الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 94): الشناشيل (وقصر مشيد)

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 94): الشناشيل (وقصر مشيد)

فيينا / السبت 24. 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
جاء في جريدة الصباح الجديد عن خطوات جدية لتحويل منطقة العشار إلى مقصد سياحي 2018: منطقة العشار هي إحدى مناطق البصرة التي تعد مركزها في يومنا الحالي وتعد منطقة تسويقية كبيرة اذ تضم آلاف المحال التجارية وتضم شوارع تحتوي على مطاعم ومقاهي كثيرة. تقع على شط العرب وشمال نهر العشار منطقة العشار ويعتقد أنها كانت ميناء البصرة القديم. ونجد فيها العائلات البصرية القديمة (منطقة الموفقية) والبيوت القديمة المبنية على الطراز المعماري لعهد الدولة العباسية، وما تزال إلى حد الآن بعض هذه البيوت ذات الشناشيل الأثرية موجودة على ضفة نهر العشار والتي يتم صيانتها وادارتها من قبل الدولة ومنها بيت الوالي العثماني وسميت المنطقة ايضاً حي الباشا نسبهً إلى هذا البيت.
الشناشيل كانت تمثل القصور في زمانها عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ” (الحج 45) “فكأين” أي كم “من قرية أهلكتها” وفي قراءة أهلكناها “وهي ظالمة” أي أحلها بكفرهم “فهي خاوية” ساقطة “على عروشها” سقوفها “و” كم من “بئر معطلة” متروكة بموت أهلها “وقصر مشيد” رفيع خال بموت أهله.
جاء في في موقع عراقيبيديا: الشناشيل: الفوائد والاستخدام: اجتماعية: إحدى أهم الفوائد الاجتماعية هي الحفاظ على الخصوصية. من هذه المشربيات يستطيع الناظر مراقبة الشارع بدون أن يراه من في الشارع أو من في المشربية المقابلة وذلك لعدة أسباب مجتمعة، فمن ناحية تكون الإنارة في الخارج خلال النهار أقوى من الداخل، ومن ناحية أخرى وجود الزخارف والنقوش في الخشب يجعل الرؤية من خلاله صعبة لمن يقف على مسافة بعيدة، أضف إلى ذلك أن الزجاج الملون نفسه كان يزيد من تشويش الرؤية لمن في الشارع. هذه الميزات أتاحت للنساء أن يرين الشارع من نوافذهن بدون أن يلمحهن أحد. بيئية: توفر المشربية الظل داخل المسكن بدون إغلاق كامل للنافذة فتحافظ على حركة الهواء مما يساعد على تخفيف درجة الحرارة في الصيف. ويفيد هذا البروز المارة أيضا حيث يستظلون به في الزقاق صيفا ويتوقون المطر شتاء كما أن المشربية تغطي الجدار المواجه للشارع وتحافظ عليه من الشمس والمطر. ومن فوائد المشربية أيضًا ضبط تدفُّق الهواء، فعن طريقها يمكن التحكُّم في سرعة الهواء وتدفقه داخل الحيِّز الداخلي للمنزل، وذلك باختلاف فراغات المشربية في الأجزاء السفلية والأجزاء العليا، حيث نجدها ضيقةً في الأجزاء السفلية من المشربية ومتسعةً في الأجزاء العلوية، كما أن الأسطح الكروية لعناصر الخرط تحقِّق انزلاقًا للهواء عليها، مما يعطي تهويةً جيدةً أكثر مما إذا كانت هذه الأسطح مربعةً أو مستطيلةً، كما أن بروز المشربية عن مستوى الحائط يُتيح لها التعرضَ لتيارات الهواء الموازية لواجهة المنزل. ومن فوائدها أيضًا ضبط رطوبة تيار الهواء المارّ من خلالها إلى داخل المنزل أو الحجرة لطبيعة المادة المصنوعة منها وهي الخشب، فهو مادة مسامية طبيعية مكوَّنة من ألياف عضوية تمتص الماء وتحتفظ به. معمارية: إحدى الفوائد الرئيسية، وخصوصا في العراق، هي تعديل شكل الطابق الأرضي غير المتجانس إلى شكل متجانس ذي زوايا قائمة، وبالتالي تصحيح غرف الطابق نفسه إلى غرف ذات أضلاع متوازية ومتعامدة، وهذا مما جعل بعض هذه البروزات ذات أشكال غريبة مثل أسنان المنشار. كما أن المشربيات المغلقة كانت تضيف إلى مساحة الغرف في الطوابق العلوية مع بقاء مساحة الأرض ثابتة. كان للمشربيات تأثير على تصميم الشارع أيضا حيث أنها تزيد من احتواء الشارع للمارة وتضفي طابعا رقيقا عليه لوجود الخشب والنقوش الدقيقة فيه، فكانت واجهات الشارع ذات مقياس إنساني ناعم.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه “فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ” ﴿الحج 45﴾ “فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ” وأضافت الآية أنّ سقف بيوتها قد باتت أسفل البناء:” فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا”. أي إنّ الواقعة كانت شديدة حتّى أنّ السقوف إنهارت أوّلا ثمّ الجدران على السقوف”وبئر معطّلة” فما أكثر الآبار الرويّة بمياهها العذبة، ولكنّها غارت في الأرض بعد هلاك أصحابها فأصبحت معطّلة لا نفع فيها. “وَقَصْرٍ مَشِيدٍ” أجل ما أكثر القصور المشيدة التي إرتفعت شاهقة وزُينت، إلاّ أنّها أضحت خرائب بعد أن هلك أصحابها، والنتيجة إنّهم تركوا مساكنهم وقصورهم المجلّلة، وأهملوا مياههم وعيونهم التي كانت مصدر حياتهم وعمران أراضيهم وذهبوا. وكذلك الآبار الغنيّة بالماء أصبحت معطّلة لا ماء فيها.
جاء في موقع الاندبندنت عربية عن نظران قلب البصرة النابض بالتراث والفنون بيوت الشناشيل تجسد طرازاً معمارياً مميزاً تمتزج فيه بتجانس فنون العمارة العربية والتركية والفارسية والهندية للكاتب ماجد البريكان بتأريخ 19 يونيو 2024: تعد نظران والمحال السكنية الصغيرة المجاورة لها، المنطقة الوحيدة في مدينة البصرة التي لم يعبث الزمن كثيراً بملامحها العمرانية، ومع قليل من الاهتمام المتأخر صارت المنطقة فسحة رحبة للأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، وبدأت تكتسب أهمية سياحية متنامية. بأزقتها الضيقة وبيوتها التراثية ذات الشرفات الخشبية وكنائسها ومساجدها القديمة، تعد نظران والمحال السكنية الصغيرة المجاورة لها المنطقة الوحيدة في مدينة البصرة التي لم يعبث الزمن كثيراً بملامحها العمرانية، ومع قليل من الاهتمام المتأخر صارت المنطقة فسحة رحبة للأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، وبدأت تكتسب أهمية سياحية متنامية. وتعتبر محلة الباشا المحاذية لنظران من أقدم محال البصرة، وفي بداية السيطرة العثمانية على البصرة عام 1546 كان فيها مقر الحكومة (السراي)، وسميت بمحلة الباشا لكثرة الباشوات الذين استقروا فيها من ولاة البصرة وحكامها وأعيانها، ويربطها بنظران “جسر الغربان” الذي شُيد في 1885، واكتسب اسمه من الغربان التي كانت تحتشد حول مخازن الحبوب القريبة منه، وقد رحلت الغربان عن البصرة قبل أعوام كثيرة وبقي الجسر محتفظاً باسمه في الذاكرة الشعبية، مثلما ظلت محلة الباشا معروفة باسمها العتيق على رغم إلصاق البلدية اسماً آخر عليها. بيوت الشناشيل: تكتسب المنطقة قيمتها الجمالية الراهنة من بيوت الشناشيل التي تجسد طرازاً معمارياً مميزاً تمتزج فيه بتجانس فنون العمارة العربية والتركية والفارسية والهندية، وهي حلقة وصل بين العمارة البصرية بطابعها القديم ونسقها الحديث، وكلمة “شناشيل” تعريب للكلمة الفارسية “شاه نشين” التي تعني الشرفة أو الشرفات البارزة من القصر التي يجلس فيها الملك، كما جاء في معجم نفيسي للأديب واللغوي الفارسي علي أكبر خان. هذا النسق من البناء الفاخر كان محبباً لأثرياء البصرة خلال القرن الـ19 والنصف الأول من القرن الـ20، ويؤكد متخصصون أن انتشار الشناشيل خلال تلك الفترة يستند إلى مبررات موضوعية ذات خصوصية محلية، فالبصرة معروفة برخاوة تربتها وارتفاع مناسيب مياهها الجوفية، وبيوت الشناشيل خفيفة نسبياً لاعتماد بنائها أكثر على الخشب الذي كانت تنقله السفن من الهند وجنوب شرق آسيا، وكذلك مناخ البصرة اللاهب صيفاً يجعل توظيف الخشب حلاً رشيداً لمواجهة قسوة الطبيعة.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً