السيمر / الاثنين 05 . 09 . 2016
أحمد الحباسى / تونس
أقذر الأقنعة تلك الوجوه الطاهرة البريئة التي تخفى أقبح النفوس و أخبثها ، أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري السابق و أمين الجامعة العربية الحالي يملك أقبح النفوس و أخبثها ، فعلى مدى عقود من الزمن لم يخرج من وزارة الخارجية المصرية إلا نزر قليل من الدبلوماسيين المتحمسين للقضايا العربية ، وزارة الخارجية المصرية مصنع لتفريخ العملاء و الخونة للقضايا العربية ، من عصمت عبد المجيد مرورا بأحمد ماهر إلى عمرو موسى و نهاية بنبيل العربي و أحمد أبو الغيط ، كلها ” علامات” بارزة لمحطات عربية بيعت فيها المصالح العربية و ذبحت القومية من الوريد إلى الوريد و تخلت فيها الجامعة العربية عن كل الثوابت العربية ، وزير الخارجية القطري السابق الذي دفع مع أميره المعروف بأمير التوسل فاتورة فشل تنفيذ قطر للمؤامرة القذرة على سوريا وصف الجامعة العربية بجامعة النعاج العربية و أحمد أبو الغيط يعتبر من هذه الناحية أمينا عاما لجامعة النعاج العربية .
“الغيط ” في اللغة المصرية يعنى تقريبا الأرض الفلاحية في القرى المصرية ، الفلاح المصري يشتغل في “الغيطان ” بتلك الحماسة و الشهامة المصرية المعروفة التي نقلها فيلم ” الأرض” للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين الذي انتهى بذلك المشهد الخالد للفنان محمود المليجى حين أصيب بطلقة نارية من المستعمر البريطاني ليتم جره مئات الأمتار و هو ينزف لكن يداه ظلتا ” ماسكتين” متمسكتين بالأرض ليختلط الدم الطاهر بالأرض الطاهرة ، لكن أبو الغيط لا يملك إطلاقا شهامة الفلاحين المصريين و لا كرامتهم و تمسكهم بعرضهم المتمثل في تراب الأرض المصرية، فالرجل كان جزءا من نظام دموي فاسد و كان اليد الطولي للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك طيلة عدة سنوات بحيث كان للدبلوماسية المصرية دورا فاعلا لإعطاء الغطاء السياسي لإسرائيل لضرب الفلسطينيين في غزة و كان المدافع الأول عن غلق معبر رفح الحيوي بين غزة و مصر حتى “يقتل” الشعب الفلسطيني مرضا و جوعا و احتياجا تنفيذا للتعليمات الصهيونية و الضغوط الأمريكية السعودية للإطاحة بحماس و تمكين محمود عباس من جرعات سياسية ليبقى في السلطة العميلة الفاسدة القائمة في رام الله .
في “الغيطان” هناك فئران كبيرة تشبه الجرذان العملاقة ، هذه الفئران الكبيرة تفسد الزرع و تدخل البيوت و “تنهش” ما فيها و تمثل خطرا على الصحة ، فئران الغيطان تمثل خطرا على المحاصيل الزراعية و حدائق الفاكهة و الخضر و مخازن الغلال و مزارع الإنتاج الحيواني و مزارع القطن ، أحمد أبو الغيط يشبه في كثير من التفاصيل هذه الفئران و الجرذان الكبيرة في فسادها و خطرها على الأمة العربية ، الرجل محترف خيانة بامتياز و يمثل لوحده طابورا خامس زرعته المخابرات الصهيونية و اللوبيات الغربية داخل مصر و داخل جامعة النعاج العربية ، و بعد أن قام سلفه المجرم نبيل العربي بإكمال دور سلفه عمرو موسى في تفويض الغرب ضرب ليبيا و استعمارها و تقسيمها في مشهد أصبح يمثل خطرا على تونس و مصر و إعطاء الغطاء السياسي لضرب سوريا قلعة الصمود و المقاومة العربية جاء الدور اليوم على “أبو الغيط” أو جرذ الغيطان ليخرب و يفسد ما تبقى و يحاول بما أوتى من دهاء و لؤم الدبلوماسية المصرية الفاشلة تنفيذ ما يلزم من متطلبات مرحلة زراعة الفوضى الصهيونية الأمريكية في المنطقة العربية .
هناك في مصر شخص مرموق و شاعر من علامات الشعراء الكبار في مصر ، شاعر العامية الكبير عبد الرحمان الأبنودى ، شاعر الغيطان و الناس الغلابة في مصر و في بقية الدول العربية ، الرجل وصل إلى عقول الناس و صار عشاقه بالملايين في الوطن العربي لأنه التحم بالوجدان المصري و بالفلاح المصري و نقل الصورة بأدق و أروع تفاصيلها للناس حتى سمي بشاعر الغيطان ، لكن أحمد أبو الغيط كان يمثل الصورة القبيحة السيئة للسياسي المصري ” المتخرج” من الريف المصري ، فالرجل لم يكن يحمل من عبق الغيطان و شذى زهورها و جمال مناظرها و عمق تاريخها و فحولة رجالها و زهو نساءها إلا صفات قبيحة بعيدة عن الشهامة و لذلك تخوف المتابعون من تعيينه على رأس جامعة النعاج العربية لأنه من أجل عيون الصهيونية عبر الرجل عن استعداده لكسر يد كل فلسطيني يحاول عبور معبر رفح هربا من القصف الصهيوني و طمعا في حماية أهله في مصر ، هكذا “فعلها” أبو الغيط في تصريح أثار موجة عارمة من الغضب في وجدان الشعوب العربية ، لذلك سحبت السعودية مرشحها لتقبل بأحمد أبو الغيط ليكون ساترا صامتا متخاذلا أعمى على جرائمها الدموية في اليمن و سوريا و العراق .
لا يعلم البعض أن أول قرار يثير الغثيان تتخذه جامعة النعاج في ظل أبو الغيط هو ذلك القرار البائس اللئيم باعتبار حزب الله رمز المقاومة العربية حركة إرهابية في حين تؤكد وثائق ويكيليكس و تقرير لجنة التحقيق الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر 2001 إضافة إلى وثائق المخابرات الأمريكية المتعلقة بنشأة القاعدة في باكستان أن النظام السعودي هو من يباشر إرهاب الدولة و يرعى الإرهاب الذي يضرب الدول الغربية من فرنسا إلى بريطانيا مرورا باسبانيا و أمريكا ، هذا هو باختزال شديد أحمد أبو الغيط أحد أهم البيادق الصهيونية في المنطقة الذي يستعد لزيارة تونس الثورة ليلطخها بالعار كما لطخ محمد المرزوقي الثورة بقراره المذل بقطع العلاقات مع سوريا استجابة لمطالب الصهيونية العالمية في شخص ممثلتها قطر ، يظهر في نهاية الأمر أن الجامعة العربية قد وجدت في القيادة التونسية الفاشلة من يريد تلطيخ ثورة الشهداء بعار الخيانة و العمالة و يظهر أن أحمد أبو الغيط لم يفهم هذه المرة أنه شخص غير مرغوب فيه.