الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / العراق في عين العاصفة.. تحركات أمريكية وتواطؤ إقليمي لمخطط شرق أوسط جديد

العراق في عين العاصفة.. تحركات أمريكية وتواطؤ إقليمي لمخطط شرق أوسط جديد

 فيينا / الأربعاء 14 . 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

تشير المعطيات السياسية والعسكرية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط إلى وجود مخطط أمريكي واسع النطاق يهدف إلى إعادة رسم خريطة بعض دول المنطقة، بما يخدم المصالح الاستراتيجية لواشنطن وحلفائها في المنطقة. وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض، ومشاركته في القمة الخليجية الأمريكية، بالتزامن مع قرارات مثيرة للجدل، من بينها إعلان رفع العقوبات عن سوريا ولقائه مع الجولاني ” احمد الشرع “، لتضيف مزيداً من الشكوك حول نوايا واشنطن الحقيقية. ويُنظر إلى هذه التحركات كجزء من مشروع جيوسياسي أكبر، مدعوم بتواطؤ خليجي واضح، يسبقها نشاط ميداني لفرق عسكرية ومدنية أمريكية داخل العراق.
وبهذا الشأن أكد عضو تحالف نبني، أبو ضياء البصري، وجود مخطط دولي تقوده الولايات المتحدة يستهدف دول الشرق الأوسط، وعلى رأسها العراق، في إطار استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية.
وقال البصري في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “أمريكا لا تنوي الخروج من العراق، رغم كل ما يُعلن عن انسحاب أو تقليص وجودها”، مشدداً على أن “السيادة العراقية ما تزال منقوصة، لا في الأرض ولا في الأجواء، حيث تواصل واشنطن فرض سيطرتها بوسائل متعددة”.
وأضاف أن “التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة القادمة من سوريا باتجاه الأراضي العراقية، إلى جانب وجود فرق مدنية تتنقل بحرية في بغداد، تعد مؤشرات خطيرة على استمرار النفوذ الأمريكي وتعمّقه”، محذراً من أن “هذه التحركات تتزامن مع اعتراف واشنطن بحكومة أبو محمد الجولاني ورفع بعض العقوبات عن سوريا، في خطوة تعكس ملامح مخطط شامل يهدد استقرار المنطقة”.
وأشار البصري إلى أن “المخططات الأمريكية ليست جديدة، بل بدأت منذ حكومة مصطفى الكاظمي، لكنها اليوم دخلت مرحلة متقدمة، مستغلة أدوات داخلية وخارجية لتنفيذ مشاريعها التخريبية”، مشدداً على “ضرورة اليقظة الوطنية والتصدي لهذا المخطط قبل فوات الأوان”.

  • العراق في عين العاصفة.. تحركات أمريكية وتواطؤ إقليمي لمخطط شرق أوسط جديد 
  • تواطؤ خليجي 

وبهذا الصدد أكد القيادي في تحالف الفتح، عدي عبد الهادي، أن لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع متزعم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني في الرياض، يكشف عن ثلاث حقائق صادمة تؤكد ارتباط واشنطن بالتنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وقال عبد الهادي في حديث لـ/المعلومة/، إن “لقاء ترامب مع الجولاني لم يكن مفاجئاً بالنسبة لنا، لأن واشنطن هي من ساهمت في ولادة هيئة تحرير الشام، مرورا بدعمها غير المباشر خلال أحداث كانون الأول الماضي في دمشق، وصولاً إلى فرض الجولاني كصاحب قرار داخل العاصمة السورية رغم كونه مصنفاً على لوائح الإرهاب الأمريكية والدولية”.
وأضاف أن “اللقاء يكشف عن ثلاث حقائق خطيرة؛ أولها أن علاقة أمريكا بالتنظيمات الإرهابية باتت موثقة وواضحة، ولا تحتاج إلى أدلة إضافية، وثانيها أن كل ما يجري في سوريا يتم بضوء أخضر من البيت الأبيض، وثالثها أن واشنطن لا تتوانى عن التحالف مع أي جهة متطرفة ما دامت تخدم أجندتها في المنطقة”.
وأشار عبد الهادي إلى أن “اللقاء في الرياض كشف كل الأوراق أمام الرأي العام الدولي، وأكد أن الولايات المتحدة مستعدة لفعل أي شيء من أجل حماية مصالحها ومصالح الكيان المحتل في المنطقة”.
تحركات “أمريكية” خطيرة
وإلى ذلك حذر النائب مختار الموسوي، من مخطط أمريكي يستهدف زعزعة استقرار العراق عبر تنفيذ عمليات اغتيال أو إثارة الفتن الطائفية، داعياً الحكومة والأجهزة الأمنية إلى اتخاذ موقف حازم من خلال متابعة تلك الفرق، والقبض عليها، وكشف اعترافاتها أمام الرأي العام.
وقال الموسوي في تصريح خاص لوكالة /المعلومة/، إن “صمت الحكومة إزاء تنفيذ اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق يثير العديد من الشكوك، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي تمثلت بإلقاء القبض على مجموعة من العناصر المسلحة الأمريكية، ما يشير إلى وجود مخطط جديد قد يستهدف العملية السياسية وأمن البلاد”.
وأضاف أن “الإعلان عن وجود مثل هذه الفرق الجوالة يُعد أمراً خطيراً للغاية، ويتطلب متابعة أمنية دقيقة، للكشف عن النوايا الحقيقية وراء تحركات هذه العناصر، والتي قد تكون مرتبطة بمشروع لخلق الفوضى وضرب النسيج الوطني، وإعادة الطائفية إلى الواجهة”.
ودعا الموسوي الحكومة إلى التعامل بجدية مع هذه الحادثة، ومحاسبة المتورطين، قائلاً: “يجب على السلطات الأمنية متابعة هذه الفرق، والقبض عليها، وعرض اعترافاتها على الرأي العام، لكشف حقيقة ما يُخطط للعراق من مؤامرات تهدف إلى النيل من استقراره وسيادته”.

في ظل استمرار هذه التحركات الغامضة، وما يصاحبها من مواقف سياسية غير مفهومة من بعض الدول الخليجية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة حساسة قد تعيد رسم خارطتها السياسية والأمنية. وبينما يبقى العراق في قلب هذا المخطط، تبرز الحاجة الملحة إلى موقف وطني موحد وواعٍ لمواجهة أي مشروع يهدد وحدة البلاد وسيادتها. فالمعركة لم تعد عسكرية فحسب، بل باتت معركة وعي ومواجهة لمخططات تدويل وتقسيم طالما حذر منها التاريخ والجغرافيا معاً. 

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً