الرئيسية / الأخبار / روسيا تعلن هدنة لثلاثة أيام وتشترط الاعتراف بضم القرم للتفاوض مع أوكرانيا وترامب “محبط”
جنود روس في قرية كازاتشيا لوكنيا التي تم استعادتها من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في 18 آذار/مارس 2025 © أ ف ب

روسيا تعلن هدنة لثلاثة أيام وتشترط الاعتراف بضم القرم للتفاوض مع أوكرانيا وترامب “محبط”

فيينا / الأثنين 28. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

أعلنت الرئاسة الروسية الإثنين أمرا أصدره الرئيس فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام من 8 إلى 10 مايو/أيار. كما اشترطت روسيا الاعتراف الدولي بضم القرم وأربع مناطق أوكرانية للتفاوض مع كييف، بعدما أشار ترامب إلى استعداد الرئيس الأوكراني زيلينسكي للتخلي عن الجزيرة، بالرغم من نفي الأخير. إثر الإعلان قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي يريد وقفا “دائما” لإطلاق النار في أوكرانيا وليس فقط هدنة موقتة على غرار تلك التي أعلنها بوتين.

علق البيت الأبيض على إعلان الكرملين الإثنين، وبالتزامن مع احتفالات موسكو بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، من 8 إلى 10 مايو/أيار، في إطار الحرب مع أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم المقر الرسمي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأخير يريد وقفا “دائما” لإطلاق النار في أوكرانيا وليس فقط هدنة موقتة على غرار تلك التي أعلنها بوتين.

ودعا الكرملين الجانب الأوكراني لأن يحذو حذو روسيا. و قال إنه في حال انتهاك كييف للهدنة، “ستردّ القوات المسلحة الروسية ردا مناسبا وفعالا”.

شروط موسكو للمفاوضات مع كييف

وأعلنت موسكو الإثنين اشتراطها الاعتراف الدولي بضم القرم وأربع مناطق أوكرانية أخرى للتفاوض مع كييف، بعدما أشار ترامب إلى استعداد زيلينسكي للتخلي عن الجزيرة، بالرغم نفي الأخير.

ولم تُعلن محادثات مباشرة بين الطرفين حتى الآن، وسط شكوك متزايدة حول هذا الاحتمال، بعد ثلاث سنوات من الغزو الروسي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة “أو غلوبو” البرازيلية إن “الاعتراف الدولي بملكية روسيا للقرم وسيفستابول وجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا أمر أساسي” قبل إجراء أي مفاوضات.

وضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في آذار/مارس 2014، وهو الأمر الذي لا يعترف به المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وفي أيلول/سبتمبر 2022، بعد عدة أشهر على بداية الهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا، أعلنت موسكو ضم أربع مناطق أوكرانية لا تزال تحتلّها بشكل جزئي، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.

وتؤكد روسيا بشكل شبه يومي أنها مستعدّة لإجراء محادثات، بينما تضع شروطًا محدّدة لذلك.

وفي السياق، أكد الكرملين الإثنين أنه مستعد لـ”بدء عملية تفاوض مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة لتحقيق نتيجة سلمية”.

تصريحات ترامب وردود فعل كييف

بعد إعلان الكرملين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن الرئيس أعلن بوضوح أنه يريد وقفا دائما لإطلاق النار. وأضافت “إذا كان متفائلا بإمكان الوصول إلى اتفاق، فإنه أيضا واقعي، وعلى الرئيسين (الروسي والأوكراني) الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الأمر”.

وأضافت ليفيت أن إحباط ترامب من الرئيسين بوتين وزيلينسكي يتزايد​​​. وأكدت أن إنهاء الحرب يتطلب جلوسهما إلى طاولة المفاوضات.

ورد وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها الإثنين على الكرملين. وأكد استعداد كييف لدعم وقف إطلاق نار دائم وشامل. واضاف أنه “إذا كانت روسيا تريد السلام حقا فعليها وقف هجماتها فورا”.

كما دعا إلى وقف إطلاق النار “لمدة 30 يوما على الأقل”.

وبالرغم من أن كييف استبعدت حتى الآن التخلي عن شبه جزيرة القرم، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إن موقف نظيره الأوكراني بهذا الشأن قد يتغير.

وردا على سؤال الصحافيين بشأن احتمال أن “يتخلى” الرئيس الأوكراني عن هذه المنطقة، قال ترامب: “أعتقد ذلك. حصل (ضم) شبه جزيرة القرم قبل 12 عاما”.

ولم تكشف واشنطن تفاصيل خطتها للسلام، لكنها اقترحت تجميد خط الجبهة وتنازل كييف عن القرم لروسيا في مقابل إنهاء القتال، وهو ما لا ترغب كييف في سماعه.

وتحتل روسيا حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

توقف عن إطلاق النار

شكلت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير نقطة تحول في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين، تسعى الولايات المتحدة، التي تعد الداعم الرئيسي لأوكرانيا، إلى طي صفحة هذا الصراع في أسرع وقت ممكن، وهو الأمر الذي تخشى كييف أنه سيكلفها الكثير، بينما يحظى بتأييد من موسكو.

ومدّ الرئيس الأمريكي يده إلى فلاديمير بوتين، بينما وجّه كلمات قاسية جدا لفولوديمير زيلينسكي، معتمدا مبررات الكرملين بشأن جذور الصراع، ومعتبرا أن سعي كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الأسباب وراء ذلك.

ولكن في الأيام الأخيرة، شكّك ترامب في رغبة نظيره الروسي في إنهاء الحرب، بينما التقى زيلينسكي على هامش مراسم جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان السبت.

كما حض ترامب نظيره الروسي على “وقف إطلاق النار” وإبرام اتفاق، قائلا: “أريده أن يتوقف عن إطلاق النار. اجلسوا ووقعوا الاتفاق”. وأضاف: “أعتقد أن لدينا الأسس لاتفاق، وأريده أن يوقعه”.

من جانبه، قال وزير خارجيته ماركو روبيو الأحد لمحطة إن بي سي: “نحن قريبون (من اتفاق)، لكننا لسنا قريبين بما يكفي”، مضيفًا: “أعتقد أن هذا الأسبوع سيكون مفصليًا”.

إنجاز

بالتوازي مع الاضطرابات الدبلوماسية، تظل أوكرانيا في وضع صعب على خطوط الجبهة بعد أكثر من ثلاثة أعوام على بدء النزاع الذي دمّر العديد من مناطقها.

وأكدت روسيا الأحد أنها استعادت بشكل كامل منطقة كورسك الحدودية التي دخلتها القوات الأوكرانية في آب/أغسطس 2024، وكانت لا تزال تسيطر على جيوب قليلة فيها. إلا أن كييف وصفت هذا الإعلان بأنه “كاذب” و”دعاية”، وأكد زيلينسكي أن العمليات العسكرية “مستمرة” في المنطقة.

فرانس24/ أ ف ب

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً