالأمن القومي التركي وليس لدعم الثورة السورية بشكل مباشر، كما رد عليهم بعض المغردين السوريين.
أحد المغردين الأتراك نشر رسماً كاريكاتيرياً يُظهر جندياً تركياً يقاتل في سوريا وشاباً سورياً في أحد المنتجعات التركية، وكتب عليها: «جنودنا يحاربون في سوريا، بينما السوريون يصطافون في السواحل التركية»، كما انتشرت العديد من الصور والتصميمات المشابهة.
وكتب تركي على «تويتر»، «جيشنا يشق طريقه إلى سوريا والسوريون مشغولون في المنتجعات التركية»، وكتب آخر: «يتسامرون مع الفتيات التركيات في المنتجعات، أمهاتهم وأخواتهم يقتلن في سوريا، الجيش التركي يحارب في سوريا. هذا هو المشهد الآن»، ورد تركي آخر عليه بالقول «هذه محاولة لإثارة الفتن، الجيش التركي يعمل من أجل حماية أمن بلادنا، ويتعاون معه آلاف من الجيش السوري الحر».
خريطة تركيا الجديدة
وفي إطار النقاش الذي لا ينتهي على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول نشطاء أتراك وبعض المغردين صورة لخريطة جديدة قالوا إنها تمثل الحل الأنسب لتركيا وتنهي مشاكلها على المدى البعيد، مطالبين الحكومة التركية بالعمل على تطبيقها بكل الطرق.
وتشمل الخريطة التي اقتصر تداولها على عشرات المغردين خريطة تركيا الحالية تُضاف إليها مناطق من شمال سوريا وخاصة محافظة حلب إلى جانب مناطق شمال العراق المتمثلة في إقليم كردستان وجبال قنديل التي يتمركز فيها مسلحو حزب العمال الكردستاني.
وتؤمن شريحة من الشارع التركي بضرورة ضم مناطق من شمالي سوريا والعراق إلى تركيا، في المقابل يتهم نشطاء عرب تركيا بالسعي للتوسع في الدول العربية واستعادة أمجاد الدولة العثمانية، لكن الحكومة التركية نفت مراراً خلال الأيام الماضي وجود أي أطماع لها في الأراضي السورية، وأكدت أن الجيش التركي سوف ينسحب من الأراضي السورية فور إنهاء خطر المنظمات الإرهابية.
المدن السورية بأسماء تركية
وفي هذا السياق، أثار استخدام وكالات أنباء ووسائل إعلام تركية أسماء تركية للتعبير عن مدن وقرى سورية، غضب وتخوفات نشطاء ومغردين سوريين، بعد أن اعتبروا أنها ربما تكون بمثابة «مؤشر على أن هناك أطماعاً تركية في الأراضي السورية».
وكتب الناشط السوري أحمد حذيفة «لا أدري لماذا تقوم وكالات الأنباء التركية، بما فيها دوغان والأناضول، بتتريك أسماء البلدات السورية الحدودية»، مضيفاً: «لا أفهم هذا إلا في سياق مساعي احتلال»، على حد تعبيره، فيما كتب آخر: «يبدو أن الأتراك عم يحنوا لماضيهم».
وقال أحد السوريين الذين يعيشون في إسطنبول «لقد سمعت من العديد من زملائي الأتراك أن حلب مدينة تركية وسوف تعود إليهم»، ورد آخر «أصلاً الأتراك لا يعترفون بأنها أرض سورية»، بينما رأى ثالث أنها مجرد تخوفات لا محل لها من الواقع.
وتطلق وسائل الإعلام التركية على جبل التركمان في ريف اللاذقية بسوريا اسم «بايربوجاق»، ويطلق اسم «جوبان باي» على بلدة الراعي شمالي سوريا.
وفي حين برر البعض استخدام وسائل الإعلام الناطقة بالتركية لهذه الأسماء لكي يتعرف عليها المواطن التركي، لم يجد آخرون تفسيراً لاستخدام الوكالة الرسمية الناطقة بالعربية لهذه الأسماء بدلاً عن الأسماء العربية الأصلية، فيما استغرب آخرون من تفعيل القضية معتبرين أن هذه الأسماء تركمانية وتطلق على مناطق تعيش فيها أغلبية تركمانية تستخدم هذه الأسماء منذ مئات السنين.