فيينا / الثلاثاء 17. 06 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله عز من قائل “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” ﴿القصص 26﴾ يَا أَبَتِ: يَا حرف نداء، أَبَتِ اسم ضمير. قالت إحدى المرأتين لأبيها: يا أبت استأجره ليرعى لك ماشيتك؛ إنَّ خير من تستأجره للرعي القوي على حفظ ماشيتك، الأمين الذي لا تخاف خيانته فيما تأمنه عليه.
جاء في القبس عن يوم الأب العالمي: يصادف تاريخ اليوم 20 يونيو، يوم الأب العالمي، الذي يحتفل به العالم في ثالث يوم أحد من شهر يونيو من كل عام، الاحتفال معتمد في بلدان كثيرة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا، في حين أن بلدان أخرى مثل أستراليا تحتفل به في أول يوم أحد من شهر سبتمبر من كل عام. بغض النظر عن اختلاف تواريخ الاحتفال باليوم العالمي للأب، إلا أن الأمر الأكيد أن الصخب في هذا اليوم يكاد يكون منعدماً، فلا نرى فعاليات ولا احتفالات ولا اهتماماً كبيراً، مثل ذلك الذي تحظي به المرأة في عيدها أو الأم في عيدها. أول احتفال: تعود قصة يوم الأب إلى عام 1909، حيث كانت فتاة تدعى (سونورا لويس سمارت) من الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن استمعت لموعظة في عيد الأم، فأرادت أن تكرم والدها الذي توفيت زوجته عام 1898 وتولى هو تربيتها مع إخوتها الستة، وقدمت وقتها عريضة تطالب بتخصيص يوم للاحتفال بعيد الأب. وشهدت مدينة سبوكِين الأميركية أول يوم لعيد أب في 19 يونيو عام 1910، وتناقلت وسائل الإعلام فكرة عيد الأب وطرحتها عبر مقالات وتحقيقات وهو ما زاد من قيمة الاهتمامين الرسمي والشعبي بها وساهم في انتشارها في ولايات أميركية أخرى وفي كندا، لكن الاحتفال بقي غير رسمي حتى العام 1966. ويقول باحثون في علم الاجتماع، أن السبب في تأخير إقرار عيد خاص بالأب يعود إلى عادات الشعوب وتقاليدها وخاصة في عملية توزيع الأدوار بين الأب والأم داخل العائلة، حيث أوكلت للأم مهام تغذية الطفل والعناية به جسديا وعاطفيا واجتماعيا، بينما الأب حُددت له وظيفة المعيل من دون أن تولي أهمية تذكر لدوره كشريك مساو في عملية التنشئة العاطفية والاجتماعية. الغياب الإعلامي: في منطقتنا العربية يعاني الأب من غياب الاهتمام سواء كان إعلامياً أو مجتمعياً، فلا وجود لفعاليات وأحداث تبرز الدور الكبير والتضحيات الجسام التي يقوم بها الأب في سبيل الحفاظ على وحدة ومتانة عائلته، وتوضح بعضاً مما يقوم به في سبيل سعادة أبنائه وحصولهم على حياة كريمة رغدة. وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، هي السبيل الأكثر انتشاراً في تذكير الناس بوجود عيد للأب، عبر انتشار هاشتاقات يتناقل عبرها المتابعون صوراً وعبارات تذكر ببعض من التضحيات التي يقوم بها الأب من أجل عائلته.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله عز من قائل “قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ” ﴿القصص 26﴾ رجعت الفتاتان إلى أبيهما، وأخبرتاه بما كان، فقال لواحدة منهما: اذهبي وادعيه لنجزيه على إحسانه، فجاءته الفتاة يكسوها الحياء والخجل، والطهر والعفاف، وقالت له ما قال أبوها “فَلَمَّا جاءَهُ وقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”. استجاب موسى للدعوة، ورحب به الشيخ وشكره على صنيعه، ولما طابت نفس موسى واطمأنت إلى الشيخ حدثه بما جرى له مع فرعون وقومه فقال له الشيخ: لا تخف.. انك عندنا في مكان حصين أمين، لا سلطان عليك فيه لفرعون ولا لغيره من الظالمين. واختلف المفسرون في هذا الشيخ من هو؟ فأكثرهم على أنه شعيب، وقال فريق منهم: انه غيره. ولا مستند لهؤلاء وأولئك إلا مرجحات لا تغني عن الحق شيئا. ولسنا نهتم بمثل هذه الاختلافات، ما دامت لا تمت إلى العقيدة والحياة بسبب.. وقد اخترنا اسم شعيب لهذه الشخصية لمجرد التعبير عنها، ولأن هذا الاسم هو الشائع بين الأكثرية كما شاع بين طلاب النجف وعلمائها: ليس النزاع في التسمية من دأب المحصلين. “قالت إحداهما” وهي التي استدعته إلى أبيها كما يشعر وصفها له بالقوي الأمين “يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ”.
الوالدان عند الكبر رعايتهما تزداد من قبل الأولاد مما في عمر اصغر كما قال الله تبارك وتعالى “إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (الإسراء 23) فعند طلب حاجة مثل حاجة السكن فعلى الولد توفير سكن لوالديه وعدم تركهما في دور كبار السن التي لا تليق بهما. جاء عدم نهر الابن لوالديه لأن ذلك يؤذيه”وَلَا تَنْهَرْهُمَا” (الإسراء 23) كما أن السائل يؤذيه نهر من يسأله عن صدقة او حاجة “وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنْهَرْ” (الضحى 10).
جاء في مجلة سيدتي عن غياب الأب وأثره على سلوك الأبناء الاجتماعي للكاتب سامر سليمان: نصائح للتخفيف من الآثار السلبية لغياب الأب: إن غياب الأب لفترة طويلة أو نهائياً يؤثر على الأبناء، ولكن هناك عوامل إيجابية تخفف من الآثار السلبية لغياب الأب. وهي كالتالي: تمالك الأعصاب. يجب للأم أن تتمالك أعصابها وتحافظ على اتزانها النفسي، وتستغل قدراتها الذاتية والخارجية، وتقوم بدور الأب والأم معاً. عدم الانغلاق اجتماعيا: يجب ان تمارس الأم سياسة الباب المفتوح، فتسمح لنفسها ولأبنائها باستقبال أصدقائهم، أو زيارتهم إلى المنزل، بدلاً من المكوث في المنزل، مما يعرض الأبناء للاكتئاب النفسي والانطواء. استعمال سلطة الوالدين معاً: من الطبيعي أن تغمرالأم أبناءها بالعاطفة والحنان تعويضاً عن النقص، ولكن ما يحتاجونه إلى جانب ذلك هو السلطة. المشكلة هي أنها غالباً ما تشعر بالذنب، الأمر الذي يجعلها تغض الطرف عن أمور كثيرة، وأحياناً تُفرط في دلال أبنائها. استحضار النموذج الذكوري: لابد من وجود أب بديل، فوجود الحضور الذكوري في المحيط الاجتماعي، مثل الخال أو العم أو الجدّ، لكي يساعد في الوقوف بجانب الأبناء. تثبيت صورة إيجابية للأب في وعي الأبناء: بعض الأمهات يهددن أبناءهن بعقاب الأب أثناء غيابه، كأن تقول الأم عند الخطأ سأخبر والدك عندما يعود من السفر على عقابك، فترتبط صورة الأب الغائب عند الإبن بالعقاب والقسوة، مما يجعل صورة الأب في وجدان الأبناء في أسلوب العنف والعقاب فقط.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات