الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 65): الأبلة (والنخل ذات الأكمام)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 65): الأبلة (والنخل ذات الأكمام)

فيينا / الأثنين 28. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف 
 
جاء في المعاجم: الأُبُلَّة الأُبُلَّة: القَبِيلة. وأُبُلَّة الرجُل: أصحابه. الأُبُلَّة وبَلد قُربَ البَصْرة. أصل الأبلة: المتلبد من التمر. وجاء في موقع السوق المفتوح عن دليل حي الأبلة في البصرة العراق: حي الأبلة هو واحد من أحياء مدينة البصرة وأكبرها، ويتمتع سكانه بالرفاهية الكبيرة، ويعتبر هذا الحي واحداً من أحياء البصرة النابضة في الحياة، فهو يحتوي على مختلف المرافق العامة لتلبية كافة احتياجات السكان ضمن الحي، كما يعتبر من الأماكن المرغوبة جداً للسكن فهو يحتوي على مختلف أنواع العقارات المختلفة للسكن أو لإنشاء مشروع تجاري خاص. أبرز النقاط: حي متسع العمار وحسن الديار. سكان الحي اجتماعيون ويحبون مساعدة الغير. يضم الحي مجموعة من المرافق الأساسية التي يحتاجها السكان. يحتوي مجموعة من المحال التجارية والأسواق المتنوعة. موقع حي الأبلة: يقع حي الأبلة في شمال محافظة البصرة العراقية على نهر دجلة، ويتميز الحي بأنه محاط بمجموعة من الطرق الرئيسية التي تؤمن النقل من الحي إلى مختلف مناطق البصرة الأخرى. المناطق المحيطة بحي الأبلة: يحد الحي من الشمال حي الكندي، ومن الجنوب دور نواب الضباط، ومن الشرق حي المنكوبين، ومن الغرب حي الإسكان. أبرز المعالم القريبة من حي الأبلة: يقع الحي بالقرب من مجموعة من المعالم المميزة التي يمكن الوصول إليها بسهولة من حي الأبلة، ومن هذه المعالم: ميناء المعقل 2.2 كيلومتر، قريبة الجزيرة الأولى 3.5 كيلو متر، أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية 2.1 كيلومتر، محلة الهادي 900 متر، الجزيرة 5 كيلومتر.
 
ورد معنى الأبلة المتلبد من التمر جاء في تفسير الميسر: قوله سبحانه “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ” ﴿الرحمن 11﴾ وَالنَّخْلُ: وَ حرف عطف، ال اداة تعريف، نَّخْلُ اسم. والأرض وضعها ومهَّدها، ليستقر عليها الخلق. فيها فاكهة النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر، وفيها الحب ذو القشر، رزقًا لكم ولأنعامكم، وفيها كل نبت طيب الرائحة.
 
جاء في في موقع عراقيبيديا: مناطق البصرة الحالية: البراضعية. الجمعيات. العشار. الأبلة. شارع الجزائر. الهارثة. المعقل. الحيانية. تنومة. الجنينة. وجاء في الموسوعة الحرة: شارع الكويت هو شارع تجاري صغير في مقاطعة مقام علي في المنطقة التجارية الرئيسية، في منطقة العشار بمدينة البصرة، بين نهر العشار شرقاً ونهر الخندق غرباً، أُضيف اسمُه إلى الكويت لأن بعض البضائع التي كانت تباع فيه كانت مهربة من الكويت، وكان سبب تهريبها كثرة القيود الكمركية العراقية، وحتى سنة 2017 كان الشارع يشتمل على فنادق ومطاعم، كان عددها 21، ومحلات أجهزة كهربائية عددها 225. موقع الأبلة التاريخي: استنتج المهندس محمد طارق الكاتب في كتابه (شط العرب وشط البصرة) أن منطقة الأبلة تقع شمال نهر العشار عند تفرعه من شط العرب في موضع قريب من شارع الكويت الحالي.
 
وورد النخل مع الفاكهة “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ” (الرحمن 11)، و”فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ” (الرحمن 68). ومع الزرع”وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ” (الشعراء 148). وتتميز النخل بارتفاعها”وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ” (ق 10). والنخل بدون ثمر فهي أعجاز خاوية “أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة ” (الحاقة 7)، و”أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ” (القمر 20). ثمر النخل مختلفة الاكل”النَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ” (الانعام 141) فهي مختلفة الحلاوة والنضج واللون والحجم والمذاق. و ثمرة النخل لينة سهلة المضغ والهضم”وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ” (الشعراء 148). ولم ترد كلمة تمر في القرآن الكريم وهي من الأسماء المتداولة في الوقت الحالي كثمرة من ثمار النخيل. وقد ذكرت كلمة النخلة والنخل والنخيل 16 مرة. وقد ذكرت نكرة بدون لام ومعرفة مع لام التعريف.
 
جاء في موقع الحوار المتمدن عن سر الاُبُلّة في مسجد العشّار للكاتب كاظم فنجان الحمامي: اختلفت الأراء في تحديد موقع نهر الاُبُلّة ومساره. وبرأيي أن نهر (العشّار) الحالي. هو المرشح المقبول لتمثيل نهر الاُبُلّة. قالوا: إن (العشاّر) تسمية ضريبية وتعزى إلى تجمع العشّارين عند مدخل النهر لاستيفاء ضريبة العشر (10%) من التجار. حيث لا يسمحون للسفن بدخول النهر إلا بعد تفتيشها وتعشيرها. ولا يوجد مصدر تاريخي يوضح ارتباط اسم العشّار بمدينة الاُبُلّة سوى كتاب ( سنن أبي داود) الذي يكشف لنا الغبار عن هذا اللبس في التسمية. إذ قال أبو داود السجستاني في (باب في ذكر البصرة): قال حدثنا محمد بن المثنى عن إبراهيم بن صالح. قال: إنطلقنا حاجين فإذا رجل فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها الاُبُلّة. قلنا: نعم. قال: من يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشّار ركعتين أو ربما أربعا ويقول هذه لأبي هريرة؟. فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن الله يبعث من مسجد العشّار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم). وتحدثت مصادر كثيرة عن هذا المسجد الذي يحمل منذ بضعة قرون اسم (مسجد المقام). وهو من المساجد البصرية التي حافظت على شكلها وموقعها حتى يومنا هذا. وبالتالي فأن العشّار يمثل جزءا بسيطا من مدينة الاُبُلّة. وذكر (ناصر خسرو العلوي): ان المسافة بين نهر الاُبُلّة ونهر المعقل هي فرسخ واحد فقط. ولو حسبنا المسافة بين نهر العشّار ونهر المعقل الآن. لوجدنا انها تقترب من سبع كيلومترات وتساوي فرسخ واحد. وهذا يعني ان نهر العشّار هو خليفة نهر الاُبُلّة. ثم ان بقايا أطلال القصور القديمة المقامة حصريا على طول إمتداد نهر العشار والتي ما تزال شاخصة حتى الآن. إضافة إلى وجود محلة السيف (بكسر السين) والتي يرمز اسمها إلى مستودعات تخزين البضائع المستوردة والمصدرة. هي دليل آخر على وجود ملامح ورواسب تاريخية لنهر الاُبُلّة في حوض نهر العشّار. في حين تقدم لنا محلة (المشراق) الواقعة على ضفة نهر العشار دليلا ملموسا على: أن ما يسمى حاليا بنهر العشّار. هو نهر الاُبُلّة نفسه. إذ إن معظم المصادر التاريخية تؤكد على. ان سهل بن عبد الله التستري دفن في محلة المشراق على ضفاف نهر الاُبُلّة. وقالت العرب: ما بين نهر الاُبُلّة ونهر المعقل حُلّة. وهي إشارة إلى تقارب وتوازي نهر الاُبُلّة ونهر المعقل الذي حفره معقل بن يسار المازني. حيث كان النهران يجريان صوب القبلة لمسافة أربعة فراسخ ثم يلتقيان ويكوّنان قناة واحدة تسير مسافة فرسخ واحد ناحية الجنوب. وهذه الحقيقة تؤكدها تحركات سرايا صاحب الزنج. وتجحفله في المعقل في المنطقة الواقعة شمال مدينة الاُبُلّة استعدادا للهجوم على المدينة المحصنة بالأسوار العالية. وباشر بالهجوم من محورين. فشن غاراته من ناحية شط عثمان بالرجالة وبما خف له من سفن من ناحية شط العرب. وأخذت سراياه تضرب إلى ناحية نهر المعقل. وهذه دلالة أكيدة على أن نهر المعقل من الأنهار القريبة لنهر الاُبُلّة. وبما ان نهر العشّار هو أقرب الأنهار الكبيرة إلى المعقل. فإن الإستنتاج المنطقي يشجعنا على الإقناع بأن نهر العشّار هو نهر الاُبُلّة. وليس غيره. كُتب لمدينة الاُبُلّة أن تتحول إلى بركان يغلي بالثورات والحروب الدامية منذ القرن الهجري الثاني. ثم صارت ثكنة عسكرية تعج بكتائب الجيوش الجرارة. ومرت بمراحل مأساوية متعاقبة. وصبت عليها الأقدار سوط عذابها. وسحقتها المعارك الطاحنة التي اتخذت منها ساحة دائمية للقتال. ثم مزقتها الأحقاد والنزاعات الداخلية الضارية والصراعات السياسية العقيمة. ودمرتها الغارات الهمجية المتلاحقة. ونهبها اللصوص والقراصنة. وحاقت بها الملمات ونزلت بساحتها النكبات. وإحالتها إلى خرائب مهجورة ينعق فيها البوم. أما نهر الاُبُلّة الذي كان يحتضن أكبر موانئ العالم. فقد صار الآن مستودعا للنفايات النفطية ومستنقعا لمياه المجاري الثقيلة والمخلفات الصناعية. ودفنت تلك الربوع الجميلة في دفاتر النسيان. وأسدلت ستائر الإهمال على ميناء الاُبُلّة الذي كان يوما من أكبر جسور العالم القديم. ولم يعد يذكر إلا في المقررات الدراسية لسلطنة عمان. التي تركزت اهتماماتها على حفظ التاريخ الملاحي لحوض الخليج العربي. اما اسم (الاُبُلّة) فصار عنوانا لقرية صغيرة من ضواحي مدينة المعقل بالبصرة. بناها رئيس سلطة الموانئ (مزهر الشاوي) الذي ازدهرت على يده الموانئ العراقية في ستينيات القرن الماضي. 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً